خاشفجي وسر مكالمة دحلان قبل إختفائه
كتبت/ إيمان أبو الليل
إخوان الأردن أضافوا هاجساً آخر في بيانهم الذي لا يقل بلاغة وحماسة عن سابقيهم، فقالوا إن التدخل «محاولة لتقسيم جديد لمنطقة الشرق الأوسط وقتل أهلها». كما لو أن الشرق الأوسط لا يقسّم الآن بيد أهله الذين يقتلون بعضهم بعضاً أيضاً. أما بيان إخوان مصر فهو الأكثر تشريقاً وتغريباً، فلمّح إلى مؤامرة كبرى تحاك من خلف الحرب على «داعش»، مستشهداً بصراع وقع بين مالطي ومصري اتخذته بريطانيا ذريعة لاحتلال مصر، ثم عرج على أن الغرب رفع شعار مكافحة الإرهاب «ذريعة للعدوان على العالم الإسلامي وتمزيقه واحتلال بلدانه»، ومن هناك إلى ظلم أميركا للهنود الحمر، واستخدامها القنبلة الذرية ضد اليابان، إلى آخر هذا الخطاب المعتاد الذي يصلح مقالة لصحافي ناشئ متحمس وليس لحزب سياسي وصل يوماً إلى السلطة وتعامل مع الولايات المتحدة طولاً وعرضاً وفوق الطاولة وأسفلها.
وأكد على انتقاده للإخوان حيث قال:
هذا النمط من التفكير والتحليل السياسي يوقع «الإخوان» في عثرات مكلفة، ولكنهم يعودون إليه المرة تلو الأخرى وكأنما لم يتعلموا من الدرس السابق، فلماذا؟ إنه خطاب «مواقف» تبحث عن تصفيق أو صرخات «الله أكبر»، وليس سياسة تتطلب أفعالاً على الأرض، هل لأن قيادات الإخوان تخرج من محاضن تربوية في الغالب، مشغولة بالوعظ والمثاليات؟ أم إنه التقدم في السن بعد عمر أمضوه خارج السياسة الحقيقية، فلم يكتسبوا مهارات السياسة ومكائدها ولا حتى فقه تغليب المصالح.
وتابع كلامه عن الاخوان حيث قال:
تخبط «الإخوان» في مسألة التحالف الدولي ضد «داعش»، نموذج بسيط لأزمتهم السياسية، بالمقارنة بخطئهم الكارثي في مصر، ولكنّ كليهما وغيرهما من الأخطاء تستوجب ثورة من داخلهم، تقصي قياداتهم الهرمة وتستبدلها بشباب أكثر وعياً، أو الأفضل من ذلك، أن يقتصر دور الجماعة على الدعوة والوعظ والإرشاد، ويتركوا السياسة لمن يجيدها.
..وتارة يشجع الربيع العربي ثم يعاود لمغازلة الحكم الملكي على استحياء مشيرا إلى استقرار الأردن والمغرب والعجيب أنه لم يذكر المملكة العربية السعودية،
لكن برغم كل هذا ظل خاشفجي داخل القصر الملكي إلى أن انتقد سياسة ولي العهد محمد بن سلمان واتهمه بالتهور .
ثم انتقل خاشفجي إلى أمريكا وترك المملكة بحجة التضييق على الرأي وحرية الفرد واعتقال العلماء
وهكذا كان التناقض الغير مفهوم يضع خاشفجي في دائرة الشك بالنسبة لي.
وكان ينشر خاشفجي في الواشنطن بوست مقالا أسبوعيا ، يعلن فيه عن آرائه بحرية
وتمر الايام ويذهب إلى تركيا وأثناء تواجده ذهب لإنهاء اوراق زواجه من القنصلية السعودية في تركيا .
دخل القنصلية ثم اختفى!!
ولا أحد يعلم عنه شئ ، وبدأ تراشق الاتهامات ما بين تركيا التي تقول بأنه داخل القنصلية وبين السعودية التي تقول بأن تركيا تريد إخراجها أمام الرأي العام،
اذا أين خاشفجي ولماذا اختفى؟!
انا شخصيا أرى أن هذا الاختفاء ما هو إلا لعبة سياسية برغم أن تركيا منذ قليل قالت بأن التحقيقات كشفت أنه قبل الاختفاء ب ٢٤ساعة حدثت مكالمة هاتفية بين محمد دحلان التابع لحركة فتح والمقيم في الامارات وبين خاشفجي استمرت ٤٥ دقيقة ، لكن تركيا لم تكشف عن مضمون المكالمة …
والخوف أن تكون تلك اللعبة لإنهاء العلاقات السعودية التركية وإحداث أزمة سياسية لا يحمد عقباها
فلو تدبرنا الموقف سنقول ببساطة وسذاجة : اين كاميرات المبنى الحكومي؟
ثم نتساءل بسذاجة ايضا: كيف علم خاشفجي نفسه بأنه لن يخرج من القنصلية فلقد أخبر خطيبته بقلقه بهذا الشأن ؟!
لقد أخبر خطيبته كما أعلنت هي هذا ولماذا لم تدخل معه ، وهذا ليس منطقيا ، فهي الزوجة المنتظرة وترافق الخطيب لإنهاء اوراق الزواج من قنصلية بلاده، وهو من هو ، فهو ليس بالشخص النكرة ليرفض أمن القنصلية مرافقة الخطيبة معه،
وسؤال اخر : لقد حدد خاشفجي لخطيبته أن لم يخرج عليها الاتصال بأشخاص حددهم لها، فما معنى هذا؟
ولو اشتدت السذاجة معي سأقول لماذا ترك الهواتف المحمولة الخاصة به مع خطيبته ولم يحتفظ بهم معه ليتواصل مع الخطيبة؟ أليس من الطبيعي ان اختفى شخص من السهل معرفة مكان تواجده عن طريق الهاتف المحمول حتى وإن كان مغلقا؟!
خاشفجي وخطيبته ما سرهما ولصالح أى طرف تلك اللعبة؟
هل هي لصالح تركيا والتي يميل إليها خاشفجي؟
ام لصالح السعودية التي يهاجمها بعدما كان أحد أهم رموز اعلامها؟
ام لصالح امريكا التي عاش بها وانتقد حاكمها بعدما كان يعتبره حليفا مهما؟
وما سر مكالمة دحلان قبل اختفائه بساعات؟
ومن هم ال١٤ شخص الذين أعلنت تركيا بأنهم دخلوا تركيا وتوجهوا الى القنصلية السعودية مباشرة ثم غادروا البلاد ؟
تركيا في موقف صعب
والسعودية في موقف مخزي
ووضع خاشفجي سيظل داخل دائرة الشك والحيرة وسننتظر القادم ربما يفسر لنا ما يحدث
صراحة (وقت تلقي المشاهد من الإعلام المسيس) مثل الجزيرة
كل شخص عادي لديه انطباعية فالبداية وفجأة تنكشف له الأمور ويجد انه كان على خطأ
مثلا تأييده للإخوان ثم انتقاده لهم
كلنا فرحنا بمرسي والاخوان عند وصولهم للحكم
لكن سريعاً فاحت رائحة الخيانة القذرة منهم
وموقفه بالنسبة لليمن كلنا لا نريد الدخول في حرب تستنزف اقتصادنا وتحصد ارواح فلذات اكبادنا وإخوانا واقاربنا من العسكر وغيرهم
لكن سريعاً رأينا انه موقف لابد منه وبطولي من رجل الحزم والعزم الملك سلمان
ولو انه جاء متأخراً بعض الشيء (بعد ما الحوثي قوي عوده)
وقد عُرض اقتراح التدخل العسكري على الملك عبدالله قبل وفاته لكنه رفض وقتها
عموماً نحن لا نريد هذه الحرب بالمبدأ
لكن لو حكّمنا عقولنا ورأينا الأمور بنظرة بعيدة المدى
رأينا ان خسائرنا ستكون الف ضعف في العقود القادمة ان لم اقل بضع سنين قادمة
ايران لا تبغض سنة العراق وسوريا اكثر منّا
والله لو استطاعت النيل منّا وتولّت رقابنا لما جعلت في الجزيرة عربيّاً ينطق بالضاد