منزلي القديم…
بقلم/خالد طلب عجلان
كان لى منزلا قديما ورثة أبى عن أبية وأبية عن جدة. المنزل قديم ولكنه شامخ مرفوع الرأس
نوافذة فعل بها الريح ما فعل..
أبوابة من الخشب ولكنها أقوى من الفولاذ..
الطين يكسوة ولون الطين أغلبة…
ولكن للطين بريق لا يراه الا من أحبة..
لا أذكر متى بنيا ولكن التاريخ أتى علية وذهب
أذا نظرت إلية ترى السحاب فوقة
وأذا نظرت الية تظل مرفوع الرأس شامخا
البيوت من حولة أقزام وهو الجبال الرواثي
كانت الشمس تداعبة من نوافذة..
والقمر يأتى ليسكن شرفتة..
عشت أيام الطفولة به فرحا مبتسما هائما
واليوم ..
واليوم زال كل جميل حولة..
علت علية الأرض والأشخاص ليبقى منحدرنا منكسرا خائبا
ذهبت وتلك السلالم التى كنت ارتقي اليها وأنال العلا..هبطت واندثرت
أقدامى إلى الأسفل تسير
توارت أبوابة وتهالكت وتكالبت علية قسوة الزمان
وتعجبت كيف برأسي أنحني وكنت وكان بيتي فى الماضي شامخا
نظرة الجيران إلي..
فى عيوني حسرة وفى عيونهم دهشة..
الدهشة من أملي وحلمي أن أعيد منزلي
كما كان فى الماضى..
فقال لى أحد جيرانى
البيت يظل عامرا بأهلة وإن تركتة تركك
وإن أهملته أهملك ..
أنت تركتة حتى نال منة الزمان ما نال
رأيت المنازل من حوله منازل
ولايوجد لمنزلي منزلا
وجدت مساكن الأغراب عالية
ووجدت منزلي بين الأغراب منكسرا
رأيت منازل رعاة الغنم بكثرة المال مدهبة
ورأيت منزلى بالعلم والتاريخ بينهم مبهما
رأيت رعاة الأغنام بأغناهم وأموالهم
فوق الحضير وفى دهاليز بيتى يترجلوا
رأيت عزة بيتى ذلة وبيتوت أذلة أصبحوافى عزة بأموالهم..
هدم بعض الجيران بيتي لتبقى بيوتهم
شوهوا كل معالم الجمال بة
وجمالوا كل وجه قبيح لهم
خاصمتهم منذ اعوام لسوء فعلهم
والأن أمد يدي لصلحهم
ورجعت والحسرة تملأنى..والدمع والعبرات فى عينى
كيف لى أمد يدى لصلحهم وأنا أبن العزة والكرامة
كيف أنسى ما فعلوه بمنزلي وليس بعد الأنسان منزلة إلا بمنزله..
سالوا التاريخ من أعرق بيتى أم بيتكم..
سالوا التاريخ من يفوز علمي أم جهلكم
سالوا التاريخ منذ بدء الخليقة وبيتى ها هنا
أما خيامكم طارت بها الرياح لتطير أحلامكم
أنسيتم يوما هذا البيت وكان مصدر علمكم
أنسيتم هذا البيت وكان يوما درعكم وجندكم
أنسيتم يوما كنتم بلا مأوى وهذا البيت كان ملاذكم..