خبراء: ثقافة الإلغاء تعيق تحول المدخنين البالغين إلى بدائل أقل خطورة

كتب: ماهر بدر

مع تزايد الوعي بالمخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين التقليدي، يبحث عدد متزايد من المدخنين البالغين عن بدائل أقل خطورة، مثل السجائر الإلكترونية، التبغ المسخن، وأكياس النيكوتين. ورغم انتشار هذه المنتجات كخيارات قد تساهم في تقليل المخاطر الصحية، فإن تداول المعلومات غير الدقيقة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي أثار جدلًا واسعًا بين الخبراء والمتخصصين في الصحة العامة، ما يستدعي مراجعة دقيقة للأدلة العلمية والتوعية القائمة على الحقائق.

انقسام حول فعالية البدائل وتأثيرها على الصحة العامة

يختلف الخبراء حول جدوى هذه البدائل، حيث يرى البعض أنها قد تساعد في الحد من مخاطر التدخين التقليدي، في حين يخشى آخرون من إقبال الشباب على استخدامها، مما يثير مخاوف جديدة. إضافةً إلى ذلك، يشير بعض المتخصصين إلى أن “ثقافة الإلغاء” تعطل الجهود المبذولة لمكافحة التدخين التقليدي عبر معارضة الابتكارات الحديثة دون النظر إلى الأدلة العلمية.

الحظر والتأثير غير المتوقع على معدلات التدخين

وفقًا لـ الدكتور روهان أندرادي دي سيكويرا، أخصائي أمراض القلب، فإن حظر السجائر الإلكترونية في الهند أدى إلى نتائج عكسية، حيث ارتفع استخدامها بين الشباب بدلاً من تراجعها. وأكد أن الحظر الكامل يدفع المستهلكين إلى السوق السوداء، مما يحد من قدرة الجهات التنظيمية على ضمان جودة المنتجات ويزيد من المخاطر الصحية. كما أشار إلى أن نقص الوعي لدى الأطباء حول بدائل التدخين يسهم في انتشار المفاهيم الخاطئة، داعيًا إلى تعزيز البرامج التعليمية في هذا المجال.

“حرب ثقافية” تعيق الحد من مخاطر التدخين

من جانبها، أوضحت الدكتورة ماريوا جلوفر، الباحثة في الصحة العامة من نيوزيلندا، أن هناك “حربًا ثقافية” تستهدف جهود الحد من مخاطر التدخين، حيث تروج بعض الجهات لمعلومات مضللة بهدف خلق حالة من الخوف والتردد بين المدخنين البالغين، مما يؤثر سلبًا على المبادرات الصحية.

تجارب عالمية ناجحة في الحد من التدخين

حققت المملكة المتحدة، نيوزيلندا، والسويد تقدمًا كبيرًا في خفض معدلات التدخين من خلال تبني استراتيجيات تنظيمية واضحة تدعم البدائل الأقل ضررًا، مما ساهم في تقليل أعداد المدخنين البالغين بشكل ملحوظ. وتبرز هذه التجارب الحاجة إلى سياسات متوازنة تجمع بين الرقابة والتنظيم والتوعية لضمان تحسين الصحة العامة.

الدراسات تؤكد انخفاض المخاطر مقارنة بالسجائر التقليدية

تشير الأبحاث العلمية إلى أن منتجات النيكوتين الخالية من الدخان، مثل السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن وأكياس النيكوتين، تُعد أقل ضررًا من السجائر التقليدية، حيث تساعد بعض المدخنين على الإقلاع التدريجي. وبينما يظل الإقلاع التام هو الخيار الأفضل، فإن توفير بدائل مبتكرة يمكن أن يسهم في تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين.

الطريق نحو مستقبل صحي أكثر

مع استمرار الأبحاث، يشدد الخبراء على أهمية الحوار القائم على الأدلة العلمية بدلاً من تبني مواقف متشددة قد تضر بالصحة العامة على المدى الطويل. كما يؤكدون على ضرورة تشريعات متوازنة تتيح للمدخنين خيارات أكثر أمانًا دون التأثير السلبي على الأجيال الجديدة.

Exit mobile version