السودانتقارير وتحقيقات

خبيرة حقوقية: دور المرأة أساسى لوقف القتال فى السودان

النساء يجب أن يشاركن فى رسم مستقبل السودان مع ضرورة وقف الحرب

كتبت : د.هيام الإبس

 

أصدرت بعثة تقصى الحقائق بشأن السودان تقريراً مفصلاً سلط الضوء على ضرورة حماية المدنيين ، خلص إلى وجود أسباب معقولة للاعتقاد أن الأفعال المرتكبة ضد المدنيين ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بما فى ذلك التعذيب والاغتصاب والاستعباد الجنسى والاضطهاد على أسس عرقية وجنسية.

 

أكدت عضوة بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصى الحقائق بشأن السودان “منى رشماوى”، أنه يجب أن يكون للنساء السودانيات مكان فى المفاوضات حول مستقبل السودان، وأن يكن فى موقع القرار وأن تحدد تجربتهن وآراؤهن وتوصياتهن مستقبل السودان .

 

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، سلط تقرير صدر مؤخراً عن بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصى الحقائق بشأن السودان، الضوء على ضرورة حماية المدنيين وخلص إلى وجود أسباب معقولة للاعتقاد أن الأفعال المرتكبة ضدهم ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بما فى ذلك التعذيب والاغتصاب والاستعباد الجنسى والاضطهاد على أسس عرقية وجنسية.

 

ووفقاً للمسؤولة الأممية، تستمر الحرب فى السودان بين الأطراف المتنازعة منذ 19 شهراً مما أدى إلى مقتل الآلاف وتهجير أكثر من 11 مليون شخص داخل السودان وخارجه وترك نحو 24.8 مليون شخص فى حاجة إلى المساعدة، وأشارت إلى تحذير المحققين الذين عينهم مجلس حقوق الإنسان فى جنيف من أن النساء والفتيات يتعرضن بشكل نمطى للعنف الجنسى واسع النطاق والاغتصاب الجماعى والاختطاف واحتجاز أشبه بالعبودية الجنسية .

 

وأشارت “منى رشماوى”، إلى أن مثل هذه الجرائم منتشرة للغاية ولكن هناك تعتيم. للأسف بسبب عاداتنا وتقاليدنا كمجتمعات شرقية، لا يتم الإفصاح عن مثل هذه الأمور. فالمرأة أو الفتاة أو الرجل أو الفتيان الذين يتعرضون لمثل هذه الانتهاكات لايتحدثون عنها كثيراً ، والعائلة تغطى على هذا الموضوع.

 

وأكدت “منى رشماوى”، أن هناك جهود دولية كثيرة لمكافحة المجاعة التى تم الإعلان عنها فى أجزاء كثيرة فى السودان، فمثلاً فى مجلس الأمن كان هناك قرار بوقف حصار مدينة الفاشر بما فيها معسكر زمزم وما إلى ذلك، ولكن موضوع المجاعة متشابك للغاية فهناك مسألة عدم وصول المساعدات الإنسانية، لأن الطرق المحيطة بمنطقة الفاشر طرق وعرة، وبالتالى هناك صعوبة فى الوصول إلى الفاشر.

 

وأشارت المسؤولة الأممية إلى عدم وجود مداخل كافية لوصول هذه المساعدات، وهناك أيضاً الجرائم التى تتم فيما بين المناطق. وهناك عمال من الصليب الأحمر تم قتلهم عند خروجهم من منطقة معينة ودخولهم إلى منطقة أخرى، وقالت: الأمر الأساسى الذى يجب أن نسلط الضوء عليه هو موضوع الأمن الغذائى الآن فى السودان، فالمشكلة أن السودان بلد زراعى ولديه طاقة زراعية كبيرة وبإمكانه أن يكفى نفسه زراعياً، فهو بلد خصب بأرض خصبة بإمكانيات كبيرة من ناحية المياه وهناك إمكانيات مياه وآبار وما إلى ذلك.

 

وأكدت مسؤولة الأمم المتحدة أنه فى وقت الحرب، هجر أكثر المزارعين السودانيين أرضهم ورحلوا عن المناطق الزراعية فليس هناك حبوب للزراعة وبالتالى المناطق الزراعية الآن هى مناطق متروكة وغير مزروعة. وبالتالى الأمن الغذائى فى السودان موضوع شائك ومعقد جداً ، فطبعاً يجب وقف الحرب، لأن المساعدات الإنسانية وحدها غير كافية لإيجاد حلول فى هذا الموضوع .

 

وشددت “منى رشماوى”، على ضرورة أن تكون هناك فرص للحوار بين طرفى الصراع، وتفاهمات من أجل حماية المدنيين بالسودان، تفاهمات من أجل وقف إطلاق النار وتفاهمات حتى لا يتأجج الصراع أكثر مما هو عليه الآن. ولكن هذا لا يحدث على أرض الواقع، الصراع يدخل من مرحلة سيئة لأسوأ، وطبعاً من يدفع الثمن هم المدنيون.

 

وقالت “منى رشماوى”، السودان هو ثالث بلد أفريقى من ناحية المساحة، هناك خمسون مليون شخص يعيشون فى السودان أو كانوا يعيشون فى السودان، هناك عدد منهم الآن خرجوا، وهناك لاجئون فى مناطق اللجوء، ولكن يستحق السودان ويستحق السودانيون أن يعيشوا فى بلد كريم، وأن يستعملوا التنوع فيه بشكل إيجابى.

مشيرةً ان التنوع علامة على القوة لا الضعف، ويجب أن يكون هناك حوار مدنى بين الأشخاص.

وطالبت عضوة بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصى الحقائق بشأن السودان “منى رشماوى”، بضرورة وقف الحرب والصراع ومحاسبة من قام بمثل هذه الأفعال، ومن قام بمثل هذه الجرائم التى ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ومن غير المعقول أن يستمر الوضع على ما هو عليه الآن.

خبيرة حقوقية: دور المرأة أساسى لوقف القتال فى السودان 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.