خبير المياه عباس شراقي: غرق السودان يكشف سوء إدارة إثيوبي لسد النهضة

✍️ كتبت: د. هيام الإبس
في تصريحات مثيرة للقلق، كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، عن خلل فني خطير في إدارة سد النهضة الإثيوبي، أدى إلى غرق مناطق واسعة في السودان نتيجة فتح أربع بوابات فقط من أصل 21 بوابة يمتلكها السد، ما يعكس غياب التخطيط العلمي والتنسيق الإقليمي.
تحذيرات مصرية سودانية مشتركة
أكد شراقي أن موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة السوداني بشأن رفض أي إجراءات أحادية على النيل الأزرق، يعكس وحدة الرؤية بين البلدين في مواجهة التهديدات المائية المشتركة. اللقاءات الأخيرة، سواء خلال أسبوع القاهرة للمياه أو زيارة الرئيس السوداني للقاهرة، جاءت لتؤكد أن مصر والسودان في خندق واحد ضد أي ممارسات أحادية من الجانب الإثيوبي.
أضرار بيئية وهيدرولوجية جسيمة
أوضح شراقي أن تخزين 64 مليار متر مكعب من المياه في بحيرة السد أدى إلى حجب كميات ضخمة كانت تتدفق إلى مصر، مشيرًا إلى أن فتح 4 بوابات فقط تسبب في فيضانات عارمة بالسودان، ألحقت خسائر فادحة بالمزارع والبنية التحتية، ما يكشف عن فقر فني واضح في إدارة المشروع.
غياب التنسيق وشفافية التشغيل
شدد شراقي على أن القرارات الأحادية في عمليات الملء والتشغيل خلال السنوات الماضية أثبتت قصورًا فنيًا لدى الجانب الإثيوبي، داعيًا إلى ضرورة تبادل البيانات الفنية بين مصر والسودان وإثيوبيا لضمان إدارة آمنة ومستدامة لمياه النيل.
وأكد أن إخفاء المعلومات حول توقيتات الملء وكميات المياه المحتجزة أو المنصرفة يعقّد حسابات دول المصب ويهدد أمنها المائي والغذائي.
دعوة للتعاون لا الانفراد
رغم التحذيرات، أكد شراقي أن التعاون ممكن ومطلوب إذا التزمت إثيوبيا بمبدأ عدم الإضرار بالآخرين، مشيرًا إلى أن مصر تدعم حق الشعوب في التنمية بشرط عدم المساس بالحقوق التاريخية في المياه.
ودعا إلى تبني نهج التعاون والعلم لا التجريب، من أجل مستقبل مائي آمن ومستقر للمنطقة بأكملها.