خبير عسكري :المقاومة الفلسطينية تعتمد سياسة الردع المضاد وإستراتيجية الغموض.
كتب – هاني حسبو
أكد الخبير العسكري العميد إلياس حنا أن إعلان كتائب القسام عن أن “معظم الأسرى الإسرائيليين بنطاق لواء شمال غزة باتوا في عداد المفقودين” يعكس اعتماد المقاومة الفلسطينية سياسة الردع المضاد وإستراتيجية الغموض.
التأثير العسكري والإنساني
وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام ،أشار حنا إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة تؤثر بشدة على الفلسطينيين، بما في ذلك البنية التحتية والمقاومة، وتخلق أوضاعًا معقدة تتصل بمصير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين هناك.
وقال إن المقاومة تعتمد على تشتيت مواقع الأسرى عبر توزيعهم على مناطق متعددة في قطاع غزة، ما يجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي استهدافهم أو استرجاعهم بسهولة.
سابقة تاريخية وأمثلة حية
استدل الخبير العسكري على وقائع سابقة تؤكد نجاح المقاومة في فرض قواعد جديدة، مثل:
- حادثة رفح جنوب غزة، حيث قُتل 6 من الأسرى الإسرائيليين أثناء قصف أحد الأنفاق.
- عملية النصيرات وسط القطاع، التي استرجعت خلالها إسرائيل 4 أسرى مقابل خسائر فادحة، إذ استشهد أكثر من 200 فلسطيني.
هذه الأمثلة دفعت المقاومة إلى تطوير قواعد اشتباك جديدة تُعقّد محاولات الاحتلال.
رسائل إعلان القسام
أوضح حنا أن إعلان القسام يحمل رسائل متعددة، منها:
- زيادة الضغط على إسرائيل داخليًا وخارجيًا، خصوصًا بعد نشر فيديو للمجندة الإسرائيلية.
- تعزيز موقع المقاومة في مفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى الجارية في قطر.
- التأكيد على أن المقاومة لن تتنازل عن شروطها، لأنها تخوض معركة “حياة أو موت”.
دلالات الغموض في كلمة “مفقودين”
يرى حنا أن مصطلح “مفقودين” يحمل إشارات إلى انقطاع التواصل بين قيادة القسام والمواقع المسؤولة عن الأسرى، وربما يُشير إلى ظروف استثنائية نتيجة القصف الإسرائيلي المكثف.
كما أن استخدام هذا المصطلح يعكس:
- إستراتيجية غموض تهدف إلى منع الاحتلال من الحصول على معلومات دقيقة حول حالة الأسرى.
- تكتيك ضغط نفسي على القيادة الإسرائيلية، خاصة على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه انتقادات داخلية متزايدة.
خطوة استراتيجية
خلص العميد إلياس حنا إلى أن إعلان القسام يمثل خطوة استراتيجية في إطار الحرب النفسية والمفاوضات السياسية. المقاومة تسعى عبر هذه التصريحات إلى تثبيت قواعد اشتباك جديدة، تضغط على إسرائيل داخليًا وخارجيًا، مع تأكيدها على ضرورة الوصول إلى صفقة تضمن حقوقها وأهدافها.