قال خبير المسح الراداري الياباني هيروكاتسو واتانابي إنه يعتقد بوجود “فراغين” غير مكتشفين خلف مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك مرجحا أن إجراء مسح إضافي من خارج المقبرة لن يضيف الكثير إلى البيانات المتوفرة حاليا.
وتقع المقبرة التي تحمل الكود (كيه.في 62) في وادي الملوك على ضفة النيل الغربية المقابلة لمدينة الأقصر. ونالت المقبرة شهرة واسعة منذ اكتشافها في 1922 نظرا لكم الكنوز التي احتوت عليها وكان من أبرزها القناع الذهبي للملك الصغير.
وطرح عالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز في العام الماضي نظرية تقول بأن المقبرة المدفون بها توت عنخ آمون ليست له بالأساس لكنها كانت لشخصية أخرى يعتقد أنها نفرتيتي. وأشار إلى وجود غرف إضافية بالمقبرة خلف الجدارين الشمالي والغربي.
وأجرت وزارة الآثار المصرية مسحا أوليا في نوفمبر تشرين الثاني 2015 ثم مسحا رقميا في مارس آذار للتحقق من صحة هذه النظرية.
وقال واتانابي الذي أجرى المسح الأولي في مقابلة مع رويترز الاحد 8 مايو 2016 على هامش مؤتمر المتحف المصري الكبير الدولي الثاني عن توت عنخ آمون “تحليل بيانات المقبرة استغرق نحو شهرين والبيانات تحوي بداخلها العديد من الأسرار .. لكن نتيجة التحليل تشير لاحتمال بنسبة 90 بالمئة أن الموضوع جدي.”
وأضاف “مسح جدار المقبرة الشمالي يكشف وجود جزئين متفاوتين .. الجزء الأيسر خلفه صخر صلب لكن الجزء الأيمن خلفه فراغ وتم استكمال البناء لإخفاء باب خلفه يقود لغرفة عرضها نحو ستة أمتار.”
وقدم العالم الياباني -الذي لا يتحدث الإنجليزية- عرضا لمدة 20 دقيقة بالمؤتمر للتدليل على صحة نتائج تحليل بيانات المسح الراداري.
وعمل واتانابي في وادي الملوك عام 2000 إبان تقلد زاهي حواس وزارة الآثار لكن تعاونهما في سبر أغوار الوادي لم تسفر عن جديد. وعاد الخبير الياباني في 2015 للمساهمة في مسح مقبرة توت عنخ آمون.
وقال واتانابي الذي قضى نحو 40 عاما في مجال المسح الراداري “الجبل الذي يعلو المقبرة ارتفاعه كبير. لن يكشف المسح الخارجي عن جديد.”
وتقول وزارة الآثار المصرية إنها لم تقدم على أي خطوة أخرى بمشروع إعادة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون قبل أن تملك أدلة واضحة ومؤكدة بشأن صحة نظرية ريفز.
ويشكك علماء بالآثار المصرية في مقدمتهم حواس في صحة النظرية وقال إن المسح الراداري لا يقود إلى كشف أثري.
وجاء رد واتانابي عبر المترجم بأن “هذا النقد في غير محله لأن من وجهه هو نفس الشخص الذي استعان سابقا بالمسح الراداري.”
وأضاف “هذه المرة الأمر يختلف لأني واثق من تحليل بيانات المسح الذي استغرق نحو شهرين.”
وأوصى المشاركون بمؤتمر المتحف المصري الكبير الدولي الثاني عن توت عنخ آمون بإجراء مزيد من البحث والتحليل للتحقق من فرضية وجود “امتداد” للمقبرة لعدم كفاية الدلائل التي تؤيد أو تدحض هذه الفرضية.
وعقدت الدورة الثانية للمؤتمر في الفترة من 6 إلى 8 مايو أيار 2016 فيما تقام الدورة الثالثة في الفترة ذاتها من العام القادم.