خزائن الأرض تئن
بقلم/إيمان أبو الليل
وصف يوسف الصديقعليه السلام أرض مصر العظيمة بالخزائن ، وليست خزائن البلد الواحد ،بل قال عنها (خزائن الأرض) ، فأرض مصر بها خيرات عظيمة لكنها مهملة،
ولست الآن بصدد إستعراض موارد مصر المتعددة من بحار وأنهار وطقس وتضاريس إقليمية متنوعة تتنوع معها الزراعة ،ولا مناطق وأساطير أثرية يحوم حولها العالم ، ولا محاجر ومناجم مختلفة .
ولكن أهم مورد هو الإنسان ذاته، ولن ترى مصر خزائنها حتى تهتم أولا بالفرد الإنسان وحتى يحدث هذا لابد من بث روح التعاون والوحدة في نفوس المصريين حتى نخرج بمشروع قومي يلتف حوله الجميع من خلال إستراتيجية واضحة ،تعلن نتائج خطواتها أول بأول على الشعب ،حتى يشعر بالإنجازات التي يجتهد ويضحي من أجلها،
فمن الأهمية بمكان أن يرى تطويرا ملحوظا في التعليم حتى يطمئن على أبنائه ،وعلى الدولة مراعاة خطورة البحث العلمي وأهميته ، والأهم إهتمام الدولة بتطوير البنية التحتية حتى يشعر الفرد بآدميته.
وعلى الدولة أن تحد من تصدير المواد الخام التي تعود إلينا مرة أخرى على شكل سلع بأسعار باهظة.
تلك الأحلام الوردية والتي كانت حلم وأصبحت واقع وحقيقة لبلدان أخرى ،لن تتحقق إلا لو توافرت عناصر التنمية الاقتصادية المعروفة من موارد طبيعية ،وبشرية وأخيراً رأسمال وتكنولوجيا متقدمة.
وإن كنت أرى أن هناك معوقات كثيرة سواء معوقات اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية إلا أن الأهم من وجهة نظري هو العائق الإداري ، فضعف الجهاز الإداري وفساده والبيروقراطية ونقص الخبرات وتدني نظم المعلومات هو العائق الأخطر .
لهذا يجب قبل كل شيء الإهتمام بالإدارة وتدريب العنصر البشري وخلق قادة يبتكرون ويبدعون ،خاصة في مجال إدارة الأزمات ، وإحداث تكامل بين قطاعات الدولة ومؤسساتها .
وكل هذا ليس بالأمر الصعب ، فهناك نماذج كثيرة ومتعددة من بلدان العالم حققت نموا إقتصاديا وتنمية في سنوات قليلة ،وليست مصر صاحبة خزائن الأرض بأقل شأنا من تلك الدول
وإن كانت خزائن الأرض تئن من ضعف إقتصادها ،فبالصدق وإحياء الضمير والتعاون بين الجميع على قلب مشروع واحد ستنتعش وتعود ريادتها مرة أخرى.