خطاب عباس التاريخي للشعب الفلسطيني
كتب : حسام فاروق
ساعات قضاها الغزيون أمام شاشات التلفزيون يتابعون خطاب الرئيس محمود عباس في المجلس المركزي الذي عقد بالأمس، خطاب رأه محللون بانه تاريخي، وتناول مجمل القضايا النهائية، فيما رأه البعض بانه لم يجب على اسئلة الغزيين المنتظرة كما تناول بعض القضايا بشيء من الدعابة إن صح التعبير، .
محللون سياسيون أكدوا لمراسلة “معا” في احاديث منفصلة أن الرئيس محمود عباس الذي يمتلك صلاحيات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لم يعط اجابات على قضايا التي من المفترض ان تكون الاجابة لديه وليس لدى المجلس المركزي، واكتفى بارسال رسائل لا يستطيع الحديث والافصاح عنها.
“سنردها” هكذا وصف الرئيس ابو مازن صفقة القرن بالصفعة وقال “أننا لا نأخذ تعليمات من أحد ونقول لا لأي كان إذا كان الأمر يتعلق بمصيرنا وقضيتنا وبلدنا وشعبنا، لا وألف لا”، “يعرضون علينا حاليًا أن تكون أبو ديس عاصمتنا، قلنا لا لترامب ولن نقبل مشروعه، وصفقة العصر هي صفعة العصر. ولكن سنردها”.
خطاب هام بحسب المحلل السياسي مصطفى ابراهيم الا أنه لم يحدد الية واضحة لكيفية الرد على قرارات ترامب الاخيرة، وقال ابراهيم لمراسلة “معا”:” لكن كيف سنردها بدون اتخاذ خطوات حقيقية وجدية”، قائلا “أن الرئيس محمود عباس مستمر في مشروعه وفي الذهاب الى الامم المتحدة والى المؤسسات الدولية ولكن دون البناء على استراتيجية وغياب للخطة الوطنية والاستراتيجية على جميع الصعد”.
ولفت ابراهيم الى ان الرئيس محمود عباس حمل رسائل عديدة لم يفصح عنها لبعض الانظمة العربية ولامريكا ولاسرائيل .
جوهريا تضمن خطاب الرئيس كما يقول المحلل السياسي د.معين الكفارنة قرارات وقضايا مهمة اهمها ايصال رسالة للادارة لاامريكية والاحتلال الاسرائيلي بأننا لن نقبل بالتنازل عن القدس وايضا لن نقبل باستمرار الولايات لمتحدة كوسيط راعي للسلام .
ووصف الكفارنة خطاب الرئيس محمود عباس بأنه خطاب قوي عبر عن مواقف الشعب الفلسطيني بغض النظر عن سلاسة اللغة والخطة التي كان يتحدث بها وتناول السياسة الخاريجة اكثر من موضوع غزة ووضع الفلسطينيين بشكل عام، وركز على الجانب السياسي الخاص بعملية السلام والقدس.
أما المحلل السياسي شاكر شبات فرأى أن خطاب الرئيس لم يحدد بالضبط نقاط للمرحلة القادمة، ولم يقدم مقترحات محددة للمجلس المركزي في توصيات اللجنة التنفيذية، وعلى مستوى الوضع الداخلي لم يضع اليات لحل مشكلة الانقسام او تصور واضح في العلاقة مع اسرائيل كما لم يحدد اليات لوقف الاستيطان والتغول واكتفى بالحديث عن الصمود.
وقال شبات:”كثير من القضايا تناولها الرئيس بعموميات ولم يتطرق في حديثه الطويل الى نقاط محددة تشكل رؤية للمجلس المركزي ليشكل توصياته النهائية وبالتالي رغم ان الخطاب اكد على الحق التاريخي والديني والسياسي في أن القدس عاصمة لفلسطين اكتفى بالمحددات لمواجهة المخاطر سواء اسرائيليا او على المستوى الامريكي”.
داخليا أكد المحلل السياسي د,وجيه ابو ظريف أنه كان ينتظر من الرئيس محمود عباس أن يقول في خطابه انه سيرفع الاجراءات عن قطاع غزة من اجل تخفيف معاناة الناس والازمات في قطاع غزة وان يصدر اشارات اكثر قوة باتجاه المصالحة ولكن الرئيس لم يعجبه مقاطعة حماس لاجتماعات المجلس وهو ما دفعه للحديث بشكل حاد حول عدم المشاركة باعتبار ان هذه دورة استثنائية وانه كان من الممكن عدم مقاطعة هذه الجلسة لانها تخص القدس.
وبحسب ابو ظريفة اكتفى الرئيس بالحديث بشكل عام عن قطع العلاقة مع الولايات المتحدة الامريكية وعدم القبول بها كراع لعملية لاسلام واعادة النقاش بكل ما يعلق بامور عملية السلام والتسوية والعلاقة ومع اسرائيل.
وشدد وجيه أن الخطاب سياسا ووطنيا كان شاملا رغم الاطالة والاستفاضة في بعض النقاط الا ان القضايا الجوهرية تم طرحها.