خطبة الجمعة الموافق 15 سبتمبر 2023…. حال النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله
إعداد الدكتور عبد المنعم ابراهيم عامر.
الذى دفعنى للكلام فى هذا الموضوع عدة أمور منها: التذكير بمعنى قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب: 21].
قَالَ ابن كثير : هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ أَصْلٌ كَبِيرٌ فِي التَّأَسِّي بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ وَأَحْوَالِهِ
قَالَ السعدي: واستدل الأصوليون في هذه الآية، على الاحتجاج بأفعال الرسول ﷺ ، وأن الأصل، أن أمته أسوته في الأحكام، إلا ما دل الدليل الشرعي على الاختصاص به
– التذكير بأن في طاعته والاقتداء به أمان من بطلان الأعمال قال تعالى:{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 33].
قَالَ الماوردي : {وَلاَ تُبْطِلُواْ أَعْمَالَكُم} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: لا تبطلوا حسناتكم بالمعاصي، قاله الحسن
قَالَ السعدي : يأمر تعالى المؤمنين بأمر به تتم أمورهم، وتحصل سعادتهم الدينية والدنيوية، وهو: طاعته وطاعة رسوله في أصول الدين وفروعه، والطاعة هي امتثال الأمر، واجتناب النهي على الوجه المأمور به بالإخلاص وتمام المتابعة
قلت: اي{وَلاَ تُبْطِلُواْ أَعْمَالَكُم} برياء أو بمخالفتى المخالفة المبطلة للعمل ولذلك قال ﷺ في حديثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ» متفق عليه
قَالَ النوويُ : وَفِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ : (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) مسلم.
قَالَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ: الرَّدُّ هُنَا بِمَعْنَى الْمَرْدُودِ وَمَعْنَاهُ فَهُوَ بَاطِلٌ غَيْرُ مُعْتَدٍّ بِهِ وَهَذَا الْحَدِيثُ قَاعِدَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ قَوَاعِدِ الْإِسْلَامِ وَهُوَ مِنْ جَوَامِعِ كَلِمِهِ ﷺ فَإِنَّهُ صَرِيحٌ فِي رَدِّ كُلِّ الْبِدَعِ وَالْمُخْتَرَعَاتِ .
وَفِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ زِيَادَةٌ وَهِيَ أَنَّهُ قَدْ يُعَانِدُ بَعْضُ الْفَاعِلِينَ فِي بِدْعَةٍ سُبِقَ إِلَيْهَا فَإِذَا احْتُجَّ عَلَيْهِ بِالرِّوَايَةِ الْأُولَى يَقُولُ أَنَا مَا أَحْدَثْتُ شَيْئًا فَيُحْتَجُّ عَلَيْهِ بِالثَّانِيَةِ الَّتِي فِيهَا التَّصْرِيحُ بِرَدِّ كُلِّ الْمُحْدَثَاتِ سَوَاءٌ أَحْدَثَهَا الْفَاعِلُ أَوْ سُبِقَ بِإِحْدَاثِهَا .
وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلِيلٌ لِمَنْ يَقُولُ مِنَ الْأُصُولِيِّينَ إِنَّ النَّهْيَ يَقْتَضِي الْفَسَادَ وَمَنْ قَالَ لَا يَقْتَضِي الْفَسَادَ يَقُولُ هَذَا خَبَرُ وَاحِدٍ وَلَا يَكْفِي فِي إِثْبَاتِ هَذِهِ الْقَاعِدَةِ الْمُهِمَّةِ وَهَذَا جَوَابٌ فَاسِدٌ وَهَذَا الْحَدِيثُ مِمَّا يَنْبَغِي حِفْظُهُ وَاسْتِعْمَالُهُ فِي ابطال المنكرات واشاعة الاستدلال به)
– التذكير بأن في طاعته والاقتداء به الهداية وفي أضدادها الغواية قال تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}[النور: 54]
فقوله تعالى :{وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ} يعني إلى الحق وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يَدْعُو إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ قولا وعملا فلا سبيل لكم إلى الهداية إلا بطاعته، وبدون ذلك، لا يمكن، بل هو محال
– التذكير بأن حياته ﷺ أنموذج لصحيح الإسلام بوجه عام وفي بيته مع أهله بوجه خاص لأنه ﷺ ” كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ “أحمد وصححه الألباني وكان كما قال : « خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي » قال التِّرمِذِيّ: “هذا حدِيث حسن صحِيح ” وصححه الألبانى.
حكم المعاشرة بالمعروف: قال ابن عثيمين : والمعاشرة بالمعروف أمر واجب أمر الله به فقال: {عَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19] والحكمة تقتضيه
حق المرأة على الزوج في حسن العشرة، و في الوطء. قَالَ سَلْمَانُ (لأبي الدَّرداء): …وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا،البخاري.
اقتفاء سَبِيلَ الْمُصْطَفَى ﷺ في حسن عشرته لأهله. فصارت صفيّة لدحية الكلبيّ، وصارت لرسول الله ، ثمّ تزوّجها، وجعل صداقها عتقها البخاري
ذُكِرَ له جمال صفيّة بنت حييّ بن أخطب، وقد قتل زوجها، وكانت عروسًا، فاصطفاها رسول الله لنفسه… فرأيت رسول الله يحوّي لها وراءه بعباءة، ثمّ يجلس عند بعيره، فيضع ركبته فتضع صفيّة رجلها على ركبته حتّى تركب. البخاري
يْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي. صححه الترمذي والألباني
كان يسابق عائشة أمّ المؤمنين يتودّد إليها بذلك. قالت: سابقني رسول الله فسبقته، وذلك قبل أن أحمل اللّحم، ثمّ سابقته بعد ما حملت اللحم فسبقني، فقال: “هذه بتلك”. النسائي في الكبرى وابن ماجة
النبي ﷺ القدوة زوجاً صالحاً:
كيف ترتقي في الود خير مرتقى مقتفيا في ذلك سبيل المصطفى؟
أو كيف نغذى الحب ؟
وَتَرْتَقِي فِي الْوَدِ خَيرَ مُرْتَقَى
وَتَقْتَفِي فِيْهِ سَبِيلَ الْمُصْطَفَى
خيرنا ﷺلأهله زواجاً :
تخيير صفية بين عتقها وارجاعها لأهلها أو يتزوجها. وَخَيَّرَهَا أَنْ يُعْتِقَهَا وَتَكُونَ زَوْجَتَهُ، أَوْ تَلْحَقَ بِأَهْلِهَا، فَاخْتَارَتْ أَنْ يُعْتِقَهَا وَتَكُونَ زَوْجَتَهُ المنتخب لابن حميد وأحمد وابن حبان وصححه الألباني.
بركة زواجه من جويرية. فَلَقَدْ أَعْتَقَ تَزْوِيجُهُ إِيَّاهَا مِائَةَ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ ، فَلَا نَعْلَمُ امْرَأَةً كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهَا مِنْهَا. المنتقى وابن حبان وأحمد، المحققون: إسناده حسن.
زواجه من أم سلمة وقوله : عِيَالُكِ عِيَالِي والْغَيْرَةِ فَسَوْفَ يُذْهِبُهَا اللهُ رجاله ثقات
خيرنا ﷺلأهله نفقة :
كان يدخر لأهله قوت سنتهم. وَيَحْبِسُ لِأَهْلِهِ قُوتَ سَنَتِهِمْ متفق عليه
الآن نشبع من التمر. لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ قُلْنَا: الْآنَ نَشْبَعُ مِنَ التَّمْرِ متفق عليه
خيرناﷺ لأهله في المطعم والمشرب والملبس:
ومن صور ذلك:
لا يعيب طعامها. مَا عَابَ النَّبِيُّ ﷺ طَعَامًا قَطُّ متفق عليه
ملاطفة الزَّوجة بإطعامها. َدَقَةٌ، حَتَّى اللُّقْمَةُ الَّتِي تَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ متفق عليه
ملاطفتها بالشرب من سؤرها. كُنْتُ أَشْرَبُ وَأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ ﷺ ، فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ، فَيَشْرَبُ. مسلم
تنظيف الفم من أجلها إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ، بَدَأَ بِالسِّوَاكِ .عائشة . مسلم
التَّطيُّب والتَّزيُّن لها. أتزين لها، كما أحب أن تتزين لي ابن عباس. ابن أبي شيبة
خيرناﷺ لأهله معاشرة بالمعروف :
ومن صور ذلك :
غض الطرف عن مساوئها ،ولأنها قليلة بالنظر إلى محاسنها لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً مسلم
السمر معها فَتَحَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً متفق عليه
أن يمدحها، ويعظم من قدرها وشأنها. فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ» متفق عليه
ألَّا يُقَبَّحَ قَوْلها؛ إِكْرَامًا وتدليلًا لَهَا. وَبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي أي عظمني فعظمت إليَّ نفسي فَعِنْدَهُ أَقُولُ: فَلا أُقَبَّحُ . أم زرع . متفق عليه
أن يكون سهلًا؛ إذا هويت الشىء، تابعها عليه (احترام هوايتها) . إِنِّي أَجِدُ فِي نَفْسِي أَنِّي لَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ حَتَّى حَجَجْتُ، قَالَ: «فَاذْهَبْ بِهَا، يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَأَعْمِرْهَا متفق عليه
التنزه والسمر معها في السفر ليلًا. َكَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا كَانَ بِاللَّيْلِ، سَارَ مَعَ عَائِشَةَ يَتَحَدَّثُ متفق عليه
مشاركتها اللعب والمناسبات السارة السعيدة. كَانَ الحَبَشُ يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ، فَسَتَرَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ وَأَنَا أَنْظُرُ متفق عليه
تفريغ وقت لها خاصً بها. جلس إحدى عشرة امرأةً، فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهنّ شيئًا متفق عليه فتحدّث رسول الله ﷺ مع أهله ساعةً ثمّ رقد . البخاري
خيرنا ﷺلأهله لطفًا ورفقًا :
أمرها بالاضجاع شفقة عليها. َلَمَّا صَلَّى حَسَّ بِهَا ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، فَقَالَ لَهَا : اضْطَجِعِي إِنْ شِئْتِ الحاكم:صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وصححه الألباني
تنام في قبلته وهو يصلي. كُنْتُ أَنَامُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرِجْلَايَ فِي قِبْلَتِهِ ، فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَنِي فَقَبَضْتُ رِجْلِي متفق عليه
خيرناﷺلأهله عاطفيًا:
ومن صور ذلك:
الاتِّكاءُ في حجرها. كَانَ يَتَّكِئُ فِي حِجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ متفق عليه
يناديها بترخيم اسمها، وبأسماء وكُنى تحبُّها. يا حُمَيراء، النسائي في العشرة، وصححه ابن حجر، يَا عَائِشَ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلامَ متفق عليه كُلُّ صَوَاحِبِي لَهُنَّ كُنًى، قَالَ: «فَاكْتَنِي بِابْنِكِ عَبْدِ اللَّهِ» أبو داود وأحمد وأصله في الصحيحين.
الإبتسامة في وجه الزوجة. تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ مسلم
التصريح بحبه لها . كَانَ ﷺ يُحِبُّ نِسَاءَهُ، وَكَانَ أَحَبَّهُنُّ إِلَيْهِ عائشة زاد المعاد
أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ». متفق عليه
تقبيلها قبل الخروج من المنزل. أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَبَّلَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ أبو داود وأصله في الصحيحين، حسن صحيح
استعمال لغة الجسد (التلامس الجسدي): كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ متفق عليه
خيرناﷺ لأهله جماعاً :
تنظيف الفم من أجلها إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ، بَدَأَ بِالسِّوَاكِ مسلم
التَّطيُّب والتَّزيُّن لها. أتزين لها، كما أحب أن تتزين لي ابن أبي شيبة في «مصنفه»
ملاعبة الزَّوجة وممازحتها. فَهَلَّا جَارِيَةً تُلاعِبُهَا وَتُلاعِبُكَ متفق عليه ائشة أنها كانت مع النبي في سفرٍ، وهي جارية…«تعالي أسابقك» أحمد، صححه المحققون و الألباني
يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ: متفق عليه
كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ فِي اللَّيْلَةِ الْوَاحِدَةِ متفق عليه
أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ متفق عليه
إتيانها من فوق الإزار وهى حائض. وَكَانَ يَأْمُرُنِي فَأَتَّزِرُ ، فَيُبَاشِرُنِي وَأَنَا حَائِضٌ. عائشة. متفق عليه . يباشِرُ نِسَاءَهُ فَوْقَ الْإِزَارِ وَهُنَّ حُيَّضٌ. ميمونة. متفق عليه
ينام معها في لحاف واحد. يَضْطَجِعُ مَعِي وَأَنَا حَائِضٌ، وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ ثَوْب. ميمونة. متفق عليه
الاغتسال معها من إناءٍ واحدٍ. كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ. عائشة. متفق عليه
خيرنا ﷺلأهله عدلاً وإنصافا :
لَيْسَ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ هَوَانٌ ، إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ ، وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ سَبَّعْتُ لِنِسَائِي . مسلم
غَارَتْ أُمُّكُمْ : ثُمَّ حَبَسَ الْخَادِمَ حَتَّى أُتِيَ بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا ، فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا ، وَأَمْسَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَت
خيرناﷺ لأهله في شدتهن ومحنتهن:
ومن صور ذلك:
أن يشعر ويحس بها وبمشاعرها ويتحمل غضبها. «أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ غَضْبَى، قُلْتِ: لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ». قَالَتْ: قُلْتُ: أَجَلْ، وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ. البخاري
مواساة الزَّوجة، ومسح دموعها إذا بكت. حَمَلْتَنِي عَلَى بَعِيرٍ بَطِيءٍ»، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ يَمْسَحُ بِيَدَيْهِ عَيْنَيْهَا وُيُسْكِتُهَا. السنن الكبرى للنسائي
تحمُّل ردها ونقاشها وإن خرج عن الأدب المألوف. إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ لَيُرَاجِعْنَهُ. البخاري
الاهتمام واللطف بهن في أوقات الشدة، ورقيتها في حال مرضها. إذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ، نَفَثَ عَلَيْهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ.مسلم كُنْتُ إِذَا اشْتَكَيْتُ رَحِمَنِي ، وَلَطَفَ بِي. متفق عليه
الاهتمام واللطف بهن في حال حيضهن . أَشْرَبُ وَأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ، فَيَشْرَبُ. مسلم
خيرناﷺفي خدمة أهله:
معاونتها في شؤون البيت. كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ – تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ – فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ . البخاري كان يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه. ابن حبان وصححه الألباني
خيرناﷺلأهله في سرهم وإسرارهم وعلانيتهم:
ومن صور ذلك:
تَحْرِيمُ إِفْشَاءِ سِرِّها وخصوصيتها إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا. مسلم
ينظر إلى محاسنها، ويغض الطرف عن غير ذلك. لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً مسلم
خيرنا ﷺلأهله في شكر معروفها :
ومن صور ذلك:
شُكْرُها على ما تُقدِّمه. نْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ، لَمْ يَشْكُرِ اللهَ. حسنه الهيثمي وقال الألباني صحيح لغيره.
إِنَّهَا كَانَتْ ، وَكَانَتْ ، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا ، وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ، ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً ، ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ. متفق عليه
خيرناﷺ لنسائه إعانتًا على طاعة الله تعالى وإبعادا عن معصيته:
رَحِمَ اللهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى، وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ . أبو داود، قال الألباني حسن صحيح.
قُومِي فَأَوْتِرِي يَا عَائِشَةُ . مسلم
يَا عَائِشَةُ ، عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ ، وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ أَوِ الْفُحْشَ : أَنَّ الْيَهُودَ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ ، قَالَ: وَعَلَيْكُمْ . فَقَالَتْ عَائِشَةُ: السَّامُ عَلَيْكُمْ وَلَعَنَكُمُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْكُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَهْلًا يَا عَائِشَةُ ، عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ ، وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ أَوِ الْفُحْشَ. متفق عليه
الثقة بها، وعدم تخوينها. نَهَى رَسُولُ اللهِ أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلًا يَتَخَوَّنُهُمْ أَوْ يَلْتَمِسُ عَثَرَاتِهِمْ. مسلم
خيرنا ﷺلأهله في الحرص عليها وعدم الإستغناء عنها:
إظهار التَّمسُّك بها، وعدم الاستغناء عنها للأبد كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ غير أني لا أطلقك متفق عليه
الدعاء لها بالمغفرة . اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنَبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ… ابن حبان وحسنه الألباني
خيرناﷺ لنسائه في إكرام أهلها وصديقاتها :
ومن صور ذلك:
أن يُسَرَّ إذا اجْتَمَعتْ بصويحباتها، ويُرسلهن إليها: عَائِشَةَ كَانَتْ تَلْعَبُ بِالبَنَاتِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ، قَالَتْ: وَكَانَتْ تَأْتِينِي صَوَاحِبِي، فَكُنَّ يَنْقَمِعْنَ مِنْ رَسُولِ اللهِ ، قَالَتْ: «فَكَانَ رَسُولُ اللهِ يُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ» مسلم
إكرام أهلها وصديقاتها وَأَمَرَهُ اللهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، وَإِنْ كَانَ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ، فَيُهْدِي فِي خَلَائِلِهَا مِنْهَا مَا يَسَعُهُنَّ. متفق عليه
خيرنا ﷺ لأولاده وأحفاده في تربيتهم وتعليمهم :
وَالْبِـنْتُ قِطْعَةٌ من أبيِهَا، والابن كذلك: فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فَمَنْ أَغْضَبَهَا، أَغْضَبَنِي. متفق عليه حُسَيْنٌ مِنِّي، وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ. حسنه الترمذي والألباني.
والْبَنَاتُ مُؤْنِسَاتٌ غَالِيَاتٌ: لَا تَكْرَهُوا الْبَنَاتِ؛ فَإِنَّهُنَّ الْمُؤْنِسَاتُ الْغَالِيَاتُ. أحمد والطبراني. حسن
حملهم في الصلاة كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ ﷺ . متفق عليه
التصريح بحبهم: «اللهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا» البخاري حُسَيْنٌ مِنِّي، وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا،حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاطِ. حسنه الترمذي والألباني هَذَانِ ابْنَايَ، وَابْنَا ابْنَتِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا،وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُمَا.حسنه الألباني والترمذي مع اسغرابة وصححه ابن حبان والحاكم هُمَا رَيْحَانَتاي مِنَ الدُّنْيَا. البخاريكَانَ رَسُولُ اللهِ يَخْطُبُنَا، إِذْ جَاءَ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ مِنَ المِنْبَرِ، فَحَمَلَهُمَا وَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ. مسلم
وَعْظُهﷺ لابنته:يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ..لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، سَلُونِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمْ. مسلم
الأسبَابُ المعينةُ على التأسي بالنبي ﷺ في خيرته لأهله:
تعلم علم المعاشرة: طلب الْعلم فَرِيضَة. وَمن لَهُ زَوْجَة يلْزمه تعلم أَحْكَام عشرَة النِّسَاء. المناوي
– دراسة سيرة سيد البشر ﷺ بوجه عام ومع أهله بوجه خاص:
الوقوف على فضل المعاشرة بالمعروف وما يترتب عليها من خير عاجل و آجل.
– الوقوف على قبح المعاشرة بغيرالمعروف وما يترتب عليها من شر عاجل و آجل.
– الصحبة الصالحة: الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ الترمذي وحسنه لألباني والترمذي مع الغرابة
– التدريب ترويض النفس على التأسي بالنبي ﷺ: الْخَيْرُ عَادَةٌ، وَالشَّرُّ لَجَاجَةٌ. صححه ابن حبان
الدعاء بوجه عام وبأن يحفظنا الله بالإسلام: اللَّهُمَّ احْفَظْنِي بِالْإِسْلَامِ قَائِمًا صححه الحاكم وحسنه الألباني. وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ. مسلم