خطبة الجمعة الموافق 19يناير 2024…..مجتمع بلا ادمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان فالمخدرات طريق الهلاك والخسران
إعداد الدكتور عبد المنعم ابراهيم عامر
” الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَقْرَأُ ثَلَاثَ آيَاتٍ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] ، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1] ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [الأحزاب: 70] “.().
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ الثابت في محكمه: قال تعالى{ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)} [التكاثر: 8] والثابت في محكمه:{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247)} [البقرة: 247] والثابت في محكمه: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201] والثابت في محكمه:{قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26] والثابت في محكمه {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ} [الشورى: 49] والثابت في محكمه:{وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} [هود: 52].
وخير الهدي هدي محمد ﷺ الثابت في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ” تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ “(). والثابت في الصحيحين عنه ﷺ «خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ».(). والثابت في الصحيحين عنه ﷺ «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ»، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30] الآيَةَ »(). والثابت في الصحيحين عنه ﷺ عَنْ بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي غَامِدٍ قَالَتْ: يَا رَسُول اللَّهِ، طَهِّرْنِي، قَال وَمَا ذَاكِ؟ قَالَتْ: إِنَّهَا حُبْلَى مِنْ زِنًى. قَال: أَنْتِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَقَال لَهَا: ارْجِعِي حَتَّى تَضَعِي مَا فِي بَطْنِكِ، قَال: فَكَفَلَهَا رَجُلٌ مِنَ الأَْنْصَارِ حَتَّى وَضَعَتْ، قَال: فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَال: إِذًا لاَ نَرْجُمُهَا، وَنَدَعُ وَلَدَهَا صَغِيرًا لَيْسَ لَهُ مَنْ تُرْضِعُهُ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَْنْصَارِ فَقَال: إِلَيَّ إِرْضَاعُهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَال: فَرَجَمَهَا ().والثابت في الصحيحين عنه ﷺ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟» قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَلاَ تَفْعَلْ، صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا» ().والثابت في الصحيحين عنه ﷺ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»() والثابت في الصحيحين عنه ﷺ «الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ»().
والثابت في الصحيح عنه ﷺ: ” نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ ” ().
وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.وبعد ،،
الأسباب الدافعة للحديث في هذا الموضوع :-
أولاً: –للتعريف بالمراد بالإدمان وبالخمر والمخدر والمفتر .
ثانياً:-بيان منزلة العقل في الاسلام.
ثالثاً: – للتذكير بحكم الحفاظ علي نعمة العقل و بالاسباب الشرعية والعادية الطبيعية التى تحفاظ عليه .
رابعًا: – للتذكير بما يرهب من ضياع هذه النعمة و دفع كل ما من شأنه أن يؤثر فيها بسوء من المسكرات والمخدرات .
خامسًا: – شكر الله علي هذه النعمة بل وتجدد هذا الشكر صباح مساء وعند رؤية المبتلين بفقدانها أو شئ منها .
سادساً:- للتذكير بكمال هذا الدين وتمام النعمة وأنه الصالح لكل زمان ومكان
سابعاً:- للتذكير بحقوق الطفل قبل الولادة بداية من:
ثامناً: للتذكير بما على المربي تجاه أولاده
لقوله ﷺ قَالَ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»().
تاسعاً: لتحصيل ما نسطيع تحصيله من فوائد وثمرات الحفاظ على العقل ومنها:
(1) إخراج الجيل القوي علميًا وصحياً ونفسيًا وتربويا لأنه هو أحب إلى الله من الضعيف؛ فــ«الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ »().
عاشراً: لتجنب الأضرار الناجمة عن الادمان:
(1) إخراج الجيل الضعيف علميًا وصحياً ونفسيًا لأنه ليس أحب إلى الله من القوي.
(2) إخراج جيل الغثاء كثير لكن لا قيمة له فعَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا»، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ»، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ»().ذَلِكَ التَّدَاعِيَ لِأَجْلِ قِلَّةٍ نَحْنُ عَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ (قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ) أَيْ عَدَدًا وَقَلِيلٌ مَدَدًا (وَلَكِنَّكُمْ غُثَّاءٌ كَغُثَّاءِ السَّيْلِ) بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ وَبِالتَّشْدِيدِ أَيْضًا مَا يَحْمِلُهُ السَّيْلُ مِنْ زَبَدٍ وَوَسَخٍ شَبَّهَهُمْ بِهِ لِقِلَّةِ شَجَاعَتِهِمْ وَدَنَاءَةِ قَدْرِهِمْ().
(4) لإخراج الجيل غير الصالح فضلاً عن أن يكون المصلح.
(5) ولأن فساد الولد أومن أو شارك في إفساده: ويشهد لهذا المعنى أحاديث منها:
1- قال رسول الله ﷺ: «ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده»().
2- وقال أيضا ﷺ: «من خبب زوجة امرئ أو مملوكه فليس منا»().
عشر :معالجة الموضوع على النحو التالى:
التَّعْرِيفُ بالإدمان فِي اللُّغَةِ والاِصْطِلاَحِ وبالأْلْفَاظ ذَات الصِّلَةِ به:
الأْلْفَاظُ ذَاتُ الصِّلَةِ:
الْمُصِرُّ:
الإدمان نوعان: إدمان الخير و إدمان الشر :
أولاً : إدمان الخير:
أَدْمَنَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ:
مَنْ أَدْمَنَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْمَغْرِبِ:
إِدْمَانُ الِاخْتِلَافِ إِلَى الْمَسْجِدِ:
عَلامَةُ التَّوْبَةِ؟ قَالَ: إِدْمَانُ الْبُكَاءِ عَلَى مَا سَلَفَ مِنَ الذُّنُوبِ:
إدمان تلاوته بعد تعلمه:
الصحة العامة والصحة العقلية من النعيم الذي سنسئل عنه يوم القيامة:
2– كل انسان سيسأل عن الصحة العامة والصحة العقلية :
3– إن لبدنك بما فيه عقلك عليك حقا:
منزلة الصحة العامة بوجه عام والصحة العقلية بوجه خاص:
منزلة العقل في الاسلام:
الكياسة والعقل أصل الخلال المحمودة ،وهو من مؤهلات جمع زيد للقرآن:
ثانياً إدمان الشر:
إدمان بعض الملاهى:
من ماتَ وهو يشربُ الخمرَ يُدْمِنُها لم يَشربْها في الآخرة
الرِّوَايَةُ فِي الْمُدْمِنِينَ فِي الْخَمْرِ
مُدْمِنِ الْخَمْرِ:
لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مُدْمِنُ خَمْرٍ:
حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ:
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مُدْمِنَ الْخَمْرِ قَدْ يَلْقَى اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا فِي الْقِيَامَةِ بِإِثْمِ عَابِدِ الْوَثَنِ
لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ، وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ :
الأَْحْكَامُ الْمُتَعَلِّقَةُ بِالْمُدْمِنِ:
شَهَادَةُ الْمُدْمِنِ عَلَى الصَّغَائِرِ:
شَهَادَةُ مُدْمِنِ الْخَمْرِ:
ثِيَابُ مُدْمِنِ الْخَمْرِ مِنْ حَيْثُ الطَّهَارَةِ وَالنَّجَاسَةِ:
أَكْل الأَْفْيُونِ لِلْمُدْمِنِ عَلَيْهِ
حَبْسُ الْمُدْمِنِ عَلَى السُّكْرِ تَعْزِيرًا بَعْدَ حَدِّهِ:
قتل الشارب في الرابعة:
من أهم أسباب الإدمان :
من أهم أسباب علاج الإدمان :
دور الأسرة:
دور المدرسة:
خاتمة
الأسباب المعينة على التمتع بصحة عقلية جيدة والوصول إلى حالة من إكتمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية وطرق الحفاظ عليها:
اولاً: بيان ذلك من القرآن
ثانياً : بيان ذلك من السنة:
من أسباب تحصيل الصحة والنشاط للوصول إلى حالة من إكتمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية:
1- زيادة قوة العقل بزيادة الايمان والتقوى :
كان اتقانا وأخشانا وأعقلنا:
2- الصلاة والوضوء من أسباب الصحة والنشاط:
3- الصوم من أسباب الصحة:
4- الحج من أسباب الصحة:
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُفَسِّرِ لِلَّفْظَةِ الْمُجْمَلَةِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا بِأَنَّ شِدَّةَ الْحُمَّى إِنَّمَا تُبَرَّدُ بِمَاءِ زَمْزَمَ دُونَ غَيْرِهِ مِنَ الْمِيَاهِ:
هذا آوان الشروع في الموضوع:
التَّعْرِيفُ بالإدمان فِي اللُّغَةِ والاِصْطِلاَحِ وبالأْلْفَاظ ذَات الصِّلَةِ به:
الْمُدْمِنُ فِي اللُّغَةِ: اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ أَدْمَنَ، يُقَال: أَدْمَنَ الشَّرَابَ وَغَيْرَهُ: أَدَامَهُ وَلَمْ يُقْلِعْ عَنْهُ().
قَال ابْنُ الأْثِيرِ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ هُوَ الَّذِي يُعَاقِرُ شُرْبَهَا وَيُلاَزِمُهُ وَلاَ يَنْفَكُّ عَنْهُ ().
وَلاَ يَخْرُجُ اسْتِعْمَال الْفُقَهَاءِ لِهَذَا اللَّفْظِ عَنْ مَعْنَاهُ اللُّغَوِيِّ ().
الأْلْفَاظُ ذَاتُ الصِّلَةِ:
الْمُصِرُّ:
– الْمُصِرُّ فِي اللُّغَةِ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ أَصَرَّ عَلَى الأْمْرِ إِصْرَارًا: ثَبَتَ عَلَيْهِ وَلَزِمَهُ ()، وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَل الإْصْرَارُ فِي الآْثَامِ، يُقَال: أَصَرَّ عَلَى الذَّنْبِ .
وَلاَ يَخْرُجُ اسْتِعْمَال الْفُقَهَاءِ لِهَذَا اللَّفْظِ عَنِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ () ، قَال الْقُرْطُبِيُّ: الإْصْرَارُ هُوَ الْعَزْمُ بِالْقَلْبِ عَلَى الأْمْرِ وَتَرْكُ الإْقْلاَعِ عَنْهُ، وَقَال قَتَادَةُ: الإْصْرَارُ: الثُّبُوتُ عَلَى الْمَعَاصِي ().
وَالصِّلَةُ بَيْنَ الْمُدْمِنِ وَالْمُصِرِّ أَنَّ بَيْنَهُمَا عُمُومٌ وَخُصُوصٌ.
الإدمان نوعان: إدمان الخير و إدمان الشر :
وقول أهل اللغة المتقدم في تعريف الادمان أنه أَدْمَنَ الشَّرَابَ وَغَيْرَهُ: أَدَامَهُ وَلَمْ يُقْلِعْ عَنْهُ().دليل على أن كلمة إدمان تستخدم لإدمان الخير كما تستخدم لإدمان الشر والخبيث من الشراب لذا قد يكون الادمان أعم من الاصرار من هذه الجهة أن الإْصْرَار: الثُّبُوتُ عَلَى الْمَعَاصِي كما تقدم عن قتادة()،وأما كلمة إدمان تستخدم لإدمان الخير كما تستخدم لإدمان الشر والخبيث من الشراب .
أولاً : إدمان الخير:
أَدْمَنَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ:
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: أَدْمَنَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا هَذِهِ الرَّكَعَاتُ الَّتِي أَرَاكَ قَدْ أَدْمَنْتَهَا قَالَ: ” إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ، فَلَا تُرْتَجُ حَتَّى يُصَلَّى الظُّهْرُ، فَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا خَيْرٌ ” قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ تَقْرَأُ فِيهِنَّ كُلِّهِنَّ؟ قَالَ: قَالَ: ” نَعَمْ ” قَالَ: قُلْتُ: فَفِيهَا سَلَامٌ فَاصِلٌ؟ قَالَ: ” لَا ” ().
قال السندي: “أدمَن” أي: واظَبَ أربع ركعات، لا يَبعُد أن تكون هي سنَّة الظهر.
مَنْ أَدْمَنَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْمَغْرِبِ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَنْ أَدْمَنَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، كَانَ كَالْمُعَقِّبِ غَزْوَةً بَعْدَ غَزْوَةٍ ().
إِدْمَانُ الِاخْتِلَافِ إِلَى الْمَسْجِدِ:
عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ قَالَ: لِلسَّفَرِ مُرُوءَةٌ، وَلِلْحَضَرِ مُرُوءَةٌ، فَأَمَّا مُرُوءَةُ السَّفَرِ؛ فَبَذْلُ الزَّادِ، وَقِلَّةُ الْخِلَافِ عَلَى أَصْحَابِكَ، وَكَثْرَةُ الْمِزَاحِ فِي غَيْرِ مَسَاخِطِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا مُرُوءَةُ الْحَضَرِ؛ فَإِدْمَانُ الِاخْتِلَافِ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَكَثْرَةُ الْإِخْوَانِ فِي اللهِ تَعَالَى، وَتِلَاوَةُ الْقُرْآنِ. ().
عَلامَةُ التَّوْبَةِ؟ قَالَ: إِدْمَانُ الْبُكَاءِ عَلَى مَا سَلَفَ مِنَ الذُّنُوبِ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: سُئِلَ شَقِيقٌ الْبَلْخِيُّ: مَا عَلامَةُ التَّوْبَةِ؟ قَالَ: إِدْمَانُ الْبُكَاءِ عَلَى مَا سَلَفَ مِنَ الذُّنُوبِ، وَالْخَوْفُ الْمُقْلِقُ مِنَ الْوُقُوعِ فِيهَا، وَهِجْرَانُ أَخْدَانِ السُّوءِ، وَمُلازَمَةُ أَهْلِ الْخَيْرِ. ()
إدمان تلاوته بعد تعلمه:
التاسع عشر من شعب الإيمان وهو باب في ” تعظيم القرآن ” قال أبو عبد الله الحليمي رحمه الله: ” ذلك ينقسم إلى وجوه منها: تعلمه، ومنها إدمان تلاوته بعد تعلمه،………………()
فصل في إدمان تلاوة القرآن ” ” قال الله عز وجل مثنيا على من كان ذلك من دأبه: {يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون} [آل عمران: 113] وسمى القرآن ذكرا، وتوعد من أعرض عنه، ومن تعلمه ثم نسيه، فقال تعالى: {كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا} [طه: 100] وقال بعد ذلك بآيات: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى} [طه: 124] إلى قوله: {وكذلك اليوم تنسى} [طه: 126] ”
الصحة العامة والصحة العقلية من النعيم الذي سنسئل عنه يوم القيامة:
قال تعالى{ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } [التكاثر: 8]
وقال الماوردي:فيه سبعة أقاويل: السابع: ما رواه زيد بن أسلم عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ: (ثم لتسألن يومئذٍ عن النَعيم) عن شِبَع الْبُطُونِ وَبَارِدَ الشَّرَابِ وَظِلَالَ الْمَسَاكِنِ وَاعْتِدَالَ الْخَلْقِ وَلَذَّةَ النَّوْمِ) (). , وهذا السؤال يعم المؤمن والكافر , إلا أن سؤال المؤمن تبشير بأن جمع له بين نعيم الدنيا ونعيم الآخرة , وسؤال الكافر تقريع لأنه قابل نعيم الدنيا بالكفر والمعصية , ويحتمل أن يكون ذلك تذكيراً بما أوتوه , ليكون جزاء على ما قدموه. ().
وعن أَبَى هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ” إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ – يَعْنِي العَبْدَ مِنَ النَّعِيمِ – أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ، وَنُرْوِيَكَ مِنَ المَاءِ البَارِدِ ” ().
قلت: ولا شك أن سلامة العقل وصحته من جملة الصحة التى سنسأل عنها ولا يتصور أن نسأل إلا عن شئ إلا وهو واجب الحفاظ عليه.
2– كل انسان سيسأل عن الصحة العامة والصحة العقلية :
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ» ().
ولا شك أن العقل من الجسم الذي سنسأل عنه.
3– إن لبدنك بما فيه عقلك عليك حقا:
عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ العَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟» قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَلاَ تَفْعَلْ، صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا» ().
ولفظه عند مسلم: «أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ؟» قُلْتُ: إِنِّي أَفْعَلُ ذَلِكَ، قَالَ: «فَإِنَّكَ، إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ، هَجَمَتْ عَيْنَاكَ، وَنَفِهَتْ نَفْسُكَ، لِعَيْنِكَ حَقٌّ، وَلِنَفْسِكَ حَقٌّ، وَلِأَهْلِكَ حَقٌّ، قُمْ وَنَمْ، وَصُمْ وَأَفْطِرْ»().
(فإنك) يا عبد الله (إذا فعلت ذلك) المذكور من الصيام المستمر والقيام الدائم (هجمت) أي غارت ودخلت (عيناك) في موضعها (ونفهت) أي ضعفت (نفسك) وهزلت ( لعينك) عليك (حق) أي حظ من النوم (ولنفسك) عليك (حق) أي حظ من الاستراحة أي تعطيها ما تحتاج إليه ضرورة البشرية مما أباحه الله تعالى للإنسان من الأكل والشرب والراحة التي يقوم بها بدنه ليكون أعون على عبادة ربه، ومن حقوق النفس قطعها عما سوى الله تعالى لكن يختص ذلك بالتعلقات القلبية().
3- وَطِيبُ النَّفْسِ مِنَ النَّعِيمِ الذي سنسأل عنه : ( الصحة النفسية الطيبة مِنَ النَّعِيمِ ولا يتصور نعيم بغير عقل بل العقل أساس الصحة النفسية ) :
(ابْنُ مَاجَهْ وصححه البوصيري)
منزلة الصحة العامة بوجه عام والصحة العقلية بوجه خاص:
1- (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ(الذي وصل إلى حالة من إكتمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية) خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى الله مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ) ِ: (مسلم)
2- الصحيح المعافى في بدنه الذي وصل إلى حالة من إكتمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية كَأَنَّمَا أُعْطِيَ الدُّنْيَا بِأَسْرِهَا(الترمذي وحسنه)
3 – الصحة وكمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية نعمة من نعم الله عز وجل: ” نِعْمَتَانِ …: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ ” (البخارى)
4- لم يعط احد بعد اليقين خيراً من العافية وكمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية : «اسْأَلُوا اللَّهَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ، فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ اليَقِينِ خَيْرًا مِنَ العَافِيَةِ»(الترمذي وحسنه).
منزلة العقل في الاسلام:
الكياسة والعقل من مؤهلات خدمة الرسول ﷺو قول ابى طلحة: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَنَسًا غُلاَمٌ كَيِّسٌ فَلْيَخْدُمْكَ)
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ المَدِينَةَ لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ، فَأَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِي، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَنَسًا غُلاَمٌ كَيِّسٌ فَلْيَخْدُمْكَ، قَالَ: «فَخَدَمْتُهُ فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ، مَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا هَكَذَا؟ وَلاَ لِشَيْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هَذَا هَكَذَا؟»().
قوله: ( غلام كيس ) بالتثقيل والتخفيف أي فطن والكيس هنا ضد العجز فيكون بالتخفيف فقط().
الكياسة والعقل أصل الخلال المحمودة ،وهو من مؤهلات جمع زيد للقرآن: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ، وَلاَ نَتَّهِمُكَ، «كُنْتَ تَكْتُبُ الوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ ».
قَالَ ابْنُ السَّبَّاقِ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ الوَحْيَ – قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ اليَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي، فَقَالَ: إِنَّ القَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ اليَمَامَةِ بِالنَّاسِ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ القَتْلُ بِالقُرَّاءِ فِي المَوَاطِنِ، فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ القُرْآنِ إِلَّا أَنْ تَجْمَعُوهُ، وَإِنِّي لَأَرَى أَنْ تَجْمَعَ القُرْآنَ “، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُلْتُ لِعُمَرَ: «كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ؟» فَقَالَ عُمَرُ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِيهِ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ لِذَلِكَ صَدْرِي، وَرَأَيْتُ الَّذِي رَأَى عُمَرُ، قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: وَعُمَرُ عِنْدَهُ جَالِسٌ لاَ يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ، وَلاَ نَتَّهِمُكَ، «كُنْتَ تَكْتُبُ الوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ »، فَتَتَبَّعِ القُرْآنَ فَاجْمَعْهُ، فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ القُرْآنِ،..الحديث().
وحكى بن بطال عن المهلب في هذا الحديث : أن العقل أصل الخلال المحمودة لأنه لم يصف زيدا بأكثر من العقل وجعله سببا لائتمانه ورفع التهمة عنه
قلت: وليس كما قال فإن أبا بكر ذكر عقب الوصف المذكور: ( وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله ﷺ) فمن ثم اكتفى بوصفه بالعقل لأنه لو لم تثبت أمانته وكفايته وعقله لما استكتبه النبي ﷺالوحي وإنما وصفه بالعقل وعدم الاتهام دون ما عداهما إشارة إلى استمرار ذلك له وإلا فمجرد قوله لا نتهمك مع قوله عاقل لا يكفي في ثبوت الكفاية والأمانة فكم من بارع في العقل والمعرفة وجدت منه الخيانة().
ثانياً إدمان الشر:
إدمان بعض الملاهى:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَى رَجُلًا يَتْبَعُ حَمَامَةً فَقَالَ: «شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانَةً» ().
وحمله بعض أهل العلم على إدمان صاحب الحمام على إطارته، والاشتغال به وارتقائه السطوح التي يشرف بها على بيوت الجيران وحرمهم لأجله().
من ماتَ وهو يشربُ الخمرَ يُدْمِنُها لم يَشربْها في الآخرة
عن ابن عمر، قال: قال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلم -: “كُلُّ مُسْكِرٍ خَمرٌ، وكُلُّ مُسكِرِ حَرامٌ، ومن ماتَ وهو يشربُ الخمرَ يُدْمِنُها لم يَشربْها في الآخرة ().
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا فَمَاتَ وَهُوَ يُدْمِنُهَا لَمْ يَتُبْ، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ»().
الرِّوَايَةُ فِي الْمُدْمِنِينَ فِي الْخَمْرِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنَّانٌ، وَلَا عَاقٌّ، وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ» ().
مُدْمِنِ الْخَمْرِ:
لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مُدْمِنُ خَمْرٍ:
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: “لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مُدْمِنُ خَمْرٍ” ().
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَرْبَعَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ وَلَا يُذِيقَهُمْ نَعِيمَهَا: مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَآكِلُ الرِّبَا، وَآكِلُ مَالِ الْيَتِيمِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَالْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ ) ()
حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ:
عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” ثَلَاثَةٌ قَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْعَاقُّ، وَالدَّيُّوثُ “، الَّذِي يُقِرُّ فِي أَهْلِهِ الْخَبَثَ ()
عَنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ وَقَاطِعُ الرَّحِمِ وَمُصَدِّقٌ بِالسِّحْرِ وَمَنْ مَاتَ مُدْمِنَ الْخَمْرِ سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ نَهْرِ الْغُوطَةِ ” قِيلَ: وَمَا نَهْرُ الْغَوْطَةِ؟ قَالَ: «نَهْرٌ يَخْرُجُ مِنْ فُرُوجِ الْمُومِسَاتِ يُؤْذِي أَهْلَ النَّارِ رِيحُ فُرُوجِهِمْ»()
قال السندي: قوله: مدمن خمر، أي: ملازمُها، وهو الذي مات بلا توبة.
من فروج المومسات، أي: الزانيات.
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مُدْمِنَ الْخَمْرِ قَدْ يَلْقَى اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا فِي الْقِيَامَةِ بِإِثْمِ عَابِدِ الْوَثَنِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مُدْمِنُ الْخَمْرِ، كَعَابِدِ وَثَنٍ»().
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: «يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى هَذَا الْخَبَرِ: مَنْ لَقِيَ اللَّهَ مُدْمِنَ خَمْرٍ مُسْتَحِلًّا لَشُرْبِهِ لَقِيَهُ كَعَابِدِ وَثَنٍ لِاسْتِوَائِهِمَا فِي حَالَةِ الْكُفْرِ»
لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ، وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ :
عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: ” اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ، إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ خَلَا قَبْلَكُمْ تَعَبَّدَ، فَعَلِقَتْهُ امْرَأَةٌ غَوِيَّةٌ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ جَارِيَتَهَا، فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّا نَدْعُوكَ لِلشَّهَادَةِ، فَانْطَلَقَ مَعَ جَارِيَتِهَا فَطَفِقَتْ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ، حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ عِنْدَهَا غُلَامٌ وَبَاطِيَةُ خَمْرٍ، فَقَالَتْ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُكَ لِلشَّهَادَةِ، وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ، أَوْ تَشْرَبَ مِنْ هَذِهِ الْخَمْرَةِ كَأْسًا، أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلَامَ، قَالَ: فَاسْقِينِي مِنْ هَذَا الْخَمْرِ كَأْسًا، فَسَقَتْهُ كَأْسًا، قَالَ: زِيدُونِي فَلَمْ يَرِمْ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا، وَقَتَلَ النَّفْسَ، فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ، فَإِنَّهَا وَاللَّهِ لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ، وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ إِلَّا لَيُوشِكُ أَنْ يُخْرِجَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ “().
الأَْحْكَامُ الْمُتَعَلِّقَةُ بِالْمُدْمِنِ:
شَهَادَةُ الْمُدْمِنِ عَلَى الصَّغَائِرِ:
– نَصَّ الْحَنَابِلَةُ عَلَى عَدَمِ قَبُول شَهَادَةِ مَنْ يُدْمِنُ عَلَى صَغِيرَةٍ، وَقَالُوا: إِنَّ مَنْ لَمْ يَرْتَكِبْ كَبِيرَةً وَأَدْمَنَ عَلَى الصَّغِيرَةِ لاَ يُعَدُّ مُجْتَنِبًا الْمَحَارِمَ ()
وَعَبَّرَ الْفُقَهَاءُ عَنِ الإِْدْمَانِ هُنَا بِلَفْظِ الإِْصْرَارِ.
قَال الْغَزَالِيُّ: آحَادُ هَذِهِ الصَّغَائِرِ الَّتِي لاَ تُرَدُّ الشَّهَادَةُ بِهَا لَوْ وَاظَبَ عَلَيْهَا لأََثَّرَ فِي رَدِّ الشَّهَادَةِ، كَمَنِ اتَّخَذَ الْغِيبَةَ وَثَلْبَ النَّاسِ عَادَةً، وَكَذَلِكَ مُجَالَسَةُ الْفُجَّارِ وَمُصَادَقَتُهُمْ () .
شَهَادَةُ مُدْمِنِ الْخَمْرِ:
– ذَهَبَ الْفُقَهَاءُ إِلَى أَنَّهُ لاَ تُقْبَل شَهَادَةُ شَارِبِ الْخَمْرِ وَشَارِبِ كُل مُسْكِرٍ ()
وَقَيَّدَ الْحَنَفِيَّةُ عَدَمَ قَبُول شَهَادَةِ شَارِبِ الْخَمْرِ بِمَا إِذَا أَرَادَ الإِْدْمَانَ فِي النِّيَّةِ، يَعْنِي يَشْرَبُ وَمِنْ نِيَّتِهِ أَنْ يَشْرَبَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا وَجَدَهُ، قَال السَّرَخْسِيُّ: وَيُشْتَرَطُ مَعَ الإِْدْمَانِ أَنْ يُظْهِرَ ذَلِكَ لِلنَّاسِ أَوْ يَخْرُجَ سَكْرَانَ فَيَسْخَرُ مِنْهُ الصِّبْيَانُ، حَتَّى إِنَّ شُرْبَ الْخَمْرِ فِي السِّرِّ لاَ يُسْقِطُ الْعَدَالَةَ () ، فَإِنَّ الْمُتَّهَمَ بِشُرْبِ الْخَمْرِ فِي بَيْتِهِ مَقْبُول الشَّهَادَةِ وَإِنْ كَانَ كَبِيرَةً () ، وَجَاءَ فِي الْفَتَاوَى الْهِنْدِيَّةِ نَقْلاً عَنِ الْمُحِيطِ: قَال فِي الأَْصْل: وَلاَ تَجُوزُ شَهَادَةُ مُدْمِنِ السُّكْرِ وَأَرَادَ بِهِ فِي سَائِرِ الأَْشْرِبَةِ () .
ثِيَابُ مُدْمِنِ الْخَمْرِ مِنْ حَيْثُ الطَّهَارَةِ وَالنَّجَاسَةِ:
– ذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ فِي الأَْصَحِّ وَالشَّافِعِيَّةُ عَلَى الْقَوْل الرَّاجِحِ الْمُخْتَارِ وَالْحَنَابِلَةُ إِلَى أَنَّ ثِيَابَ مُدْمِنِي الْخَمْرِ طَاهِرَةٌ وَلاَ تُكْرَهُ الصَّلاَةُ فِيهَا، لأَِنَّهُ – كَمَا قَال صَاحِبُ الْهِدَايَةِ – لَمْ يُكْرَهْ مِنْ ثِيَابِ أَهْل الذِّمَّةِ إِلاَّ السَّرَاوِيل مَعَ اسْتِحْلاَلِهِمُ الْخَمْرَ فَهَذَا أَوْلَى () ، وَقَال فِي الْفَتْحِ: قَال بَعْضُ الْمَشَايِخِ (مَشَايِخِ الْحَنَفِيَّةِ) : تُكْرَهُ الصَّلاَةُ فِي ثِيَابِ الْفَسَقَةِ لأَِنَّهُمْ لاَ يَتَّقُونَ الْخُمُورَ () ، وَقَال جَمَاعَاتٌ مِنَ الْخُرَاسَانِيِّينَ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ: بِنَجَاسَةِ ثِيَابِ مُدْمِنِي الْخَمْرِ وَالْقَصَّابِينَ وَشَبَهِهِمْ مِمَّنْ يُخَالِطُ النَّجَاسَةَ وَلاَ يَتَصَوَّنُ مِنْهَا () .
وَقَال الْمَالِكِيَّةُ: ثِيَابُ شَارِبِ الْخَمْرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لاَ تَجُوزُ الصَّلاَةُ فِيهَا عِنْدَ تَحَقُّقِ النَّجَاسَةِ أَوْ ظَنِّهَا، لاَ إِنْ شَكَّ فِي نَجَاسَتِهَا فَإِنَّهُ تَجُوزُ الصَّلاَةُ فِيهَا تَقْدِيمًا لِلأَْصْل عَلَى الْغَالِبِ () .
أَكْل الأَْفْيُونِ لِلْمُدْمِنِ عَلَيْهِ
– قَال ابْنُ عَابِدِينَ: سُئِل ابْنُ حَجَرٍ الْمَكِّيُّ عَمَّنِ ابْتُلِيَ بِأَكْل نَحْوِ الأَْفْيُونِ، وَصَارَ إِنْ لَمْ يَأْكُل مِنْهُ هَلَكَ، فَأَجَابَ: إِنْ عُلِمَ ذَلِكَ قَطْعًا حَل لَهُ، بَل وَجَبَ لاِضْطِرَارِهِ إِلَى إِبْقَاءِ رُوحِهِ كَالْمَيْتَةِ لِلْمُضْطَرِّ، وَيَجِبُ عَلَيْهِ التَّدْرِيجُ فِي تَنْقِيصِهِ شَيْئًا فَشَيْئًا حَتَّى يَزُول تَوَلُّعُ الْمَعِدَةِ بِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَشْعُرَ، فَإِنْ تَرَكَ ذَلِكَ فَهُوَ آثِمٌ فَاسِقٌ، ثُمَّ نَقَل ابْنُ عَابِدِينَ عَنِ الْخَيْرِ الرَّمْلِيِّ قَوْلَهُ: وَقَوَاعِدُنَا لاَ تُخَالِفُهُ () .
حَبْسُ الْمُدْمِنِ عَلَى السُّكْرِ تَعْزِيرًا بَعْدَ حَدِّهِ:
رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ اسْتَحَبَّ أَنْ يَلْزَمَ مُدْمِنُ الْخَمْرِ السِّجْنَ، وَيُؤَيِّدُهُ مَا رُوِيَ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَلَدَ أَبَا مِحْجَنٍ الثَّقَفِيَّ فِي الْخَمْرِ ثَمَانِيَ مَرَّاتٍ، وَأَمَرَ بِحَبْسِهِ، فَأُوثِقَ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، ثُمَّ أُطْلِقَ بَعْدَ تَوْبَتِهِ () .
قتل الشارب في الرابعة:
على التحقيق حديثان منها، وهما حديثا ديلم الحميري وأم حبيبة: يؤكدان معنى الأحاديث الثابتة التي فيها الأمر بقتل الشارب في الرابعة، إذ يجمعها كلها معنى الإدمان والإصرار على شرب الخمر، لا يحجزه عنها نهي، ولايزجره عقاب، ولا يخيفه وعيد، ملكتْ عليه لبه، وكان لها عبداً أسيراً، كما نرى حال المدمنين في عصرنا، وكما نرى حال الأمم الفاجرة التي يقلدها المسلمون ويحتذون خطاها. ولقد كاد المدمن أن يكون كافراً، والأحاديث الصحيحة في الوعيد على الإدمان مشهورة معروفة. وانظر كثيراً منها في الترغيب والترهيب 3: 180 – 189، وانظر منها خاصة حديث ابن عباس (ص185) قال: “لما حرمت الخمر مشى أصحاب رسول الله -صلي الله عليه وسلم -بعضهم إلى بعض، وقالوا: حُرمت الخمر، وجُعلت عدلا للشرك”. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وهذا الأمر بقتل الشارب المدمن: في الرابعة بعد حده ثلاث مرات، كما تدل عليه الأحاديث الأولى، وقتل الذي لا ينتهي عنها ويصر على شربها معتذراً بأنه لايستطيع تركها, لأن بلاده باردة وأعماله شاقة،كما يدل عليه حديثا ديلم وأم حبيبة، أمر عام، أو هما أمران عامان, يقرران قاعدتين تشريعيتين، لا يكفي في الدلالة على نسخهما، وعلى رفع الأمر بالقتل، حادثة فردية، اقترنت بدلالات تدل على أنها كانت لسبب خاص، أو لمعنى معين، إذا تحقق ووجد كان للإمام أن يكتفي بالجلد دون القتل. وهنا المعنى الخاص هو تعليل عدم قتل النعيمان بأنه شهد بدراً، ولأهل بدر خصوصية لا يستطيع أحد أن ينكرها ذكرها رسول الله -صلي الله عليه وسلم – في موقف أشد من موقف الشرب في الرابعة، وذلك في قصة حاطب بن أبي بلتعة، حين كتب لقريش، ثم استأذن عمر في ضرب عنقه، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إِنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدرفقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم “وهو حديث صحيح رواه أحمد600 ,827، ورواه الشيخان
وغيرهما، أو يكون التعليل هوالذي ثبت في البخاري- فيما نقلنا آنفاً- من النهي عن لعن “عبد الله الملقب حماراً” بأنه “يحب الله ورسوله”. وقد رجحنا من قبل أن عبد الله هذا هو النعيمان، فيكون ترك قتله هو لهذه العلة أو تلك أو لأجلهما معاً.
وكلاهما خاص معين، لا قاعدة تشريعية، فأهل بدر معروفون محصورون، ثم إنهم لن يتعلق بهم حكم تشريعى دائم على الدهر مع التشريع، بل هو حكم وقتي خاص بأشخاصهم ما وجدوا. واليقين بأن شخصاً معيناً “يحب الله ورسوله” يقيناً قاطعاً يترتب عليه حكم تشريعي لا يكون إلا بخبر الصادق عن وحي من الله، ولا يستطيع أحد بعده -صلى الله عليه وسلم- أن يخبر بمثل هذا خبراً جازماً يوجب الأخذ به وبناء أي حكم عليه. فهذا أعرق في معنى الخصوصية من ذاك، فلا تصلح هذه الحادثة الواحدة للدلالة على نسخ الحديث العام، ثم لو كانتا حادثتين لم تصلحا للنسخ أيضاً. لتعليل كل منهما بعلة غير مستطاع تطبيقها على معنى عموم دلالتها. كما بينا. وأما ما جاء في بعض روايات حديث جابر، مثل “فرأى المسلمون أن الحد قد وقع، وأن القتل قد رفع”، ومثل “فثبت الجلد ودرئ القتل”، ومثل “فكان نسخاً”، فإن السياق فيها كلها يدل على أن هذا الكلام ليس مرفوعاً إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -، ولا من قول الصحابي، بل إن الكلمة نفسها، على اختلاف رواياتها، تشعر بأنها من كلام رجل بعد الصحابة، والراجح أنها من كلام محمد بن المنكدر، فَهِم هو من ذلك أن هذا نسخ، وأن القتل قد رفع، وكذلك جاء في روايته المرسلة، أعني ابن المنكدر، فقد قال: “ووضع القتل عن الناس”. وقد بينا من قبل خطأ إحدى روايات شريك عند الطحاوي، التي جعل فيها الرابعة مرفوعة “ثم إن عاد فاجلدوه”. فيكون ادعاء النسخ قولاً من التابعي، لا حديثاً مرفوعاً، وليس هذا بحجة على أحد. وأما حديث قبيصة ابن ذؤيب فقد حققنا أنه حديث مرسل، فهو ضعيف ليس فيه
حجة. إلى أن ابن شهاب الزهري شك فيه في بعض رواياته أكان هذا في الثالثة أم الرابعة.
وما جاء في بعض رواياته “فصارت رخصة”،”فرفع القتل عن الناس، وكانت رخصة، فثبتت”، “فرأى المسلمون أن القتل قد أخر، وأن الضرب قد وجب”، و “وضع القتل عن الناس”، فإنها كلها من كلام الزهري، لا نشك في ذلك، لدلالة السياق عليه، في مجموع الروايات، إذا ما تأملناها وفقهنا دلالتها. واحتج القائلون بالنسخ بادعاء الإجماع عليه، كما هو ظاهر كلام الترمذي وغيره!، وهي دعوى لا غير، فليس في الأمر.()
من أهم أسباب الإدمان :
1- التفكك الأسرى (كالطلاق ونحوه).
2- الأنتهكات الجسدية مثل (الضرب والتعنيف القاسى ) .
3- ضعف العلاقات الأجتماعية .
4- الأهمال الأسرى (كضعف الرقابلة الأسرية أو عدم وجود توجيه) .
5- عوامل نفسية مثل التوتر النفسى والحزن والأكتئاب ووجود نقص أو فراغ عاطفى أو ضغوط الحياة أو صدمات (وفاة شخص) .
6- عوامل وراثية وهو أن يكون ابن المدمن مدمن مثله (مدمن الخمرفقط ) ويكون هذا بسبب التاريخ العائلى الذى يحمل أعضاء مدمنين وينتج عن هذا ميل واستعداد للإدمان .
وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا ()
7- الأنتهكات الجنسية مثل (اطلاع الطفل على نشاط جنسى أو مواد إباحية أو التحرش الجنسى به أو مراقبته أو تصويره بطريقة جنسية أو إجبارة على ممارسة البغاء ومنه الأتجار بغرض الجنس) .
8- ضعف الوازع الدينى والتنشئه الأجتماعية غير السليمة .
9- التغذية السلبية من الأهل مثل (أنت فاشل- مش هتقدر – أنا بكرهك – أنا مش مهتم بيك ) .
10- أخذ العقاقير بدون استشارة طبيب (المسكنات والمهدئات) تحت مسمي كلمة (أنا طبيب نفسي) أو (خد الدوا ده هيريحك) .
11- البطالة والفراغ .
12 – الميل للإدمان بيأتي من عدم الثقة في النفس وحب الفضول والتجربة .
13- عدم تقبل التوجيهات من الغير حتي وإن كانوا الأقرب له .
14- إبعاد الدين عن مجالات الحياة في المجتمعات الغربية كان – ولا يزال – من أهم الأسباب التي أدت إلى الإفلاس والحيرة والضياع.
وإن مما نتج عن ذلك مما هو مشاهد وملموس ما يلي:
أ- الولوغ والانغماس في المشروبات الروحية والإدمان على المخدرات.
ب- الأمراض العصبية والنفسية.
ج- الجرائم البشعة بمختلف أنواعها كالسرقات، والاغتصاب، والشذوذ الجنسي، والقتل وغيرها.
د- تأجيج الغرائز الجنسية بين الجنسين.
هـ – انتشار الأمراض المخيفة كالزهري، والسيلان، وأخيراً يبتلي الله تلك المجتمعات بالطاعون الجديد وهو مرض “الإيدز”.() .
15- الصحبة السيئة أو ضغط الأصدقاء مثل (جرب ومش هتندم- ده هينسيك هموم الدنيا- كلنا بنشرب ومحدش بياخد بالو ) .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ»() .
16- البيئة والمجتمع .
17- الإعلام الفاسد.
18- ترك التعاون علي البر والتكاتف للأخذ علي يد العاصي والمدمن .
19- فساد التعليم وتهميش مادة الدين .
20- الجهل بعواقب الإدمان الوخيمة من فقر ومرض وتخلف عقلي وخلقي …الخ.
21- ضعف الإرادة وفتور العزيمة واليأس والإحباط .
من أهم أسباب علاج الإدمان :
1- تقوية التواصل فى الأسرة .
2- طريقة هزم الضغوط (أنت تقدر تعدي المواقف الصعبة – الدنيا كلها مشاكل الحل هو المواجهة مش الهروب ) .
3- تقوية الوازع الديني .
4 – عدم أخذ العقاقير إلا باستشارة الطبيب .
5- شغل وقت الفراغ بالطريقة الصحيحة .
6- الالتزام بوظيفة وتعلم تحمل المسئولية .
7- التغذية الايجابية من الأهل (أنت تقدر تحقق الي نفسك فيه – ربنا مش هيضيع تعبك – اللي جاي احسن – سيبك من اللي فات وركز في اللي جاي – طول ما انت ماشي صح ربنا هيقف جمبك ويساعدك)
8- تعزيز الثقة بالنفس .
9 – الإهتمام بمواعيد النوم والنظافة الشخصية والنظام الغذائي الصحيح .
10- النظرة الإيجابية للواقع (بص لنص الكوباية المليان مش الفاضي)
11- سماع التوجيهات والنصائح من المقربون أو الموجه الخاص .
12 – ممارسة الرياضة أو استبدال الأنشطة السلبية بالايجابية ، لأن الرياضة هي المصدر الايجابي الذي يفرز هرمون السعادة (الدوبامين) وينشط الجسم وسيكون أفضل مصدر بديل للجسم لكي يفرز هرمون السعادة .
13- عدم إبعاد الدين عن الحياة .
14- الصحبة الصالحة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ»() .
15- البيئة والمجتمع الصالح.
16- الإعلام الصالح المصلح.
17- التعاون علي البر والتكاتف للأخذ علي يد العاصي والمدمن .
18- قراءة سير الصالحين والناجحين من الشباب المتفوق .
19- صلاح التعليم وعدم تهميش مادة الدين .
20- تبصير الشباب بعواقب الإدمان الوخيمة من فقر ومرض وتخلف عقلي وخلقي …الخ.
21- الإرادة والعزيمة علي التوبة النصوح بشروطها .
دور الأسرة:
الأسرة يقع عليها العبء الأكبر في الوقاية من الإدمان وتعاطي المخدرات لأنها هي الجماعة الأولى التي تحتضن الطفل وأيضاً أكثر الجماعات حرصاً على سلامة الأبناء لذلك يجب أن تراعي عند التنشئة عدم التمييز والمقارنة بين الأبناء ومراعاة الاعتدال والتوازن في المعاملة وملاحظة ومتابعة التغير في سلوك الأبناء وفي حالة إدمان فرد من أفرادها أن تعامله على أنها حالة طارئة وتشجع هذه الحالة على العلاج وتدعمها نفسياً.
دور المدرسة:
يزداد دور المدرسة في إعداد المواطن الصالح القادر على بناء المجتمع والمساهمة الفعالة في تحقيق التنمية الشاملة وحتى تؤدي المدرسة دورها في الوقاية من الإدمان يجب مراعاة الآتي:
1 – الاهتمام بتدعيم دور الإخصائي الاجتماعي في رصد الحالات الفردية المعرضة للانحراف.
2 – وضع برنامج يتم تنفيذه طوال العام من محاضرات وندوات ومناظرات الخاصة بالوقاية من أخطار المخدرات.
3 – الاستعانة بالمنظمات والهيئات والمؤسسات التي من أهدافها مكافحة ومقاومة المخدرات.
4 – عمل برامج توعية وتنظيم مسابقات حول أضرار المخدرات والاستفادة من الأنشطة المختلفة لزيادة الوعي نحو أضرار المخدرات.
5 – استثمار أوقات فراغ الشباب في مشروعات مفيدة ومثمرة.
الاكتشاف المبكر:
يعد الاكتشاف المبكر للتعاطي من الأمور التي تسهل العلاج ويجب ملاحظة التغير الواضح في عدة أمور أو أمراض تنتاب وتطرأ على المتعاطي أهمها:
1 – العزلة والعصبية.
2 – الابتعاد عن الأصدقاء تدريجياً.
3 – تدهور الصحة.
4 – الكذب والمراوغة.
5 – ظهور المخدر بالتحليل المعملي.
العلاج من الإدمان:
يشمل العلاج من الإدمان عدة خطوات هي:
1 – مرحلة التخلص من السموم وهي مرحلة طبية في الأساس.
2 – مرحلة العلاج النفسي والاجتماعي وهذه المرحلة تعتبر العلاج الحقيقي للمرض وتشملل العلاج الفردي للمدمن ثم تمتد إلى الأسرة ذاتها لعلاج الاضطرابات التي اصابت علاقاتها.
3 – مرحلة التأهيل والرعاية اللاحقة: وتنقسم إلأى ثلاثة مراحل:
(أ): مرحلة التأهيل العملي وتستهدف استعادة المدمن لقدراته وفاعليته في مجال عمله.
(ب) مرحلة التأهيل الاجتماعي وتستهدف إعادة دمج المدمن في الأسرة والمجتمع.
(ت) الوقاية من النكسات ومقصود بها المتابعة العلاجية لمن شفي لفترات تتراوح بين ستة أشهر وعامين من بداية العلاج مع تدريبه وأسرته على الاكتشافالمبكر للعلامات المنذرة الاحتمالات النكسة لسرعة التصرف الوقائي تجاها.
وبعد:
فما طرحناه هو مجرد عرض موجز لهذا الإصدار القيم الذي بُذِل فيه مجهود علمي رائع
خاتمة
الأسباب المعينة على التمتع بصحة عقلية جيدة والوصول إلى حالة من إكتمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية وطرق الحفاظ عليها:
1- أن تعلم أن لبدنك ولجسمك عليك حقا:(متفق عليه)
2- أن تحميه من كل مايضره ويؤذيه:
اولاً: بيان ذلك من القرآن{وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}
{وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا }
ثانياً : بيان ذلك من السنة:
ان كان سيؤذيه الطهارة أو الغسل فلا يفعل:حديث عمرو المسند وابوداود
“قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ أَلَا سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ”(ابوداود)
“لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ” (ابن ماجة وحسنه النووى)
من أسباب تحصيل الصحة والنشاط للوصول إلى حالة من إكتمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية:
1- زيادة قوة العقل بزيادة الايمان والتقوى :
لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
فتح الباري لابن حجر (10/ 530)
قيل المراد بالمؤمن في هذا الحديث الكامل الذي قد أوقفته معرفته على غوامض الأمور حتى صار يحذر مما سيقع وأما المؤمن المغفل فقد يلدغ مرارا قوله من جحر زاد في رواية الكشميهني والسرخسي واحد ووقع في بعض النسخ من جحر حية وهي زيادة شاذة قال بن بطال وفيه أدب شريف أدب به النبي صلى الله عليه وسلم أمته ونبههم كيف يحذرون مما يخافون سوء عاقبته وفي معناه حديث: ( المؤمن كيس حذر) أخرجه صاحب مسند الفردوس من حديث أنس بسند ضعيف
كان اتقانا وأخشانا وأعقلنا:
قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الوَاحِدَةِ، مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ» قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ أَوَكَانَ يُطِيقُهُ؟ قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ «أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلاَثِينَ» وَقَالَ سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، إِنَّ أَنَسًا، حَدَّثَهُمْ «تِسْعُ نِسْوَةٍ»()
ومن هذا الباب ما ثبت عن أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: ” قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى مِائَةِ امْرَأَةٍ، أَوْ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ كُلُّهُنَّ، يَأْتِي بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ يَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ، جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ ” ().
2- الصلاة والوضوء من أسباب الصحة والنشاط: فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ»(متفق عليه)
3- الصوم من أسباب الصحة: ” وَصُومُوا تَصِحُّوا” الطبراني رجاله ثقات
4- الحج من أسباب الصحة: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} يُصِيبُونَ مِنْ مَنَافِعِ البُدْن
5- زمزم طعام طعم وشفاء سقم رِجَالُ الْبَزَّارِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
«الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ»(متفق عليه)ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُفَسِّرِ لِلَّفْظَةِ الْمُجْمَلَةِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا بِأَنَّ شِدَّةَ الْحُمَّى إِنَّمَا تُبَرَّدُ بِمَاءِ زَمْزَمَ دُونَ غَيْرِهِ مِنَ الْمِيَاهِ:
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}
أ- تجديد الحمد والشكر كلما رأينا مبتلى فى عقله: “مَنْ رَأَى مُبْتَلًى، فَقَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ البَلَاءُ” (الترمذي وحسنه)
ب : شكر الله علي نعمة العافية بوجه عام وفي العقل بوجه خاص عند الاستيقاظ من النوم: “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وَعَافَانِي فِي جَسَدِي، وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ “(الترمذي وحسنه)
ج : ومن شكر نعمة الصحة الصلاة والذكر والصدقة: : «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى»(مسلم)
د:”.. وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ» (البخارى)
لأن العبد اذا مرض او سافر كتب له اجر الصحيح المقيم: (البخارى)
6- دعاء النبى ﷺ بطلب العافية: «اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ» (ابوداود وحسنه الترمذي)
ج- «يَا عَبَّاسُ سَلِ اللَّهَ، العَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ”: (الترمذي وصححه)
د- سؤال الله العافية احب اليه من اى سؤال: الترمذى
هـ – الدعاء بالصحة والعافية ليل نهار صباح مساء اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَ
لُكَ صِحَّةً فِي إِيمَانٍ، وَإِيمَانَا فِي خُلُقٍ حَسَنٍ، وَنَجَاحًا يَتْبَعُهُ فَلَاحٌ، وَرَحْمَةً مِنْكَ وَعَفْوًا، وَمَغْفِرَةً مِنْكَ وَرِضْوَانًا (صححه الحاكم)