خطبة الجمعة الموافق 26 من مايو 2023…… إعلام الأنام بفضل الصلاة والسلام على خير الأنام

إعداد الدكتور عبد المنعم ابراهيم عامر.

أهم اسباب الكلام في هذا الموضوع:

 

أولاً:- بيان صورة من صور محبته ﷺ وتعظيمه والحفواة والاحتفاء به في كل لحظة لمن صدقة محبته لله ورسوله ﷺفاتبع ولم يبتدع وزعم مع الابتداع محبته.

 

ثانيًا:- الْحَثُّ عَلَى الإكثار من الصَّلَاةِ عَلَيْهِ ﷺ امتثالاً لأمر الله ووفاء وحسن عهد برسول الله ﷺ.

 

ثالثًا:- التَّذِكيرُ بمعنى الصَّلَاةِ عَلَيْهِ ﷺ والغرض منها.

 

رابعًا:- التَّحْذِيرُ مِنْ الغفلة عن الصَّلَاةِ عَلَيْهِ ﷺ.

 

خامسًا:- التَّذِكيرُ بمواطن الصَّلَاةِ عَلَيْهِ ﷺ.

 

سادسًا:- تحصيل ما يأتى من فَوَائِد وثمرات حَاصِلَة بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ ﷺ:

 

الصَّلاَةُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ:

 

الْمَقْصُودُ بِالصَّلاَةِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ: الدُّعَاءُ لَهُ بِصِيغَةٍ مَخْصُوصَةٍ وَالتَّعْظِيمُ لأَِمْرِهِ.

 

قَال الْقُرْطُبِيُّ: الصَّلاَةُ عَلَى النَّبِيِّ مِنَ اللَّهِ:

 

رَحْمَتُهُ، وَ رِضْوَانُهُ، وَثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَلاَئِكَةِ، وَمِنَ الْمَلاَئِكَةِ: الدُّعَاءُ لَهُ وَالاِسْتِغْفَارُ، وَمِنَ الأُْمَّةِ: الدُّعَاءُ لَهُ، وَالاِسْتِغْفَارُ، وَالتَّعْظِيمُ لأَِمْرِهِ.

 

وأمّا قولنا: “اللهمّ صلّ على محمّد”، فمعناه عظّمه في الدّنيا بإعلاء ذكره، وإظهار دعوته، وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمّته، وتضعيف أجره ومثوبته.

 

ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ إِلَى وُجُوبِ الصَّلاَةِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فِي مَوَاطِنَ، وَاسْتِحْبَابِهَا فِي مَوَاطِنَ.

 

وَاخْتَلَفُوا فِي مَوَاطِنِ الْوُجُوبِ.

 

فَقَال الْحَنَفِيَّةُ، وَالْمَالِكِيَّةُ: إِنَّ الصَّلاَةَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فِي التَّشَهُّدِ الأَْخِيرِ سُنَّةٌ، وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ. وَقَالُوا: تَجِبُ الصَّلاَةُ عَلَيْهِ ﷺ فِي الْعُمْرِ مَرَّةً لِلأَْمْرِ بِهَا فِي قَوْله تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)} [الأحزاب: 56.

 

تُسْتَحَبُّ الصَّلاَةُ عَلَيْهِ ﷺ خَارِجَ الصَّلاَةِ فِي كُل الأَْوْقَاتِ، وَتَتَأَكَّدُ فِي مَوَاطِنَ مِنْهَا: يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَتُهَا، وَعِنْدَ الصَّبَاحِ، وَعِنْدَ الْمَسَاءِ، وَعِنْدَ دُخُول الْمَسْجِدِ، وَالْخُرُوجِ مِنْهُ، وَعِنْدَ قَبْرِهِ ﷺ وَعِنْدَ إِجَابَةِ الْمُؤَذِّنِ، وَعِنْدَ الدُّعَاءِ، وَبَعْدَهُ وَعِنْدَ السَّعْيِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَعِنْدَ اجْتِمَاعِ الْقَوْمِ، وَتَفَرُّقِهِمْ، وَعِنْدَ ذِكْرِ اسْمِهِ ﷺ وَعِنْدَ الْفَرَاغِ مِنَ التَّلْبِيَةِ، وَعِنْدَ اسْتِلاَمِ الْحَجَرِ، وَعِنْدَ الْقِيَامِ مِنَ النَّوْمِ، وَعَقِبَ خَتْمِ الْقُرْآنِ، وَعِنْدَ الْهَمِّ وَالشَّدَائِدِ، وَطَلَبِ الْمَغْفِرَةِ، وَعِنْدَ تَبْلِيغِ الْعِلْمِ إِلَى النَّاسِ، وَعِنْدَ الْوَعْظِ، وَإِلْقَاءِ الدَّرْسِ، وَعِنْدَ خِطْبَةِ الرَّجُل الْمَرْأَةَ فِي النِّكَاحِ.

 

وَفِي كُل مَوْطِنٍ يُجْتَمَعُ فِيهِ لِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى

 

أَلْفَاظُ الصَّلاَةِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ:

رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ – فِي الصَّلاَةِ عَلَيْهِ – صِيَغٌ مُخْتَلِفَةٌ فِي بَعْضِ أَلْفَاظِهَا. قَال صَاحِبُ الْمُهَذَّبِ: إِنَّ أَفْضَل صِيَغِ الصَّلاَةِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ: أَنْ يَقُول الْمُصَلِّي عَلَيْهِ: (اللَّهُمَّ صَل عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آل مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آل إِبْرَاهِيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) .

 

مَا جلس قوم مَجْلِسا لم يصلوا على نبيه ﷺ إِلَّا كَانَ مجلسهم عَلَيْهِم ترة

 

عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ: ( مَا جلس قوم مَجْلِسا فَلم يذكرُوا الله تَعَالَى وَلم يصلوا على نبيه ﷺ إِلَّا كَانَ مجلسهم عَلَيْهِم ترة يَوْم الْقِيَامَة إِن شَاءَ عَفا عَنْهُم وَإِن شَاءَ أَخذهم) ().

 

قال الترمذي : وَمَعْنَى قَوْلِهِ: تِرَةً: يَعْنِي حَسْرَةً وَنَدَامَةً. وقَالَ بَعْضُ أَهْلِ المَعْرِفَةِ بِالعَرَبِيَّةِ: التِّرَةُ هُوَ الثَّأْرُ .

 

رغم أنف رجل ذكرت عِنْده فَلم يصل عَليّ:

 

عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الجَنَّةَ»

 

من صلى على وَاحِدَة صلى الله عَلَيْهِ عشرا:

 

عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله ﷺ قَالَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا».

 

مَا من مُسلم يسلم عَليّ إِلَّا رد الله إِلَيّ روحي حَتَّى أرد إِلَيْهِ السَّلَام:

 

عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله ﷺ قَالَ : : «مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ»

عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله ﷺ قَالَ : : «مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ» ()

 

أولى النَّاس بِي يَوْم الْقِيَامَة أَكْثَرهم عَليّ صَلَاة:

 

عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ «أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ القِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً».

 

إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِي عَنْ أُمَّتِي السَّلَامَ:

 

عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي ﷺ قَالَ «إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِي عَنْ أُمَّتِي السَّلَامَ». () .

 

إِذَا دعا أَحَدُكُمْ، فَلْيَبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبِّهِ جَلَّ وَعَزَّ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ:

 

فضَالة بن عبيد صَاحب رَسُول الله ﷺ قَالَ سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رَجُلًا يَدْعُو فِي صَلَاتِهِ لَمْ يُمَجِّدِ اللَّهَ تَعَالَى، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «عَجِلَ هَذَا»، ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: – أَوْ لِغَيْرِهِ – «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبِّهِ جَلَّ وَعَزَّ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ ﷺ ، ثُمَّ يَدْعُو بَعْدُ بِمَا شَاءَ» .

 

من أكثر من الصلاة على الرسول ﷺ يُكفى همه وَيغْفر لَه ذَنْبه:

 

عَن أبيّ بن كَعْب قَالَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ»، قَالَ أُبَيٌّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: «مَا شِئْتَ». قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ، قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: النِّصْفَ، قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ، قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا قَالَ: «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ».

وهذه بعض

 

الْفَوَائِد والثمرات الْحَاصِلَة بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ ﷺ:

 

امْتِثَال أَمر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

 

مُوَافَقَته سُبْحَانَهُ فِي الصَّلَاة عَلَيْهِ ﷺ وَإِن اخْتلفت الصَّلَاتَان فصلاتنا عَلَيْهِ دُعَاء وسؤال وَصَلَاة الله تَعَالَى عَلَيْهِ ثَنَاء وتشريف كَمَا سيأتى.

 

مُوَافقَة مَلَائكَته فِيهَا.

 

حُصُول عشر صلوَات من الله على الْمُصَلِّي مرّة.

 

أَنه يرفع عشر دَرَجَات.

 

أَنه يكْتب لَهُ عشر حَسَنَات.

 

أَنه يمحى عَنهُ عشر سيئات.

 

أَنه يُرْجَى إِجَابَة دُعَائِهِ إِذا قدمهَا أَمَامه فَهِيَ تصاعد الدُّعَاء إِلَى عِنْد رب الْعَالمين.

 

أَنَّهَا سَبَب لشفاعته ﷺ إِذا قرنها بسؤال الْوَسِيلَة لَهُ أَو أفردها كَمَا تقدم حَدِيث رويفع بذلك.

 

أَنَّهَا سَبَب لغفران الذُّنُوب كَمَا سيأتى.

 

أَنَّهَا سَبَب لكفاية الله العَبْد مَا أهمه.

 

أَنَّهَا سَبَب لقرب العَبْد مِنْهُ ﷺ يَوْم الْقِيَامَة.وَسيأتى حَدِيث ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ بذلك.

 

أَنَّهَا تقوم مقَام الصَّدَقَة لذِي الْعسرَة.

 

أَنَّهَا سَبَب لقَضَاء الْحَوَائِج.

 

أَنَّهَا سَبَب لصَلَاة الله على الْمُصَلِّي وَصَلَاة مَلَائكَته عَلَيْهِ.

 

أَنَّهَا زَكَاة للْمُصَلِّي وطهارة.

 

الاسباب المعينة على كثرة الصلاة على النبي ﷺ

 

تذكر ما تقدم من فوائد وفضائل الصلاة عليه ﷺ

 

تذكر ما تقدم من مرهبات وتبعات ترك الصلاة عليه ﷺ

 

قراءة سيرة السلف في تعظيمهم لقدر النبى ﷺ

 

-الصحبة الطيبة المعينة على ذلك:

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ ، قَالَ: «الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ»().

 

التدريب على تعظيم قدر النبى ﷺ والصلاة عليه

 

عن مُعَاوِيَةَ بْن أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «الْخَيْرُ عَادَةٌ، وَالشَّرُّ لَجَاجَةٌ، وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ»

 

قوله: (الخير عادة) أي المؤمن الثابت على مقتضى الإيمان والتقوى ينشرح صدره للخير فيصير له عادة. ذلك لإن الإنسان مجبول على الخير. قال الله تعالى {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون} (الروم :30) . وأما الشر فلا ينشرح له صدره فلا يدخل في قلبه إلا بلجاجة الشيطان والنفس الإمارة بالسوء. واللجاجة الخصومة.

 

الإقبال على كل الوسائل والاسباب المعينة على الصلاة عليه ﷺ.

 

البعد عن الاسباب المعوقة للصلاة عليه ﷺ.

 

 

 

 

Exit mobile version