تحليل إخباري :خلية الأميرية.. إرهاب ضد إرادة العباد و ضد رب العباد
بقلم / اللواء بهاء البجاوي
تمثل واقعة ضبط الخلية الإرهابية بمنطقة الأميرية بالقاهرة وما صاحبها من تبادل لإطلاق النيران واستشهاد احد أبطال رجال الشرطة واصابة آخر نقل نوعية في العمليات الإرهابية .. فهذه الواقعة تؤكد أن الإرهاب الذى يستهدف مصر حالياً قد تخطى فكر استهداف شخصيات هامة أو احداث زعزعة في النظام السياسى أو الضرر بالاقتصاد المصرى..
وأصبح أقل ما يوصف به هو إرهاب (( ضد العباد و ضد رب العباد )) لأن هذه الخلية الإرهابية اِتبعت منهجية تختلف شكلاً وموضوعاً سواء من حيث الهدف أو آليات التنفيذ..
فمن المتعارف عليه أن العمليات الإرهابية على مدار العصور يكون لها أهداف إما سياسية أو إقتصادية.. تحت غطاء شعارات دينية. والأهداف السياسية دائماً تتمثل في إحداث زعزعة الإستقرار السياسى وفقد ثقة المواطن فى السلطة الحاكمة .. والأمثلة على ذلك متعددة ووقعت فى كثير من بلدان العالم. أما الأهداف الإقتصادية فهي ايقاع الضرر باقتصاد هذه الدولة.. بالقيام بعمليات ينتج عنها آثار تخريبية تثير الذعر والهلع ليس فقط بين أبناء تلك الدولة… وإنما أيضاً بين القادمين إليها سواء كانوا مستثمرين أو سائحين أجانب .. وغالباً ما يكون هذا هو الهدف الرئيسى.
ولكن وبنظرة متأملة للواقع نجد أن العالم كله حالياً توجد به حالة من التوحُّد نادرة الحدوث بين المواطنين من جانب والأنظمة الحاكمة من جانب آخر بسبب تفشى فيروس كورونا واحتياج كلا الطرفين للتكاتف لمواجهة الوباء القاتل.. إذاً فإنه لا سبيل لإحداث الوقيعة بينهما فى تلك الظروف.. وبالتالى استحالة تحقيق الهدف السياسى من القيام بعملية إرهابية فى الوقت الحالى.
وأيضاً على مستوى العالم هناك حالة من الجمود الإقتصادى.. فلا يوجد فى هذه الآونة مستثمرين منشغلين بإستثمار أموالهم فى بلدان أخرى.. ولا يوجد أى شكل من أشكال الإنتقال بين الدول ولا سبيل لوجود أى نشاط سياحى.وبالتالى أيضاً استحالة تحقيق الهدف الإقتصادى فى الوقت الحالى..
أما من ناحية آليات التنفيذ فالطبيعى أن تستهدف الخلايا الإرهابية سقوط أكبر عدد من الضحايا لإحداث أكبر قدر من الأثر السياسى والإقتصادى.. لذا فإن القائمين عليها يتخيرون الزمان والمكان الذى يتواجد به زحام لتنفيذ العملية.. وحدث ذلك فى مصر عدة مرات وكانت أشهرها أحداث الكنيسة البطرسية ومسجد الروضة بشمال سيناء..
و إذا كانت هذه هى الآلية التى يتبناها التخطيط للعمليات الإرهابية.. وبتطبيق ذلك على الواقع الحالى نجد أن الشوارع خالية والكنائس والمساجد مغلقة بسبب إجراءات الحظر المفروضه للحد من انتشار الفيروس. وبالتالي يصبح لا مجال لتنفيذ هذه الآلية.
فالقراءة الدقيقة تؤكد ان الواقع يمنع إستخدام آلية التنفيذ.. ويقف عائقا ضد تحقيق الهدف… فمنّ المُستهدف ؟؟
فالبشرية كلها مشغولة فى محاربة الفيروس ،ولا يشغل بالها أمور سياسية أو إقتصادية بل إن الغالبية العظمى من المواجهات العسكرية قد توقفت، وأصبح التعاون هو الوضع السائد بين الدول.. وتحاول جاهده استخدام وتطويع كل جهد وفكر وإرادة لدى (( العباد )) للوقاية من هذا الفيروس..
وتأتى هذه الخلية للتخطيط لعمليات إرهابية فإنها بالتالى تتبنى فكر ضد إرادة البشرية (( إرادة العباد ))
ومن جانب آخر إذا كنا جميعاً قد اتفقنا على أن هذه الجائحة إنما هى شكل من أشكال غضب (( رب العباد )) على سلوكيات البشرية حالياً وعلى رأسها الإرهاب الذى يحصد أرواح الأبرياء.وفى نفس التوقيت تأتى هذه الخلية للتخطيط لعمليات إرهابية جديدة.. فإنها بالتالى تتبنى فكر ضد (( إرادة رب العباد ))
فإذا كنا فى السابق نطلق على الإرهاب أنه لا دين له.. فإن هذه الخلية جعلته يتخطى ذلك أيضاً.. ونستطيع القول أن الإرهاب الموجه ضد مصر أصبح (( إرهاب ضد إرادة العباد .. ورب العباد ))