خواطر عمو يوسف ( 1 ).. يا أسطى!
أحبابي ..
يا أسطى!
استرعى انتباهي في السنوات الأخيرة شيوع كلمة (يا أسطى) أو بالعامية المصرية (ياسطى) على ألسنة الشباب بل وحتى الأطفال من سن 6 سنوات حتى سنوات مابعد التخرج، وذلك لجذب الانتباه حينما يتحدثون مع بعضهم البعض.
وبداية أود أن أنوه أنني ممن يحترمون العمل اليدوي جدا وأدعو إلى التوسع في التعليم الفني بكافة أنواعه توسعا كبيرا لأنهما أساس البناء والتقدم الفعلي على الأرض في كل المجالات، ولكنني أحاول هنا أن أحلل ظاهرة منتشرة بين الشباب فقط لاغير، وأرجو أن يفهم كلامي في هذا الإطار.
ونعود لموضوعنا الأساسي، فقد حاولت تحليل سبب إقبال الشباب على استخدام هذه الكلمة بكثافة في التخاطب فيما بينهم رغم أنهم لا يعملون في ورش ميكانيكا أو نجارة أو نحو ذلك حيث يكون استخدام هذه الكلمة شيئا طبيعيا، بينما يكون استخدامها خارج تلك الورش هو الشيء غير الطبيعي الذي يثير الانتباه وأحيانا الاستغراب.
فهل يعود سبب ذلك إلى التقليد الأعمى لما تبخه موجات الأفلام الهابطة التي تتزعمها أفلام الممثل محمد سعد (اللمبي) والممثل محمد رمضان وغيرهما من سموم اجتماعية حيث تشيع في تلك الأفلام تلك الكلمة؟
أم أن استخدام هذه الكلمة هو بمثابة إعادة اعتبار لا شعوري من قبل الشباب للعمل اليدوي وبالتالي للتعليم الفني بأنواعه بعد (احتقار) المجتمع لللأسف الشديد لكل منهما لعشرات السنين، وتركيزه على التعليم الجامعي باعتباره الخيار الأفضل؟!
أم أنه اعتراف بتدني مستوى الجامعة وخريجيها حتى أصبحوا لا يجدون حرجا في أن ينادووا بعضهم البعض بكلمة يحملها من لم تسمح له ظروفه أن ينال أي حظ من التعليم قط، أو اكتفى من التعليم بالمرحلة المتوسطة أو مادونها ليشق طريقه بكفاح وشرف في الصنعة حتى أصبح يحمل لقب (أسطى) الذي- من وجهة نظري- يعادل بالنسبة للعامل الفني لقب (دكتور) بالنسبة لخريج الجامعة.
أم أنه كل هذه الأسباب مجتمعة معا؟
أم هل هناك أسباب أخرى غير ما ذكرت؟
أيامنا كنا ننادي بعضنا بألقاب مثل: يا بني .. يا حبيبي .. ياسيد .. يا أستاذ .. ياباشمهندس .. يا أخ ونحو ذلك من الألقاب.
ومن كانوا قبلنا أظن أنهم كانوا يستعملون غالبا لفظي يافندي ويا استاذ كما نشاهد في الأفلام القديمة التي بالأبيض والأسود كأفلام نجيب الريحاني وغيرها.
ولا أدري هل يحدث في أوساط الفتيات الآن شيء مشابه من هذا التحول أم لا، لأنني لست كثير الاختلاط بالمجتمعات النسائية التي أحترمها ايضا وأقدرها، وياريت لو فيه تحول نعرفه من أخواتنا الكبريات في السن والمقام مع خالص الشكر والتقدير للجميع.
أتحفونا بآرائكم يا أحبابي فالأمر يحيرني فعلا، ولا أدرى إلى أين تسير بنا مركب الحياة!.
تحياتي