خواطر عمو يوسف (19) نصيحة ورجاء إلى كل زوجة
أحبابي ..
نصيحة مخلصة ورجاء إلى كل زوجة
إياك .. إياك .. إياك .. أن تجعلي زوجك يشعر- من خلال تصرفاتك- أن أهلك أو عملك أو أولادك أو أي شيء آخر أهم عندك من زوجك.
هذه هي النصيحة المخلصة باختصار، والخطورة العظمى من عدم إدراك أهمية هذه النصيحة تكمن في أن هذا السلوك من قبلك يولد شعورا مؤلما للغاية في نفس زوجك يكون سببا رئيسيا، ودافعا كبيرا، ومبررا خطيرا لتفاقم المشاكل الزوجية، ولقيام زوجك بأي تصرف سلبي أو عدواني أو انتقامي أو أحمق ضدك بما في ذلك الزواج بامرأة أخرى غيرك، أو الخيانة الزوجية والعياذ بالله، أو صب كل اهتمامه في أي شيء آخر سواء كان هذا الشيء داخل البيت أو خارجه، مع التجاهل التام أو شبه التام لك لدرجة أنك قد تشعرين أنك أصبحت كقطعة أثاث في البيت أو مجرد ديكور اجتماعي.
وفي نفس الوقت الذي أنصحك فيه بهذه النصيحة المهمة أرجوك لا تطالبي زوجك أن يعاملك بالمثل لأن طبيعة كل جنس تختلف عن الجنس الآخر لتكمله لا لتتناقض معه. وبالتالي فعلينا أن نفهم ونقدر أن ترتيب الأولويات عند الرجل يختلف عن ترتيبها عند المرأة. فبالنسبة للمرأة، يأتي الزوج والبيت والأولاد (بالترتيب) على قمة اهتماماتها التي تحقق ذاتها من خلالها، وبالتالي تكون مهمتها الأساسية هي أن توفر للأسرة كلها جوا من السكينة، والهدوء النفسي، والاستقرار العاطفي الذي يحتاجه جميع أفراد الأسرة بما في ذلك الرجل. أما بالنسبة للرجل فإن العمل يأتي على رأس اهتماماته لأنه من خلال هذا العمل يحقق الرجل ذاته، كما أنه يوفر للأسرة كلها من خلال عمله هذا أسباب المعيشة من مأكل ومشرب وملبس وخلافه، أي عنصري الأمان الاقتصادي والاجتماعي اللذان يحناجهما الجميع بما في ذلك المرأة، وبعد العمل يأتي اهتمام الرجل بالزوجة والآولاد والبيت، وليس قبل العمل.
وعليه، فإذا أرادت الزوجة التي لم تكن تدرك هذه الحقائق من قبل أن ترجع للصواب من باب الرجوع إلى الحق فضيلة، فإن تدارك الأمر وعلاجه ممكن وميسور خاصة إذا لم تكن الأمور قد ساءت إلى حد تورط الزوج في علاقات أخرى خارج الأسرة. ويكمن العلاج ببساطة في إعادة توجيه البوصلة بجعل الزوج يشعر شعورا حقيقيا بأن زوجته تضعه على قمة اهتمامتها، وأنها تدرك جيدا طبيعة الاختلاف في ترتيب الأولويات عند كلا الجنسين.
ولعله من نافلة القول أن أذكر أن عدم إدراك أهمية ماسبق ذكره هو أهم أسباب الطلاق، والتفكك الأسري، وتشرد الأبناء أو إصابتهم بعاهات نفسية، وبالتالي خراب المجتمعات.
ألا هل بلغت .. اللهم فاشهد.
إضافة مهمة:
بعد أن أثار هذا البوست موجة احتجاجات بين النساء وجدت أنه من الواجب إضافة هذا الفيديو استكمالا وتوضيحا للموضوع وحتى نكون منصفين تجاه المرأة، وعليه فإننا إذا كان من حق الرجال أن يطالبوا بما هو مذكور أعلاه، إلا أنه يجب- في الوقت نفسه- ألا نطالب الزوجة بكل شيء دون أن يقدم الزوج أي شيئ. وفي هذا الفيديو إشارات ذكية إلى دور الرجل بخصوص هذا الموضوع تغني عن أي مقال.
وفي النهاية يجب أن نفهم جيدا أن العلاقة بين الزوجين هي علاقة تكامل وتفاهم ولا ينبغي أن تكون بأي حال من الأحوال علاقة صراع وشقاق وفرض رأي. فلا يجب أن ينسى كلا الطرفين إطار المودة والرحمة الذي حدده القرآن الكريم لهذه العلاقة.
تحياتي
يوسف عبد النعيم