أراء وقراءات

خواطر كاتب صحفي

بقلم / ممدوح الشنهوري*

الصحافة مهنة عظيمة لكنها محفوفة بالمخاطر والألم، خاصة عندما يَمتلك الكاتب او الصحفي ضمير حي وقلم حر. ولكن يظل رهن وقيد روتين المهنة!؟ أحياناً بإتباع ما يٌملي عليه من مرؤسيه من أوامر في الإلتزام بسياسة التحرير والنشر ، وأحياناً أخري بإتباع بعض الإلتزمات الإعتبارية الأخري للصالح العام والتي تلجم قلمه .

فالكاتب يعاني من الألم عندما يظل قلمه وضميره حبيسين رهن قيود لا تنتهي من الروتين والتعليمات. والمشكلة الحقيقة هنا تكمن في نزعة الضمير لدي الكاتب أو الصحفي، حين َيتملكه ” الصراخ” من فرط عدم إيصال صوت الحقيقة، أو المساعدة على رفع الظلم، او الكتابة بحرية وشفافية .

ومن المعروق أن مهنة الإعلام والصحافة تضم الكثير من العقول والأقلام مختلفة الفكر والمنهج ،فمنها المعتدل ومنها المتشدد ومنها والإنسيابي. ولكن يظل صاحب الضمير الحي ، والذي يَمتلك ضمير يؤنبه في كل صغيرة وكبيرة بنزعة إنسانية في مجاله، أو ربما في أي  مجال من مجالات الحياة الأخري، هو الأكثر عذاب من بين كل هؤلاء ، لعجزه في إخراج كل مكنونانته المكبوته بداخله في الحديث عن كل ظلم يواجهه الإنسان أو المجتمع بحرية او شفافية، بسبب تلك التعليمات والقيود الإدارية هذه.

فيجب ترك مساحة للكاتب الصحفي صاحب الضمير الحي والقادر على تحمل المسئولية  للتعبير عن قضايا ومشاكل المجتمع، بحرية وإعتدال فكري ومنهجي لا ضرر ولا ضرار فيه. ومتي أخطا يٌقوم، ولكن بدون كسر قلمه نفسيا او معنويا .

وهناك الكثير من دول العالم، إعلامها ما هو الإ عبارة عن مؤسسات إعلامية مستقلة، لها حرية الفكر والرأي والنشر للكثير من قضاياها الإجتماعية وكذلك السياسية لبلادهم ، ولكن متي تعدت هذه المؤسسات تناول بعض من هذه القضايا ” الخط للأمن القومي ” وجب محاسبتهم .

إذا فلماذا لا نحذوا حذو الغرب في بعض من مجالتها ك ” مجال كالإعلام ” في النجاح والرقي والتقدم وخلق الكثير من الثقة داخليا للعاملين في ذلك المجال، وكذلك خارجيا بين المواطن ووسائل الإعلام بمختلف انواعها، من باب تغير الفكر ومعاصرته للعديد من التغيرات الإيجابية التي يمر بها العالم في العديد من مجالات الحياة.

*عضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.