بقلم /الشيخ محمد عرفة البهادي
عميد معهد المنيرة الازهري – القناطر الخيرية
أخي المعلم : أنت تقوم بأحد وظائف الأنبياء ، فالله الله بالصدق والإخلاص ، فمتى ما علم الله منك ذلك ، بارك في تعليمك ، وضاعف مثوبتك ، وطيَّب غرسك .
الرحمة قبل العلم ، وتأمل ثناء الله على الخضر بقوله ﴿ آتيناهُ رحمةً من عِندنا وعلَّمناه من لدُنَّا عِلمًا ﴾ ، فبالرحمة – مع النصح والحزم – تظفر .
كنتَ يومًا من الدهر على نفس مقعد تلاميذك .. فما كنت تحبه من جميل تصرفات أساتذتك فافعله ، وما كنتَ تكرهه من ذلك فاجتنبه .
وصف معاوية بن الحكم رضي الله عنه النبي ﷺ فقال « ما رأيت معلمًا أحسن منه » فاملأ قلبك وعينيك وأذنك من الاطلاع على سيرته قراءةً وسماعًا .
أخي المعلم : تذكر أنه لو لم يتخرج على يديك إلا طالب واحد ينفع الله به الأمة لكفى ، فإنك شريك في كل نفع يجريه الله على يديك ؛ لأنك سبب فيه .
طلابك يقتبسون من سمتك وأخلاقك أكثر من كلامك ، ولا نزال نتذكر أساتذة – جزاهم الله عنا أحسن الجزاء – بقيت آثار أخلاقهم أكثر من معلوماتهم .
علَّق العلامة السعدي رحمه الله على : ﴿ وأما السائل فلا تنهر ﴾ والمعلم مأمور بحسن الخلق مع المتعلم ، ومباشرته بالإكرام والتحنن عليه ، ففي ذلك معونة له على مقصده .
نحن جميعًا عابرون في هذه الحياة ، ولن يبقى إلا ما عملنا ، إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر ، ولنتذكر أن طلابنا أمانة ، فلننظر كيف سنجيب ربنا إذا سألنا عنها .
أسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء هذه الأمانة ، وأن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح ، وأن يقر أعيننا بصلاح ذرياتنا وطلابنا .