أراء وقراءات

خُزعبلات تهجير الفلسطينيين وفرصة نتنياهو الأخيرة للبقاء في السلطة

بقلم / ممدوح الشنهوري*

يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لاستغلال الفرص السياسية المتاحة، محاولًا الاستفادة من عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. فنتنياهو، مدعومًا بلوبي صهيوني قوي داخل الولايات المتحدة، يعمل على تحويل مسار القضية الفلسطينية نحو مزيد من التشتيت، بعد أكثر من عام ونصف على حرب السابع من أكتوبر بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.

رفض عربي للضغوط الأمريكية

في إطار هذه التحركات، يسعى نتنياهو إلى الضغط على الرئيس الأمريكي لدفع مصر والسعودية والأردن إلى استقبال الفلسطينيين في أراضيهم، في محاولة دبلوماسية مُحكمة تهدف إلى تهجير سكان غزة من ديارهم. وعلى الرغم من هذه الضغوط، فإن مصر والسعودية لم تستجيبا حتى الآن لهذه المحاولات، حيث ترفض مصر فتح حدودها مع غزة، لتجنب استغلال إسرائيل لهذا الأمر في تنفيذ مخططها للتهجير القسري.

يأتي هذا الموقف الحاسم من مصر والسعودية والأردن في وقت حساس، حيث تتفاوض الأطراف على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين الجانبين. كما أن نتنياهو يسعى إلى الاستفادة من دعم ترامب الكامل لإسرائيل في حال فوزه بالانتخابات الأمريكية المقبلة، رغم أن ترامب لم يعلن رسميًا عن دعمه المطلق لهذا السيناريو حتى الآن.

محاولة نتنياهو الأخيرة للبقاء في السلطة

تُعتبر هذه المحاولة آخر أوراق نتنياهو للبقاء في السلطة، خاصة بعد الخسائر الاقتصادية الفادحة التي تكبدتها إسرائيل خلال الحرب، حيث قُدرت بالمليارات، إضافة إلى انهيار المعنويات داخل الجيش الإسرائيلي بسبب الأداء الضعيف في المواجهات مع المقاومة الفلسطينية. هذه العوامل أدت إلى فقدان ثقة الإسرائيليين في قيادتهم السياسية والعسكرية، مما جعل نتنياهو يبحث عن أي وسيلة لإعادة تثبيت موقعه في المشهد السياسي.

لكن رغم هذه المحاولات، فإن الوعي السياسي لدى القيادة المصرية والسعودية والأردنية، إلى جانب رفض الشعوب العربية لأي مخطط تهجيري، يجعل من الصعب تحقيق أهداف نتنياهو. فإسرائيل، رغم محاولاتها المستمرة، لن تتمكن من فرض واقع جديد على الفلسطينيين، سواء في المستقبل القريب أو البعيد.

*كاتب صحفي وعضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.