العالمالمجتمعتقارير وتحقيقات

دراسة : تراجع معدلات خرف الشيخوخة في العالم

أفاد باحثون بوجود المزيد من الأدلة على أن أزمة خرف الشيخوخة ربما تكون أقل حدة مما كان يخشاه العلماء في بادئ الأمر.

وأشارت دراسة نشرها موقع (بي بي سي ) الاربعاء 23 نوفمبر 2016إلى أن نسبة كبار السن الذين يعانون خرف الشيخوخة تتراجع في الولايات المتحدة، وهو ما يدعم نتائج مماثلة لدراسات في أوروبا.

وأظهرت بيانات جرى تحصيلها من 21057 شخصا فوق سن 65 عاما في الولايات المتحدة تراجع نسبة المصابين بخرف الشيخوخة من 11.6 في المئة في عام 2000 إلى 8.8 في المئة عام 2012.

ونُشرت نتائج الدراسة في دورية (جاما) للطب الباطني.وتشير الدراسة إلى أن ارتفاع مستوى التعليم يقي المخ من الإصابة بهذا المرض.

ووصف خبير النتائج بأنها “مهمة للغاية بالنسبة للعالم”.

وكانت دراسات مماثلة في أوروبا – منشورة بدورية “لانسيت” لعلم الأعصاب – قد أوضحت أن معدلات الإصابة بخرف الشيخوخة تراجعت في بريطانيا وبين الرجال في إسبانيا، واستقرت عند معدلاتها في دول أوروبية أخرى.

حماية المخ

وقال البروفيسور كينيث لانغا، الذي أجرى الدراسة الأمريكية الأحدث في جامعة ميشيجن “نتائجنا تضيف إلى مجموعة من الأدلة المتزايدة على أن التراجع في احتمال الإصابة بخرف الشيخوخة يمثل ظاهرة حقيقية، وأن تفاقم المشكلة المتوقع في المستقبل ربما لن يكون كبيرا كما كان يعتقد في السابق”.

ولا يمكن علاج التراجع البطيء في وظائف المخ، إذ لا توجد عقاقير أو علاجات، ولذا فإن التوصل إلى طرق تقي من هذه الحالة هو أمر ينطوي على مقدار كبير من الأهمية.

ويعتقد العلماء منذ فترة طويلة أن التعليم يلعب دورا في الوقاية من هذا الأمر. وقد توصلت الدراسة إلى أنه في الوقت الذي تراجعت معدلات الإصابة، فإن متوسط الفترة التي قضاها كبار السن في المدرسة أو الجامعة زادت من 11.8 سنة في عام 2000 إلى 12.7 سنة في عام 2012.

ومن المحتمل أن التحدي العقلي الذي يمثله التعليم يساعد في حماية خلايا المخ من الموت في فترة لاحقة من الحياة، أو أنه بمجرد أن تبدأ الخلايا العصبية في الموت، فإن التعليم يساعد باقي أجزاء المخ على الاتصال مع بعضها البعض من جديد وتعويض موت هذه الخلايا لمنع ظهور أعراض خرف الشيخوخة.

ويعتقد أيضا أن الصحة البدنية الجيدة تساعد في حماية المخ.

لكن الدراسة أظهرت أدلة على زيادة معدلات الإصابة بالسكري والبدانة وارتفاع ضغط الدم بين عامي 2000 و2012.

وقد يكون تحسين العلاجات قلل من التأثير السلبي لهذه الأمراض.

وقالت البروفيسور كارول براين، الأستاذة بجامعة كامبريدج والتي أجرت التحليل الخاص بأوروبا، إن الدراسة الأمريكية الحديثة تضيف “المزيد من الأدلة القوية” على تراجع المعدلات في بعض البلدان.

وأوضحت أن التعليم يمثل عاملا مهما على ما يبدو في هذا الصدد، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين يحظون بمستويات أعلى من التعليم “تتأخر” إصابتهم على ما يبدو حتى مراحل لاحقة من حياتهم.

وقالت لـ (بي بي سي ) هذه النتائج مهمة للغاية بالنسبة للعالم وتؤكد على أهمية تحصيل التعليم”.

وأضافت “لكن على الأرجح فإن مجموعة من عوامل الخطورة، (التي تشمل) تحسين الصحة بدءا من فترة الحمل واللقاحات والحصول على التعليم والرعاية الصحية وعدم التدخين، هذه العوامل كلها معا سيكون لها تأثير” على الوقاية.

وتابعت الدكتور براين بأن تحديد العوامل التي يمكن أن تساعد في الوقاية من الزهايمر ستضمن “أننا لا نعود للوراء، وإلا فإن المكاسب التي حصلنا عليها لن يكون للأجيال المستقبلية نصيب منها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.