اقتصاد

درس اقتصادي من فريدمان الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد إلى العالم العربي.. ماهو؟!

ميلتون فريدمان :البشر هم الطاقة الوحيدة التي لا تنضب، والقابلة للتجدد والتطوير

 

في عام 1976، فاز الاقتصادي الأمريكي “ميلتون فريدمان” بجائزة نوبل في الاقتصاد، وبينما كان محط أنظار العالم، سأله أحد الصحفيين عن الدولة التي يراها الأفضل من وجهة نظره، فكانت إجابته صادمة لبعضهم، ولكنها ملهمة: “تايوان”.

ليست لأنها غنية بالنفط أو الذهب أو الألماس، بل لأنها فقيرة بكل ما تعنيه الكلمة من موارد طبيعية.
تايوان، كما وصفها فريدمان، جزيرة صخرية تعاني من تقلبات مناخية وعواصف بحرية، وتضطر لاستيراد كل شيء تقريبًا… حتى الرمل والحصى.

لكن هذا لم يمنعها من أن تصبح واحدة من أقوى الاقتصادات العالمية، وتمتلك اليوم رابع أكبر احتياطي مالي في العالم.
السبب؟
اختارت أن تحفر في عقول أبنائها، لا في باطن الأرض.


الثروة الحقيقية: الإنسان قبل المعادن

أكد فريدمان أن البشر هم الطاقة الوحيدة التي لا تنضب، والقابلة للتجدد والتطوير.
وأضاف:

“يمكن قياس تقدم أي دولة في القرن الواحد والعشرين من خلال ما تنفقه على خلق المعلم الناجح، وتربية الأجيال، وزرع الجدية فيهم، لا من خلال ما تمتلكه من نفط أو ذهب.”

وفي وقت يسابق فيه العالم نفسه لاختراع الابتكار ذاته، تبدو الرسالة أكثر وضوحًا من أي وقت مضى:
الثروة في العقول، لا في الحقول.


بين تايوان… وبلدان مزقتها الحروب

في المقابل، هناك دول – بعضها يملك موارد هائلة – لكنها غارقة في صراعات سياسية، تتناحر فيها الوزارات على كعكة الثروات، بينما يغيب الاستثمار في الإنسان والتعليم.

في إحدى هذه الدول الفقيرة، التي مزقتها الحروب، لا تزال الوزارات تتصارع على من يدير ما تبقى من الموارد، بينما يعيش المواطن في جهل وفقر، بلا بنية تحتية تعليمية، ولا رؤى تنموية، ولا مشروع وطني لبناء الإنسان.

الجاهل لا مكان له لا في الدين، ولا في الأخلاق، ولا في القرن الحادي والعشرين،
ذلك القرن الذي أصبح فيه من لا يبتكر، متأخرًا عن ركب البشرية بمئات الأميال.


بين الدموع والرجاء… يبقى الأمل

ووسط هذا التناقض المؤلم بين دول تصنع المجد بالعقل، وأخرى تضيّع الثروات بالجهل، يهمس الأمل في أذن كل وطني مخلص:

“كلما عطّروني نسمات الرجاء… فاجأتني دموع المطر، لكن… الله غالب، وما زال هناك أمل.”

نعم، ما زال الأمل قائمًا…
أن ننهض من جديد، حين نقرر أن نُعلّي من شأن المعلم، ونزرع الجدية في أطفالنا، وندرك أن مخرجات التعليم هي من ستحدد شكل المستقبل، لا فواتير النفط ولا مناجم الألماس.

مختارة من حساب المهندس محمد الإبس على واتس اب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى