دعوةٌ إلى الحياة من جديد .. بقلم : الدكتورة منى هبرة
لست من أهل الإدارة ، ولم أشارك أبداً في قيادة فرق عمل !!
لكن مشهداً واحداً في فيلم “sister Act ” لفت نظري بشدة ، ألهمني مجموعة من الأفكار التي تصرفت فيها الممثلة ببراعة القائد والمدير المحب ، انسان يطغى شغفه بعمله على حياته بأسرها.
مشاهدتنا في الحياة كلها عن العمل و نماذج فرق العمل ربما لم تعدو عن نموذجين فقط أو ربما ثلاثه لا أكثر
فِرقٌ تعمل معاً بمناخ يسوده الملل و الجفاف يتربع فيه الروتينُ القاتل عاملاً مشتركاً بين جميع أفراد الفريق.
و فرقٌ أخرى تمتع أفرادها بالكثير من الاختلاف والقليل من التناغم مصحوباً بكثير من المشاكل والخلافات .
أين الحلقه المفقوده ؟ سؤالٌ كان هاجساً دوماً .
دراسة علوم الإدارة نظرياً تعطي الكثير من الحلول التي نجد القليل جداً من البشر قادر على تنفيذها ، والأهم أن نجد أعضاء الفريق متقبلين لها !!
وهنا ما لفت نظري في مشهد ” سيستر اكت ” عندما طُلب منها قيادة فريق الكورال : توقفت للحظات ثم طَلبت أن تعرف ما هي المهمه – بالضبط – الواجبة على الفريق أن يؤديها ، ثم بدأت تسأل عن قدرات أعضاء الفريق وقامت بترتيب كل فرد في مكان معين بما يحاكي إنجاز المهمة بمستوى عالي.
طَلبت من كل شخص أن يؤدي بطريقةٍ معينة ، فهمت نقاط قوته ونقاط ضعفه ، وجهت بابتسامه وحب لفتات مهمة للخلل الموجود عند كل فرد ثم قامت بتدريبه بمرح وحماس على التخلص من نقاط ضعفه.
كان ملفتاً حقاً الطريقة الرائعة في تعاون الجميع معها ، استجابتهم لتعليماتها بكل حب
لن أنسى كلماتها التي طبعت في داخلي أثرها :
أخيراً استمعوا لبعضكم البعض ولتكونوا فرقة واحدة.
روح العمل الجماعي : استمعوا لبعضكم البعض.
من الذي يقوم بكل هذا
إنه ضابط إيقاع الفريق
يفترض أن يكون قائد الفريق
و يفترض أيضاً أنه شخص مدرب ، يعرف نفسه ، يتعامل مع الجميع بحب وإقناع ، بمرح ، بتفهم لتقصير أحدهم وعدم أدائه بشكل صحيح بحيث يقوم بتصحيح الخطأ بحزم ممزوج بالمودة ، وابتسامه توحي بالحب ، وترسل رسالة “دعني أساعدك و أعلمك الأداء الصحيح حتى لا يتكرر الخطأ مرة أخرى ، ومن ثم أتابعك لأتأكد من أدائك الصحيح .
دعونا نعود الى أرض الواقع ونبصر ما الذي يحدث على الأرض :
مدير الفريق يتمتع بصوت عالٍ للصراخ ، وقدرة على التعامل مع الخطأ بفضح المخطأ أمام الناس ، وقدرة أكبر على السخرية ممن أخطأ ، والنظر إليه نظرة المحتقر ، نظرة تقول بكل وضوح : أنت خاطئ فاشل لا يمكن أن تصبح إنسانا في يوم من الأيام .
أو مدير بسيط إمعة يقوده شخص متسلط من أفراد المجموعة بحيث يكون المدير أداه بيد فرعون متسلط أو ربما مجموعه من الفراعين الصغيره ، والقرارات متناقضه التي لا تسمن ولا تغني من جوع .
ما زلنا نتساءل عن ما يحدث لنا في هذه الحياة ؟؟؟
وما زلنا نجتهد في محاولات الفهم ، لم نحن هنا في قاع الكون ، إلى متى سنبقى هنا ، و إلى متى سنبقى مهزلة الكون .
لابد من العلم والتعلم والتدرب ، والصقل وبناء الذات و إعاده التربية على الصحيح .
لابد من دراسه النماذج الصحيحه ، في القياده والاداره بحيث يتم تشكيل الفرق واختيار إدارتها على أسس علمية صحيحه.
لا تقل بلغت من العمر كذا ، ولن استطيع التغيير ،أنت قادر في كل وقت أن تبدأ من جديد ،
لتكون عنصراً فعالاً ، و مهما كان دورك صغيراً إلا أنه يسد الخلل في حياة الأمه ويساعد في متانة البنيان
وبهذه الرؤية الجديدة للحياة ، والمعرفة الصحيحة ، والهمة العالية تمنح للحياة طعماً ….
و لا تدري !!!!
لعلك تبدأ بداية جديدة ، و كأنها ولادة جديدة
دعوة إلى الحياة من جديد ، والبناء الصحيح
#حياة
#جمال
#وعي
#د.منى _هبرة