دلالات انتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً لحزب الله اللبناني
بقلم/ الدكتور محمد النجار
لم يُعدم حزب كبير يقاوم جبروت قوة اسرائيل الصهيونية المجرمة عبر عشرات السنوات مثل حزب الله. لم يُعدم كوادر مُؤمنة بمقاومة المحتل المجرم ، وتحمل مسئولية تلك المقاومة وتداعياتها من الاستشهاد في سبيل تلك المقاومة المشروعة في الأديان والكتب السماوية ومعترف بها في المواثيق الدولية .
تجاوز حزب الله مرحلة مقتل القيادات السياسية
فرغم ماتعرض له حزب الله من مقتل زعيم الحزب الشيخ حسن نصر الله في شهر نهاية شهر سبتمبر الماضي 2024، ومقتل نائبه الشيخ هاشم صفي الدين وعدد كبير من قادته. فقد استوعب الحزب تلك الضربات الموجعة في قاده وقياداته، واستطاع أن يتجاوز تلك المأساة الكبيرة الموجعة للحزب والمنتسبين له. واستعاد ترتيب صفوفه السياسية والعسكرية ، ورأينا الضربات الموجعة للعدو الصهيوني وإيقاع خسائر هائلة في صفوف العدو المجرم .
انتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً للحزب
ورغم فداحة المصاب باغتيال امين الحزب حسن نصرالله ، واغتيال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين الذي كان الأبرز في الحزب لخلافة حسن نصر الله. تجاوز الحزب أحزانه وتم انتخاب الشيخ نعيم قاسم البالغ من العمر ((71))عاما أمينا عاما لحزب الله خلفا للشيخ حسن نصرالله صباح اليوم الثلاثاء 29-10-2024م
وهذه الخطوة تكشف مدى تماسك حزب الله وقوة هيكله التنظيمي لقيادات الحزب التي يمكنها ممارسة دورهم القيادي مباشرة في حال غياب القادة دون تأثير على استراتيجية الحزب السياسية والعسكرية . وأرى أن هذه ميزة هائلة لحزب الله لم نرها في الاحزاب العربية على مدار عشرات السنين.
من هو الشيخ نعيم قاسم؟
وبعد انتخاب الشيخ نعيم قاسم اصبح هو الأمين العام الرابع لحزب الله ، وقد شغل هذا المنصب عام 1991 وحتى 2024. وظهر ثلاث مرات على شاشة التلفزيون بعد اغتيال امين عام الحزب حسن نصر الله بحكم منصبه . وكان ظهوره بعمامته البيضاء وهدوءه الذي يعلوه الحزن يمثل مرحلة جديدة من مراحل حزب الله ، خاصة بعد ما أصاب الحزب من مقتل زعيمه صاحب العمامة السوداء حسن نصرالله ، ومقتل نائبه هاشم صفي الدين والعديد من قياداته.
مرحلة أشد إيلاما للعدو الصهيوني
ورغم الهدوء الظاهر في هيئته وكلماته ، إلا أن الشيخ نعيم قاسم كان توعد الكيان الصهيوني بأن المرحلة القادمة ستكون المرحلة الأكثر إيلاما ضد اسرائيل وعملياتها الأجرامية.
فرغم التصريحات النارية الاسرائيلية المجرمة ضد لبنان والوعيد بإرجاع لبنان الى العصر الحجري باستخدام قواتها الجوية والبرية والبحرية والاسلحة الامريكية الفتاكة. إلا إن الشيخ نعيم قاسم قد أنجز ما توعد به اسرائيل بضربات لم تعهدها من قبل، منها ضرب منزل نتنياهو ، وقاعدة اللواء جولاني .
لم تستطع القبة الحديدة الأمريكية صد صواريخ حزب الله
فقد فوجئت اسرائيل بأكملها بمئات الصواريخ الدقيقة التي أطلقها حزب الله ، ولم تستطع القبة الحديدية ومقلاع داود ومنظومة “ثاد” الامريكية المتطورة صد تلك الصواريخ التي أصابت بدقة المواقع العسكرية الاسرائيلية خاصة في حيفا وتل أبيب ، ومقتل وإصابة مئات من الاسرائيليين ، وتهجير مئات الألوف من غلاف لبنان، ومايمثله ذلك من هزيمة عسكرية ومعنوية لتلك القوات التي تم كسر أنفها في غزة ولبنان.
تمسك حزب الله بمساندة غزة
وفي خضم المعارك الضارية بين حزب الله والعدو الصهيوني المجرم ، ومئات الضحايا والمصابين والمهاجرين في جنوب لبنان ، ومقتل قادة الحزب ، إلا أن حزب الله لم يتخل عمليا ومعنويا وعسكريا عن غزة ، بل رفض أي صفقات سلام منفردة بعيدة عن غزة، ويظل يقاوم حتى اللحظة التي اكتب فيها ذلك المقال ضد الكيان الصهيوني ، في الوقت الذي خزلت فيها الدول العربية والاسلامية المقاومة في غزة . والحقيقة أن هذا الموقف لايُنسى لحزب الله و يستحق التقدير والاحترام.
(((فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ(44)))سورة غافر
د.محمد النجار29-10-2024م الثلاثاء 26 ربيع الثاني1446هـ (طوفان الاقصى)