دور الطحالب الكبيرة في مكافحة مأساة تغيّر المناخ
بقلم /أ.د.نادية حجازي نعمان
تلعب الطحالب الكبيرة دورًا هائلًا في احتجاز الكربون لأن لديها القدرة على النزول إلى أعماق أكتر من ألف متر في المياة.
تعمل الأعشاب البحرية في صمت عندما يتعلَّق الأمر بالتخفيف من الغازات إذ ثبُت أنها تنتقل إلى مسافات بعيدة وعميقة فيما وراء المناطق الساحلية، بما يمكّنها من تأدية دور محوري في احتجاز الكربون من الغلاف الجوي.
وتستوطن الأعشاب البحرية، أو الطحالب الكبيرة جميع خطوط العرض، وتتمتَّع بكفاءة بالغة في سحب ثاني أكسيد الكربون المنتشر في الغلاف الجوي وتحويله إلى مادة نباتية.
تمكن فريق بحثي دولي، بقيادة البروفيسور كارلوس في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، للتوصل إلى أن ثمة مجموعة متنوعة من الطحالب الكبيرة تنجرف لمسافة تصل إلى ٥ آلاف كيلومتر بعيدًا عن السواحل، ونحو ٧٠% منها -ومن ثمَّ الكربون- يغوص إلى أعماق تزيد على ألف متر في المياة وهو ما يعني أن هذا الكربون العالق من المُستبعد أن يعود إلى الغلاف الجوي.
وتقول باحثة الدكتوراة، أليخاندرا أورتيجا، المؤلفة الأولى للدراسة “إن هذه النتائج لها تداعيات كبرى على كيفية حساب رصيد ثاني أكسيد الكربون العالمي. إن الطحالب الكبيرة مهمة لاحتجاز الكربون، وينبغي إدراجها في تقييمات الكربون المتراكم في المحيط، والمعروف باسم الكربون الأزرق .
وجدير بالذكر أنه يجري تجاهل الطحالب الكبيرة في التقييمات الحالية للكربون الأزرق، لكون تلك النباتات البحرية عديمة الجذور، ولا تبقى في المكان نفسه، وإنما تنجرف مع التيارات وحركة المد والجزر، ولا يُعرف سوى القليل عن مصير هذه النباتات بمجرد طفوها بعيدًا عن الساحل. لذلك، لم تكن هناك أي تقييمات مفصَّلة عن دورها في احتجاز الكربون في الأماكن الساحلية، خاصةً في رواسب الأعشاب البحرية وأشجار المانجروف. ويذكر ان الكائنات الحية في المحيطات تقوم بامتصاص واحتجاز %٢.٤ إلى %٤.٦ من انبعاثات الكربون في العالم.
وحدَّد الفريق البحثي الدولي، الذي ضم باحثين من مركز أبحاث البحر الأحمر التابع لكاوست ، ومركز أبحاث العلوم البيولوجية الحاسوبية، تسلسلات الحمض النووي للطحالب الكبيرة في مئات الميتاجينومات التي أنشأتها سفينتا حملة الابحاث الدولية للمحيطات “تارا أوشنز” و”مالاسبينا”
إذ مسحت هاتان الحملتان المحيطات حتى عمق ٤ آلاف متر، وأجرتا تسلسلًا للمادة الجسيمية المجمَّعة في عيّنة المياه لإنشاء مورد عالمي للحمض النووي. فيما بحث علماء البحار عن الطحالب الكبيرة في ميتاجينومات المحيط باستخدام “منصة “دراجون للتحليل الميتاجينومي” .
ويشار إلى أن منصة “دراجون للتحليل الميتاجينومي”، التي طوَّرها خبراء المعلومات البيولوجية في مركز أبحاث العلوم البيولوجية الحاسوبية، تستخدم الحاسوب الفائق الخاص بكاوست لشرح ومقارنة مجموعات البيانات الميتاجينومية، وللمرة الأولى، تمكَّن الفريق من تقديم دليل نصف كمّيّ على وجود الطحالب الكبيرة فيما وراء الشاطئ.
تُعقّب أورتيجا قائلة: “لا نزال في حاجة إلى العمل حتى نتمكن من تحويل كمية معينة من الحمض النووي إلى كمية محددة من الكربون العضوي في مجموعة تصنيفية خاصة، لكن يبقى العثور على الحمض النووي للطحالب.
2021/12/2