بقلم / سيد غريب مجاهد
يعد الملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، واحدًا من أبرز القادة الذين ساهموا في تغيير مسار التاريخ العربي خلال حرب أكتوبر المجيدة في عام 1973. إذ لعب دورًا بطوليًا وشجاعًا في دعم الأمة العربية والإسلامية خلال هذا الصراع ضد العدوان الإسرائيلي، وخاصة في إطار تعزيز العلاقات السعودية المصرية، التي ازدادت قوة ومتانة تحت قيادة الزعيم الراحل أنور السادات يرحمه الله .
قطع إمدادات النفط: القرار التاريخي
من أهم القرارات التاريخية التي اتخذها الملك فيصل خلال الحرب هو قراره الشجاع بقطع إمدادات النفط عن الدول التي دعمت إسرائيل، وذلك في إطار تقديم الدعم الكامل لمصر. هذا القرار الاستراتيجي ساهم في إضعاف الاقتصاد العالمي، وخاصة الدول الغربية، ما وضع ضغطًا كبيرًا على إسرائيل وحلفائها. كان قطع النفط خطوة حاسمة ساعدت في توجيه العالم نحو اتخاذ موقف أكثر توازنًا بشأن القضية العربية.
دعم عسكري شامل
لم يقتصر دور المملكة العربية السعودية على الجانب الاقتصادي فقط، بل قدمت أيضًا دعمًا عسكريًا ضخمًا. ساهمت المملكة في إرسال إمدادات عسكرية لمصر، بما فيها العتاد والذخائر، لدعم العمليات العسكرية المصرية في تحطيم خط بارليف، الذي كان يُعتبر من أقوى الخطوط الدفاعية في التاريخ.
لحمة الصف العربي
لم يكن دعم الملك فيصل محصورًا على السعودية فحسب، بل كانت هناك لحمة عربية قوية تمثلت في دعم الدول الشقيقة مثل الكويت، والإمارات، والجزائر، وغيرها. شاركت هذه الدول في تقديم دعم عسكري ولوجستي مع جنودها البواسل، والذين انضموا إلى القوات المسلحة المصرية في معركتها البطولية. هذا التحالف العربي أثبت أن وحدة الصف العربي هي السبيل الأقوى للتصدي للعدوان واستعادة الحقوق.
أهمية ذكرى 6 أكتوبر
تظل ذكرى 6 أكتوبر 1973 يومًا خالدًا في ذاكرة الأمة العربية، يومًا أعاد فيه الجيش المصري والعربي الكرامة والشرف للأمة، بعد هزيمة 1967. لقد أثبتت القوات المسلحة المصرية والعربية قدرتها على تحقيق النصر باستخدام التخطيط العسكري المحكم واليقظة التامة، وتمكنت من عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف، مما جعل هذا الانتصار معجزة عسكرية بكل المقاييس.
الرسالة للأجيال الشابة
من المهم أن يتعرف الشباب اليوم على الدور البطولي للملك فيصل بن عبدالعزيز وغيره من القادة العرب في حرب أكتوبر. إن فهم هذا الدور يعزز من وعيهم بالتاريخ المشرف لبلدانهم وأمتهم، ويذكرهم بأن التكاتف العربي هو السبيل لتحقيق الأهداف المشتركة واستعادة الحقوق المسلوبة.
سيد غريب مجاهد
مراسل جريدة وموقع ( وضوح الإخباري ) في الكويت