المفكر البريطاني ميلير : لا يوجد خيار آخر سوى تحرير فلسطين من النهر إلى البحر وإقامة دولة فلسطينية
كتب – محمد السيد راشد
تطرق الجامعي البريطاني ديفيد ميلير، في مقابلة شاملة مع “عربي21″، إلى عدة موضوعات، منها الأوضاع الجارية في غزة، الصهيونية، وحرية التعبير في الأوساط الأكاديمية. أشار ميلير إلى جذور الأزمة التي بدأت عام 2019، حينما انتقد السياسات الصهيونية والإسرائيلية، مما أثار اتهامات له بمعاداة السامية وتسبب في فصله من جامعة بريستول في عام 2021. انتقد ميلير اللوبيات الصهيونية قائلاً إنها تؤثر سلبًا على السياسات الغربية، خاصة فيما يتعلق بحقوق الفلسطينيين.
حرية التعبير والنزاع مع جامعة بريستول
أوضح ميلير أن قرار جامعة بريستول بفصله كان نتيجة لضغوط سياسية، وليس بسبب تهديده لبيئة الجامعة. وقد رفع دعوى قضائية ضد الجامعة وفاز بها، حيث قضت المحكمة بأن آرائه المناهضة للصهيونية تعد “جديرة بالاحترام” في مجتمع ديمقراطي، وهو ما يرسخ الحماية القانونية لحرية التعبير الأكاديمي ضد الانتقادات الموجهة للصهيونية.
الآراء حول الأوضاع في غزة وتأثير اللوبيات
يرى ميلير أن اللوبيات الصهيونية في الغرب تسهم في تأجيج النزاع واستمرار الإبادة الجماعية في غزة. ويعتقد أن المظاهرات الحاشدة لا تكفي للضغط على الحكومات الغربية لاتخاذ خطوات فعلية لوقف الدعم العسكري لإسرائيل. دعا ميلير إلى اتخاذ خطوات أكبر للضغط على اللوبيات الموالية لإسرائيل لوقف تسليح جيش الاحتلال.
الموقف من الحكومة البريطانية
انتقد ميلير الحكومة البريطانية واعتبرها متواطئة في الصراع، مشيرًا إلى تقديمها دعمًا لوجستيًا واستخباراتيًا لإسرائيل. كما أعرب عن استيائه من عدم اتخاذ الحكومة البريطانية موقفًا صارمًا تجاه انتهاكات حقوق الإنسان في غزة.
المظاهرات الضخمة ومستقبل الاحتجاجات
تحدث ميلير عن ضرورة الانتقال من المظاهرات إلى خطوات عملية، وركز على دور مجموعات مثل “فلسطين أكشن” في بريطانيا، التي تتخذ إجراءات مباشرة ضد الشركات الداعمة لإسرائيل. ويرى ميلير أن الاحتجاجات وحدها لن تؤدي إلى تغيير كبير، بل يجب استهداف الجهات الداعمة لإسرائيل بشكل مباشر.
رسالة إلى الشعوب العربية والإسلامية .. الخيار الوحيد
اختتم ميلير حديثه برسالة إلى الشعوب العربية والإسلامية، مشيرًا إلى أن وقف إطلاق النار وحده ليس كافيًا. وطالب بتحرير كامل الأراضي الفلسطينية من الاحتلال، مما سيتيح للفلسطينيين السيادة الكاملة على أرضهم.
وقال ميلير بالنص :”أفترض أن الرسالة التي أود إيصالها، هي أننا نفهم أن وقف إطلاق النار ليس كافيا، نحن نفهم أن الحل، قرار السلام لا يكفي، وأن المطلوب الآن، ولا يوجد خيار آخر، هو تحرير فلسطين من النهر إلى البحر وإقامة دولة فلسطينية، وفي هذا الظرف يمكن لليهود أن يقرروا ما يجب أن يفعلوه، يمكنهم أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون أن يكونوا مواطنين في دولة فلسطينية، وإذا لم يفعلوا ذلك فسيتعين عليهم طريقة أخرى للتعامل مع ذلك، إما بالرحيل أو بالقتال وربما الهزيمة بالفعل، لذا؛ فهي مسألة تاريخية.
نعم، بالنسبة للفلسطينيين ولكن أيضا بالنسبة لأولئك اليهود الذين يريدون أن يصبحوا فلسطينيين في المستقبل، لاتخاذ هذا القرار، لا أرى أي علامات أو كتيبة كبيرة من اليهود الذين سينسلخون حتى الآن، ولكن قد يصل الأمر إلى ذلك “.