ذكرى رحيل الضاحك الباكي
كتب : حسن القناوي
في مثل هذا اليوم 8 يونيو 1949 رحل نجيب الريحاني الضاحك الباكي .. وبدأت قصة وفاته في الاسكندرية عقب تناوله وجبة سمك كانت تحمل بكتريا التيفود وعند وصوله المستشفي اليوناني تم اعطاءه عقار البنسلين دون عمل اختبار للحساسية وكان ذلك هو سبب الوفاة وذلك علي حد الرواية التي ترويها ابنته جيناوهي أبنته من زوجته الفرنسية لوسي دي فرناي والتي تزوجها بعد زواجه من بديعة مصابني اللبنانية .
وُلد نجيب الريحاني في حي باب الشعريَّة بِمدينة القاهرة في زمن الخديويَّة، لِأبٍ عراقيٍّ كلدانيّ يُدعى «إلياس ريحانة»، كان يعمل بِتجارة الخيل، فاستقر به الحال في القاهرة لِيتزوَّج امرأةً مصريَّة قبطيَّة أنجب منها ثلاثة أبناء منهم نجيب. تلقَّى الريحاني تعليمه في مدرسة الفرير (بالفرنسية: Les Frères) الفرنسيَّة بالقاهرة، وفيها تجلَّت موهبته التمثيليَّة المُبكرة، فانضمَّ إلى فريق التمثيل المدرسيّ، واشتهر بين مُعلميه بقُدرته على إلقاء الشعر العربي، حيثُ كان من أشد المُعجبين بالمُتنبي وأبو العلاء المعرِّي، كما أحب الأعمال الأدبيَّة والمسرحيَّة الفرنسيَّة.
بعد إتمامه دراسته، عمل مُوظفًا بسيطًا في شركةٍ لِإنتاج السُكَّر في صعيد مصر، وكان لِتجربته هذه أثرٌ على العديد من مسرحياته وأفلامه السينمائيَّة لاحقًا، وعاش لِفترةٍ مُتنقلًا بين القاهرة والصعيد. وفي أواخر العقد الثاني من القرن العشرين الميلاديّ أسس مع صديق عُمره بديع خيري فرقةً مسرحيَّة عملت على نقل الكثير من المسرحيَّات الكوميديَّة الفرنسيَّة إلى اللُغة العربيَّة، وعُرضت على مُختلف المسارح في مصر وأرجاء واسعة من الوطن العربي، قبل أن يُحوَّل قسمٌ منها إلى أفلامٍ سينمائيَّة مع بداية الإنتاج السينمائي في مصر.واستحق نجيب الريحاني بجدارة لقب رائد المسرح الكوميدي .
رحم الله الضاحكي الباكي علي قدر إسعاده لجماهيره ومحبيه .