ذو القعدة وفضله
![ذو القعدة وفضله 1 ذو القعدة وفضله 1](/wp-content/uploads/2023/04/received_172082712276482.jpeg)
بقلم / إيمان أبو الليل
حدد الله لنا الأشهر الحرم الأربع، ومنها شهر ذو القعدة، وهو الشهر الحادي عشر الهجري، وقد نهى الله عن الظلم فيه.
والأشهر الحرم أربعة أشهر هجرية، هم ذو القعدة وذو الحجة ومحرم، ثم شهر رجب منفصلا.
واعتاد العرب حتى قبل الإسلام، على تعظيمها، ووقف القتال، إلا لو تم الإعتداء عليهم، فهنا وجب عليهم الدفاع عن النفس.
وذكر في الكثير من كتب السير والتاريخ أن بداية الأشهر ذو القعدة، وهو المسير نحو البيت، حيث يحط السلاح ولا يكاد يسمع له صوت، فلا سليل سيوف ولا صوت خيل ولا عدو راجلين في تلك الأشهر.
وكانت العرب قد أخذت العادة من سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، حين رفع القواعد للبيت العتيق، وأذن في الناس بالحج، لتنتقل لأكثر من أربعة آلاف عام، وسارت عليها العرب حتى ظهور الإسلام في مكة.
وفي الإسلام تم تصديق هذا
حيث قال الله تعالى
«الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ…» (البقرة:194).
وقال أيضا سبحانه:
«إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ» (التوبة: 36).
وقد حذرنا الله من القتال في الأشهر الحرم إلا إذا تم الإعتداء علينا، وقتها وجب الدفاع عن النفس.
كما وجب على المسلم أن يعظم ما عظم الله، ويكثر من الاستغفار والأعمال التي تقربه منه سبحانه وتعالى.
مثل قراءة القرٱن والتدبر والعمل به، والصلاة، والصيام، والصدقة، والعمرة، وذكر الله، فالعمل الصالح في الأشهر الحرم له ثوابه العظيم عند الله.
كما أن الدعاء مستحب طوال العام، لكن فضله عظيم في الشهر الحرام
قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ فُتِحَ لَهُ مِنْكُمْ بَابُ الدُّعَاءِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ وَمَا سُئِلَ اللَّهُ شَيْئًا يَعْنِي أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ الْعَافِيَةَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ».
فاحرصوا على اغتنام فضل ذي القعدة، فهي رخص وبشائر الله التي بها يفيض علينا بكنوز السماء.
أهم الأحداث في ذي القعدة:
*صلح الحديبية كان في شهر ذي القعدة
*فتح مدينة جولولاء بين المسلمين والفرس وانتصر المسلمون
*معركة فحل بيسان بين المسلمين والروم
*انتصار جيش مصر بقيادة قطز على التتار في فلسطين
*اعتمر النبي في ذي القعدة
*واعد الله لنبي الله موسى لمناجاة ربه كان في ذي القعدة
*اعلان الخلافة الإسلامية في الأندلس
*معركة نيكوبلي بين الدولة العثمانية والتحالف الأوروبي، وانتصر المسلمون بقيادة بيازيد
*انتصار سليمان القانوني في معركة واري موهاكس وسقوط المجر.
وتلك الأحداث هي جزء من كل، فتاريخ الإسلام حافلا بالانتصارات والدروس والعبر طوال العام.
قال -صلى الله عليه وسلم- عندما كان في حجة الوداع: “إن الزَّمَان قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ، الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ