اقتصاد

رئيسة جمهورية موريشيوس السابقة:أفريقيا تضم 15٪ من سكان العالم وتنتج 3٪ فقط من الناتج الإجمالي العالمي

الكلمة خلال قمة الاستثمار العربي الإفريقي والتعاون الدولى

كتب. ابراهيم عوف

بدأت   السيدة أمينة غريب فقيم رئيس  جمهورية موريشيوس السابقة ، كلمتها فى  قمة “الاستثمار العربي الإفريقي والتعاون الدولي ،    بشكر الدكتورة هدى على  دعوتها لحضور فعاليات قمة الاستثمار العربي الإفريقي والتعاون الدولى ، مشيرة إلى أنه تُعد فرصة للحديث  عن ضرورة أن يعمل جميع قادة العالم على تمكين المرأة، وليس فقط القيادات النسائية التي تمكّن نساءً أخريات.

 

 

جاء ذلك خلال انطلاق اليوم الاحد الافتتاح الرسمى  لقمة “الاستثمار العربي الإفريقي والتعاون الدولي”  المنعقدة

تحت شعار ” تكامل اقتصادي ..استثمار وفرص .. شراكات  دولية ”    فى دورته ال 28  وينظمها اتحاد  المستثمرات العرب برئاسة د.هدى يسي ، خلال الفترة من 19 إلى  22 أكتوبر 2025  برعاية جامعة الدول العربية   و كوكبة من الوزارات  ،  والهيئات الاقتصادية والاتحادات المصرية والعربية  .

 

وأشارت إلى  أنه من  أحد أهم المتطلبات الأساسية لتحقيق الازدهار في إفريقيا والعالم العربي، وهو أن نستثمر طاقة ومواهب وذكاء وإبداع جميع شعوبنا لبناء أفضل مستقبل ممكن لنا جميعًا.

واصافت قائلة :  ” من الآمن أن نفترض أنه لا أحد في هذه القاعة يختلف مع الرأي القائل إن علينا أن نستفيد من كل مواردنا – عبر الجنسيات والجغرافيا والدين والثقافة والجنس – لبناء عالم مزدهر.
ولكن إذا كنا جميعًا متفقين، فلماذا لا نرى ممارسات ونتائج تعكس هذا الاتفاق؟ فإنها ليست مشكلة إفريقية أو عربية فحسب، بل مشكلة عالمية. ولا يمكن حلها بالنوايا الطيبة فقط.

فعلى سبيل المثال، 57٪ من أعضاء البرلمان في ناميبيا نساء، وكل شركة سويدية مدرجة في البورصة تضم على الأقل امرأة واحدة في مجلس إدارتها.
لكن مثل هذه القوانين أكثر فائدة رمزية من كونها وصفة للتغيير الحقيقي.والواقع أننا، عندما يتعلق الأمر بقيادة النساء، ما زلنا جميعًا متأخرين.

ولذلك، لا ينبغي أن يفاجئنا أن نجاح النساء يتناقص تدريجيًا مع كل خطوة يصعدنها في السلم الوظيفي.
وبناءً على هذا المسار، فلا عجب أنني كنت واحدة من 32 امرأة فقط شغلن منصب رئيس دولة أو حكومة في العالم.

و الحل في رأيي، إن الإدماج الكامل لجميع أفراد المجتمع هو مفتاح الازدهار. وأفضل قاعدة نبني عليها هذا الازدهار هي العلم والتكنولوجيا والابتكار (STI).

واستطردت :  إنني مقتنعة تمامًا بأن أعلى العوائد – سواء على التنمية الاقتصادية أو على صحتنا ورفاهيتنا – تأتي من الاستثمار في التعليم والقوى العاملة وظروف الحوكمة التي تمكّن الاقتصاد القائم على العلم والتكنولوجيا والابتكار من الازدهار.ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال إشراك جميع المبدعين الطموحين من النساء والرجال على حد سواء. وإفريقيا لديها العديد من الأمثلة المشرّفة لنساء يسهمن في تحقيق الازدهار.

 

قائدات

وقدمت عدد من  النصائح   للفتيات والنساء الشابات الراغبات في أن يصبحن قائدات  وهي :    الحصول على أفضل تعليم ممكن، وتحاولن توجيه هذا التعليم نحو مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.

للإيمان  أن قادة العالم في المستقبل سيأتون من صفوف أولئك الذين تستند حكمتهم إلى أسس علمية وتقنية قوية. فهذا النوع من المعرفة يخلق اتجاهاً نحو التحليل الموضوعي والمشاركة الواعية والتفكير العقلاني.
ويجب أن يحل هذا الإطار محل الوعود الجوفاء، والتحريض، والتعصب، والكاريزما الشخصية التي طالما سيطرت على مفهوم القيادة في الماضي.

اقتصاد إفريقيا

وقالت : عندما ننظر إلى الاقتصاد الكلي في إفريقيا، قد يبدو أننا في وضع صعب: فقارتنا تضم 15٪ من سكان العالم، لكنها لا تنتج سوى 3٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بينما تتحمل 25٪ من عبء الأمراض في العالم.
ومع ذلك، خلال جيل واحد فقط، أظهرت إفريقيا قدرتها على تحويل التحديات إلى فرص وتحقيق قفزات نوعية إلى الأمام.

نرى ذلك في العديد من القطاعات.
فالابتكارات التي تلبي الاحتياجات الأساسية وتدعم الاقتصاد، غالبًا ما تكون أسهل في التطبيق في إفريقيا من غيرها من المناطق، بسبب قلة البنى التقليدية القديمة التي تعيق التغيير.

على سبيل المثال، كينيا هي الرائدة عالميًا في مجال تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول بفضل خدمة “إم-بيسا” (Mpesa).
وقد نجحت هذه الخدمة لأنها وُلدت في بيئة كان فيها معظم الكينيين من غير المتعاملين مع البنوك، أي أنهم لم يمتلكوا حسابات مصرفية، وبالتالي لم تكن هناك مقاومة قوية من البنوك الكبرى.

وبالمثل، فإن شركة “إمكوبا” (Mkopa) في شرق إفريقيا نجحت في توفير حلول طاقة مستدامة على مستوى المنازل لأن معظم السكان لا يحصلون على خدمات الكهرباء من الشبكة العامة، وهو ما خلق سوقًا بديلة مبتكرة.

وفي مجال النشر العلمي، لا نملك شركات احتكارية ضخمة مثل بعض الدول الأوروبية، مما يتيح لنا حرية الابتكار والمشاركة العلمية المفتوحة.

التكنولوجيا

واكدت إن العلم والتكنولوجيا والابتكار لديهم القدرة على تغيير المسارات، لأنهم أصبحوا يؤثرون في جميع نواحي الحياة، وليس فقط في المهن العلمية المباشرة.
فحلول العلوم والتكنولوجيا ضرورية لنمو الأعمال، وتحسين الصحة العامة، وتمكين النساء من التحكم في مصيرهن، وتوفير الطاقة النظيفة، وإدارة البيئة، وتطوير البنية التحتية.

وأشارت إلى أن  هدف التنمية المستدامة الخامس المتعلق بالمساواة بين الجنسين  ينص على ضرورة “تعزيز استخدام التكنولوجيا، ولا سيما تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لتمكين المرأة”. وكما هو الحال في العديد من الدول، تواجه إفريقيا تسرباً تدريجياً للفتيات من مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، حيث ينخفض عدد الفتيات والنساء في هذه المجالات كلما تقدمن من المدرسة إلى الجامعة والمختبرات والسياسات والقيادة.

وقالت من الأخبار الجيدة   أنه بين عامي 2004 و2014، تم سد 94٪ من الفجوة التعليمية بين الجنسين في إفريقيا جنوب الصحراء. و لكن الخبر السيئ هو أن الفجوات لا تزال قائمة فوفقًا لتقرير حديث لليونسكو، هناك 16 مليون فتاة تتراوح أعمارهن بين 6 و11 سنة لن يلتحقن بالمدرسة مطلقًا، مقارنة بـ 8 ملايين فتى فقط.
كما يتسع الفارق لاحقًا عند الحديث عن فرص العمل والأجور، إذ تشير تقارير المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن منطقة إفريقيا جنوب الصحراء لم تحقق سوى 68٪ من المساواة بين الجنسين حتى عام 2016. وهذا “التسرب المستمر” يعني أننا نفقد الكثير من الطاقات النسائية التي يمكن أن تسهم في رخاء المجتمع ورفاهيته.
لا تزال ذراعنا في الجبيرة، كما يقال.

واكدت انه لا تزال هناك فجوات كبيرة في وصول النساء إلى قطاع العلم والتكنولوجيا والابتكار ومشاركتهن وقيادتهن، رغم أن النساء في طليعة استخدام الطاقة، والتكيف مع تغير المناخ، والإنتاج الاقتصادي، وحماية المعرفة التقليدية.

وقالت في القطاع الرسمي للعلم والتكنولوجيا والابتكار حول العالم، لا تتجاوز نسبة النساء 10٪ من العاملين في مراكز الابتكار أو من الحاصلين على تمويل استثماري.
كما أن تمثيل النساء في البحث العلمي والنشر والقيادة ضعيف في كل من القطاعين العام والخاص.

مما يجب   أن نعالج بسرعة الفجوة بين كفاءة النساء ورغبتهن في الإسهام من جهة، وإقصائهن عن مواقع صنع القرار من جهة أخرى. وتتعدد أسباب هذه الفجوة، من نقص الوصول إلى التكنولوجيا والتعليم والتمويل، إلى المعتقدات الثقافية والتوقعات المجتمعية، إلى الأعراف الخاصة برعاية الأطفال، بالإضافة إلى القوالب النمطية المتناقصة التي تضعف ثقة الفتيات بأنفسهن.

وعلى الحكومات أن تتحمل مسؤوليتها كذلك.
فيجب على صناع السياسات تهيئة بيئة تشجع على الاستثمار في العلم والتكنولوجيا والابتكار، وتكافئ السلوكيات الإيجابية مثل الإدماج وحماية البيئة والاستقلال الاقتصادي.

وقالت :  إننا نخسر الكثير من المواهب المحلية لأننا لا نستثمر بما يكفي في بنية تحتية علمية وتقنية عالمية المستوى في إفريقيا، ولا نمنح فتياتنا ونساءنا الفرص التي يستحققنها. وكما تخطينا العالم في مجالات مثل الخدمات المالية، والمعرفة المحلية، والطاقة المستدامة، والنشر العلمي، يمكن لإفريقيا أن تقود العالم في تمكين القيادة النسائية.

واختتمت كلمتها قائلة :  “نستطيع أن نتجاوز العالم في “تمكين المرأة في القيادة”.  فالمرأة عنصر أساسي في الشمول، والشمول هو مفتاح الابتكار، والابتكار هو طريق القيادة..و إن تهيئة الظروف المناسبة لتشجيع الإبداع الإنساني هي المفتاح لازدهار إفريقيا،  و نتذكر بأنه ” لا حاجة لأن يكون لك شكل معين أو اسم معين لتكون مساهمًا كاملاً في بناء المستقبل.”

ويذكر أن قمة اتحاد  المستثمرات العرب والمعرض المصاحب لها  تحظى  برعاية ومشاركة   جامعة الدول العربية وكوكبة من المجموعة الوزارية والهيئات الاقتصادية : لواء طبيب أسامة بسكالس رئيس المجلس الطبي العام للقوات المسلحة -و إدارة الخدمات الطبية  للقوات المسلحة المصرية  – وزارة التضامن الإجتماعي – وزارة   الشباب والرياضة –  وزارة السياحة والاثار – هيئة قناة السويس – الهيئة العربية للتصنيع – هيئة الاستشعار من بعد وعلوم الفضاء – الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة – هيئة تنشيط السياحة – هيئة تنمية الصادرات ،  منظمة الصحة العالمية ،  مجلس الأعيان الأردنى  وهيئة الاستثمار الأردنى –  اتحاد الغرف العربية –اتحاد الجامعات العربية – جهاز تنمية المشروعات التابع لرئاسة مجلس الوزراء شريك الحدث  – الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الاهلية – اتحاد الصناعات المصرية – جهاز التمثيل التجاري المصري – مؤسسة شباب قادرون للتنمبة المستدامة – مؤسسة الجمهورية الجديدة للتنمية – غرفة تجارة وصناعة قطر – الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة – ليبيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى