رئيس إسرائيل يدعو لإبرام صفقة لإخراج نتنياهو من المشهد السياسي دون محاكمته

كتب – محمد السيد راشد
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية، دعا الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى دراسة إمكانية إبرام صفقة إقرار بالذنب مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تُخرجه من الحياة السياسية دون أن يُزج به في السجن، على خلفية قضايا الفساد المرفوعة ضده.
وفي مقابلة مع صحيفة هآرتس العبرية، أكد هرتسوغ ضرورة التفكير بجدية في إبرام مثل هذه الصفقة، خاصةً مع تصاعد التوتر داخل المجتمع الإسرائيلي. وقال الرئيس: “لقد سمعت بالفعل اقتراح الرئيس الأسبق للمحكمة العليا أهارون باراك حول صفقة الإقرار بالذنب، ولا أعتقد أنها فكرة سيئة، بل تستحق الدراسة لتخفيف الاحتقان”.
وكانت فكرة الصفقة قد طُرحت سابقًا كحل سياسي وقانوني، يتيح لنتنياهو مغادرة الساحة السياسية مقابل عدم تعرضه للسجن، في ظل استمرار محاكمته أمام المحكمة المركزية بتهم الرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة، وهي تهم قد تودي به إلى السجن حال إدانته من المحكمة العليا.
هرتسوغ يرفض إعلان نتنياهو عاجزًا عن الحكم
في ذات السياق، رفض هرتسوغ دعوات المعارضة لعزل نتنياهو وإعلانه عاجزًا عن أداء مهامه، معتبرًا أن مثل هذه الخطوة لا تتماشى مع أسس الديمقراطية، قائلا: “ما دامت الإجراءات قانونية، للحكومة الحق في إقالة مستشارها القانوني أو رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)”.
يأتي ذلك وسط جدل كبير بشأن قرار الحكومة بإقالة رئيس الشاباك رونين بار، رغم معارضته لهذه الخطوة، فيما تنظر المحكمة العليا الإسرائيلية في التماسات قانونية ضد الإقالة. كما بدأت الحكومة إجراءات لإقالة المستشارة القانونية غالي بهاراف ميارا بسبب اعتراضها على سياسات حكومية مثيرة للجدل.
لا وجود لدولة عميقة في إسرائيل
ورفض الرئيس الإسرائيلي مزاعم قادة الحكومة حول وجود ما يسمى بـ”الدولة العميقة” ذات التوجهات اليسارية، مؤكدًا أن “إسرائيل لا تعيش تحت ديكتاتورية، والديمقراطية فيها قوية لكنها مهددة”.
ويُعتبر وزير الأمن القومي وزعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني إيتمار بن غفير من أكثر السياسيين استخدامًا لمصطلح “الدولة العميقة” في اتهام معارضي الحكومة، وهي التهمة التي كررها نتنياهو بنفسه خلال خطابه في الكنيست مطلع مارس الماضي.
دعوة لتحقيق رسمي في إخفاق 7 أكتوبر
كما جدد هرتسوغ دعوته إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي كشف عن ثغرات جسيمة في أداء الجيش الإسرائيلي، خاصة في فرقة غزة التي سقطت في يد المهاجمين لعدة ساعات.
وكان الجيش الإسرائيلي قد نشر في فبراير نتائج تحقيقاته الداخلية، التي أكدت وقوع إخفاقات فادحة في توقع ومنع الهجوم. ورغم الضغوطات المتزايدة من المعارضة، يواصل نتنياهو رفضه تشكيل لجنة تحقيق رسمية.
مجازر متواصلة في غزة
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل عدوانًا عنيفًا على قطاع غزة تحت غطاء أميركي، مما أسفر عن استشهاد وإصابة نحو 170 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، وسط اتهامات دولية لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب ضد المدنيين.