احدث الاخبار

رئيس التحرير يكتب : السلاح الحاسم في الصراع حول فلسطين

 في هذه الايام المباركة أيام شهر رمضان الكريم ، وفي ضوء ما يحدث في فلسطين وترك الفلسطينيين في الداخل لتنفرد بهم آلة القتل الاسرائيلية ، ينبغي على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يتذكرو  البعد العقائدي للصراع حول فلسطين الذي حاول الصهاينة طمسه لدي ابناء الامة لانهم يدركون جيدا ان دخول سلاح العقيدة في الصراع يضعهم في مواجهة حوالى مليار ونصف المليار مسلم منتشرون في كافة انحاء المعمورة ، وهوسلاح حاسم لانه دافع للاستشهاد في سبيل تحرير ارض الاسراء والمعراج من الدنس الصهيوني . ويقول المفكر الاسلامي الدكتور محمد عمارة : ” إن الذين يخافون من أسلمة الصراع حول القدس وفلسطين – حتى لو حسنت نواياهم – هم كالسفهاء الذين لا يعرفون قيمة الأسلحة الإيمانية …. التي ورثوها عن الأجداد في هذا الصراع الطويل … وهم بهذا السفه إنما ينزعون من الأمة أمضى أسلحتها في هذا الصراع ، فيرجحون بذلك كفة الأعداء “. وخطورة هذا السلاح اعترف به رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق اسحق شامير عندما طالب بالغاء الجهاد ضد اسرائيل في خطافه أمام مؤتمر مدريد في 31 اكتوبر عام 1991 قائلا : ” ندعوكم الى نبذ الجهاد ضد اسرائيل .. ندعوكم لادانة التصريحات التي تدعو للقضاء على اسرائيل”.
الواقع الذي نعيشه يؤكد نجاح الصهاينة في تضييق افق الصراع وحصرة بين الفلسطينيين الاسرائيليين ، بل بين اسرائيل وبعض الفصائل الفلسطينية بعد الانقسام الفلسطيني وظهور حكومتين فلسطينيتين متنافستين في كل من غزة والضفة المحتلتين. وتمكنوا الى حد كبير من اخراج المسلمين والعرب من دائرة هذا الصراع.
فهل يسمع احد في عالمنا اسم فلسطين في فضائية او صحيفة او اذاعة ، فقد توارت اخبار فلسطين من نشرات الاخبار أمام اخبار القتل والدمار والتخريب الناجم عن التناحر بين الاطراف في العراق واليمن وسوريا وليبيا وافغانستان وغيرها من البلدان.
بينما يتمسك الصهاينة بالبعد العقائدي ، واخترعو اساطير دينية واستندوا اليها لتوحيد انفسهم وتكريس احتلالهم لفلسطين ودفعهم للهيمنة على بقية الشعوب . ومنها أقوال ديفيد بن غوريون أحد مؤسسي دولة إسرائيل وأول رئيس حكومة لها :”إن الصهيونية تستمد وجودها وحيويتها من مصدر عميق وعاطفي دائم مستقل عن الزمان والمكان … قديم قدم الشعب اليهودي … هذا المصدر هو الوعد الإلهي والأمل في العودة “. فالمنطلق العقائدي كان دوما هو المحرك والمغذي لأجيالهم للحفاظ على كينونتهم ، وبقائهم والذي يتمثل في بعض نصوص توراتهم المحرفة ومنها : “شلت يميني إن نسيتك يا أورشليم ، وليلتصق لساني بسقف حلقي – إن لم أذكرك – إن لم أفضلك على أعظم فرحي “.
قد يرى البعض من أصحاب النظرة السطحية لابعاد الصراع في المنطقة اننا باثارة هذا الموضوع نبتعد عن الواقع المصري والقضايا الشائكة والتخبطات الدائرة، ويتعجلون بالقول :” فكونا من هذا الموضوع .. فلسطين ايه .. دي اولها فلس واخرها طين”، وللأسف هذا منطق الأغلبية التي نجحت الدعايات الصهيونية في التغلغل في عقولهم وترسيخ كراهيتهم للقضية المركزية للأمة ( فلسطين )، وقد ساهمت تصرفات بعض الفلسطينيين سواء كأفراد أو فصائل في انجاح الدعايات الصهيونية .
ولاجلاء الحقيقة نؤكد ان كل الذي يحدث على الارض المصرية وكل الاراضي العربية حاليا يرتبط بقضية فلسطين ، وهذا ما اعترف به صراحة تيودور هرتزل مؤسس الدولة الصهيونية قبل 146 عاما ، عندما قال في مؤتمر تأسيسها الأول عام 1869: ” إنه من أجل إقامة دولة يهودية في فلسطين لابد من تدمير جيوش العراق وسوريا ومصر”.
هل اتضحت الصورة ؟ّ! ومن كانت لديه غشاوة فلينظر الى الطرف الوحيد المستفيد مما يجرى حاليا انهم الصهاينة وأعوانهم الذين تطربهم اصوات طلقات الرصاص التي نوجهها الى صدور بعضنا ، ويتلذذون بانهار دمائنا التي تسال بايدى مدعي الجهاد .

بقلم : مدبولي عتمان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.