الصراط المستقيم

رئيس التحرير يكتب : الصيام فرصة للسلوكيات الايجابية

 

يشهد الواقع بتكاسل الغالبية في رمضان بحجة الصيام. حيث يتم تقليص ساعات العمل . وحتي الانتاجية خلال هذه الساعات القليلة تكون محدودة ثم نزعم باننا نسعي لتحقيق تنمية ونهضة تخرجنا من أزماتنا المتفاقمة . والتساؤل كيف يصنع المصريون تنمية حقيقية والغالبية العظمي من العاملين في الجهاز والمؤسسات والهيئات حكومية لا تراعي ضميراً او قانوناً قي وقت العمل. فهناك الملايين من العاملين يذهبون للعمل للتوقيع في دفتر الحضور ثم يخرجون هائمين في الشوارع. فمصر تكاد تكون الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلئ شوارع مدنها بالناس في وقت ساعات العمل . وأعرف كثيراً من الناس يتغيبون عن عملهم لأسباب واهية لعدة اشهر متواصلة وتصلهم المرتبات والمكافآت عبر حساباتهم البنكية بل إن بعضهم تجرأ وقام بتعنيف رؤسائه عندما نقصت المكافأة بضعة جنيهات. ويشهد بتكاسل غالبية الشباب المصري امتلاء المقاهي ليلا ونهارا في وقت تستعين المصانع في المدن الصناعية بالعمال الأجانب. بل إن قانون العمل المعمول به منذعشرات السنين يساعد علي قلة الانتاجية .

ويؤكد خبراء الاقتصاد أن خسائر مصر بسبب الاجازات تتعدي 1.4 تريليون جنيه سنويا. لأن أيام العمل الرسمية في السنة 250 يوما. في حين تبلغ عدد أيام الإجازات للأعياد والعطلات الرسمية والمواسم وبدل أيام الجمع 60 يوما. بينما الإجازات التي من حق العامل 45 يوما ومن حق الموظف في الحصول علي إجازة مرضية يجب ألا تتعدي 60 يوما وبالتالي يتبقي 85 يوما هي عدد أيام العمل الفعلية.

والغريب أن قانون العمل الجديد لم يركز علي وضع آليات لزيادة الانتاجية وتحفيز بل انه للاسف الشديد شجع ملايين العاملين علي التقاعد المبكر بمنح مزايا كثيرة . الموضوعية تدفعنا إلي القول بأن العامل يتقاضي أجرا هو الأقل علي مستوي العالم. وقد يكون هذا أحد أهم الأسباب في قلة ساعات عمله وضعف الانتاجية في ظل انتشار المقولة الفاسدة “علي أد فلوسهم” ولكن هذه مقولة خاطئة فمن أخذ الاجر حاسبه الله علي العمل . ومن الثابت أن الله يبارك في القليل بشرط الاخلاص في العمل فما أحوجنا ونحن في شهر الصيام ان نراجع انفسنا ونتخلص من تلك المفاهيم الخاطئة والسلوكيات السلبية بل ونستثمر الأجواء الايمانية ونبدأ في التدرب علي السلوكيات الايجابية فهل من الممكن ان نصوم عن الغيبة والنميمة التي تأكل قتا كبيرا من وقت العمل ومن المفترض أن يتخلص الموظف الصائم من الكسل وينشط في أداء العمل باخلاص وأمانة وإنهاء مصالح الناس دون مماطلة

وأري ان الصيام فرصة كي يتعود المرتشي علي التخلي عن هذا السلوك المشين . وان يتخلص الكاذب من تلك الصفة الذميمة التي تقودنا الي النار. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديث شريف صحيح :” إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلي الفجور وإن الفجور يهدي إلي النار وإن الرجل ليكذب ويتحري الكذب حتي يكتب عند الله كذابا وعليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلي البر وإن البر يهدي إلي الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحري الصدق حتي يكتب عند الله صديقا”.

بقلم : مدبولي عتمان

Aboalaa_n@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.