رئيس الفيفا أمام محققي الأخلاقيات بسبب دعمه لترامب

كتب – محمد السيد راشد
أثارت خطوة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” جياني إنفانتينو، بدعمه العلني للرئيس الأميركي دونالد ترامب ومنحه جائزة سلام، جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية والحقوقية. منظمة FairSquare الحقوقية، التي تتخذ من لندن مقراً لها، تقدمت بشكاوى رسمية تطالب بفتح تحقيقات حول ما اعتبرته خرقاً واضحاً لواجب الحياد السياسي الذي يفرضه قانون أخلاقيات الفيفا.
تفاصيل القضية
قانون أخلاقيات الفيفا ينص على إمكانية فرض عقوبة تصل إلى الإيقاف لمدة عامين عن ممارسة أي نشاط كروي في حال انتهاك واجب الحياد. ورغم أن لجنة الأخلاقيات التابعة للفيفا لم تؤكد تلقي الشكوى، إلا أن مراقبين أشاروا إلى أن استقلالية المحققين الحاليين أقل مما كانت عليه قبل عقد من الزمن، حين أُقصي الرئيس الأسبق سيب بلاتر من منصبه.
دعم إنفانتينو لترامب
خلال هذا العام، عبّر إنفانتينو عن مواقف مؤيدة لترامب، وصلت إلى حد اقتراحه بأن الرئيس الأميركي يستحق جائزة نوبل للسلام، رغم أنه لم يحصل عليها. كما عمل على توثيق العلاقة مع الإدارة الأميركية قبيل كأس العالم 2026، الذي تستضيفه الولايات المتحدة بالمشاركة مع كندا والمكسيك، والمتوقع أن يدرّ أكثر من عشرة مليارات دولار لصالح الفيفا. وظهر إنفانتينو إلى جانب ترامب وقادة الدول المضيفة خلال مراسم سحب قرعة البطولة في واشنطن، حيث منح ترامب “جائزة الفيفا للسلام” الافتتاحية.
انتقادات واسعة
منظمة FairSquare اعتبرت أن منح جائزة من هذا النوع لشخصية سياسية يشغل منصباً رسمياً يعد خرقاً صريحاً لمبدأ الحياد. كما انتقدت طريقة إنشاء الجائزة، مشيرة إلى أن العديد من المطلعين لم يعلموا بها إلا عبر وسائل الإعلام، ما يثير تساؤلات حول شرعيتها. المنظمة أكدت أن تصرف إنفانتينو بشكل أحادي ومن دون سلطة قانونية يمثل إساءة جسيمة للسلطة.
خلفيات حقوقية وسياسية
FairSquare سبق أن واجهت الفيفا في ملفات تتعلق بحقوق الإنسان في السعودية، المضيفة لكأس العالم 2034، إضافة إلى قضايا الحوكمة الداخلية، والتحقيقات البطيئة بشأن مشاركة فرق من المستوطنات الإسرائيلية في الدوري الوطني لكرة القدم. هذه الخلفيات تجعل القضية الحالية أكثر حساسية، خاصة مع ارتباطها المباشر بالحياد السياسي الذي يُعد أحد أهم مبادئ الفيفا.
خاتمة
القضية تضع رئيس الفيفا جياني إنفانتينو في موقف حرج أمام محققي الأخلاقيات، وسط مطالبات بضرورة الحفاظ على حياد المؤسسة الرياضية الأكبر في العالم. ومع اقتراب مونديال 2026، يبقى السؤال حول قدرة الفيفا على الفصل بين الرياضة والسياسة، وضمان أن تبقى كرة القدم ساحة للتنافس الرياضي بعيداً عن التجاذبات السياسية.



