رئيس الوزراء الأردني :تهجير أهل غزة إلي سيناء أو الضفة الغربية بمثابة اعلان حرب
كتب – محمد السيد راشد
قال رئيس الوزراء الأردني الدكتور بشر هاني الخصاونة إنَّ استمرار الحرب المستعرة والعدوان الآثم على أهلنا في قطاع غزَّة دون خجل أو وجل، أو التزام بالحدِّ الأدنى المنظومات الأخلاقيَّة والإنسانيَّة تشكِّل خرقاً فاضحاً لقواعد الحرب والقانون الدَّولي والقانون الإنساني الدَّولي، ويؤشِّر “بكلِّ أسف” على استمرار وجود تحصين لإسرائيل في هذا المسلك العدواني.
وشدَّد الخصاونة في اجتماع اليوم الإثنين 6 نوفمبر 2023 ضم الحكومة والكتل النيابية وممثلي الصحف الأردنية الهاشمية ، على أنَّ استمرار الحصانة لإسرائيل والصَّمت على انتهاكاتها ضدَّ المدنيين الفلسطينيين يشكِّل ازدواجاً في المعايير “يندى له الجبين ولا يمكن السُّكوت عليه، وكأنَّ حياة المدنيين الفلسطينيين أقلُّ قيمة من حياة أيَّ مدني آخر”، مؤكِّداً وجوب أن تتوقَّف استباحة دماء الفلسطينيين، وهذا موقف أردني مبدئي تجاه المدنيين في كلِّ مكان فما بالكم إذا كان المدنيُّون هم أبناء جلدتنا وأهلنا من أشقَّائنا الفلسطينيين.
كما شدَّد على أنَّ أيُّ محاولات أو خلق ظروف لتهجير الفلسطينيين من غزَّة أو الضفَّة الغربيَّة خطٌّ أحمر وسيعتبره الأردن بمثابة “إعلان حرب”، مؤكِّداً أنَّ الأردن يساند الموقف المصري حيال هذا الأمر، مؤكِّداً أنَّ مكان الشَّعب الفلسطيني الشَّقيق على أرضه وليس في أيِّ مكان آخر، وصولاً إلى تحقيق حقوقهم الوطنيَّة المشروعة على ترابهم الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلَّة، ذات السِّيادة الكاملة والنَّاجزة، على خطوط الرَّابع من حزيران لعام 1967م على أساس حلِّ الدَّولتين، وعاصمتها القدس الشرقيَّة.
وأكَّد على أنَّ منطق القوَّة والغطرسة لن يجلب الأمن والسَّلام لأحد، إنَّما إحقاق الحقوق والالتزام التامّ بالقانون الدَّولي بما يفتح أفقاً سياسيَّاً يحقِّق الأمن والاستقرار والسَّلام الشَّامل والعادل للمنطقة ودولها وشعوبها.
وقال رئيس الوزراء: في خِضمّ الاعتداءات الإسرائيليَّة المتواصلة على الأشقَّاء الفلسطينيين والعدوان الهمجي الغاشم على قطاع غزَّة لا يوجد فواصل بين موقف الدَّولة الأردنيَّة ومواقف المواطنين والأحزاب وكلّ المؤسَّسات، فالجميع على قلب رجل واحد وانسجام كامل خلف جلالة الملك عبدالله الثَّاني في مواقفه المشرِّفة والشُّجاعة وجهده الدَّؤوب منذ اليوم الأوَّل للعدوان لوقفه وإيصال المساعدات الإنسانيَّة بشكل مستدام إلى الأشقَّاء الفلسطينيين.
وأكَّد رئيس الوزراء أنَّنا جميعاً، في ظلِّ هذا الموقف، لن نسمح لفئة قليلة أن تحرف البوصلة وتحوِّل التَّركيز عن العدوان وجرائمه وتداعياته إلى افتعال مظاهر وسلوكيَّات وفتن، وسنتصدَّى جميعاً لهذه المحاولات التَّحريضيَّة على قوَّاتنا المسلَّحة وأجهزتنا الأمنيَّة، لافتاً إلى أنَّ المظاهر العُظمى للتَّعبير في الأردن منسجمة وتعبِّر عن مشاعر الجميع إزاء رفض العدوان الإسرائيلي وإدانته وضرورة وقفه وإيصال المساعدات الإنسانيَّة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنَّ مظاهر التَّعبير الحضاري سقفها مفتوح أمام الأردنيين في إطار سيادة القانون وعدم الاعتداء على الممتلكات العامَّة والخاصَّة، مؤكِّداً “لم يتمّ توقيف أيّ شخص مارس مثل هذا النَّوع من التَّعبير المقبول والواجب” مشيداً بدور أجهزتنا الأمنيَّة في تعاملها الحضاري مع المظاهرات التي تشهدها السَّاحة الأردنيَّة.
وأشار إلى أنَّ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزَّة راح ضحيَّته قرابة 10 آلاف شهيد أكثر من ثلثهم من الأطفال وثلثيهم من النِّساء والأطفال، وهناك أعداد كبيرة ما زالوا تحت الأنقاض جرَّاء هذا العدوان الوحشي، إلى جانب استهداف ما زعمت إسرائيل على أنَّها مناطق آمنة، مشيراً إلى أنَّ هذا الاعتداء الوحشي طال حتى سيَّارات الإسعاف وكوادر الإغاثة والجهود الإنسانيَّة، وهذا يتناقض تماماً مع مبدأ الدِّفاع عن النَّفس.
كما لفت إلى القرار الذي قدَّمه الأردن نيابة عن المجموعة العربيَّة في الجمعيَّة العامَّة للأمم المتَّحدة لوقف الحرب على غزَّة، فيما لم ينجح مجلس الأمن الدَّولي لمرَّتين في تبنِّي جهد واضح أو قرارات للوصول إلى هذه الغاية حتى الآن.
ولفت الخصاونة أيضا إلى الموقف المشرِّف لجلالة الملك عبدالله الثَّاني يعضده سموّ الأمير الحسين بن عبدالله الثَّاني وليّ العهد، ومخاطبته الصَّريحة والمباشرة للضَّمير العالمي حيال العدوان واستهداف المدنيين ومنع الغذاء والدَّواء والماء والكهرباء عنهم، بالإشارة إلى أنَّ تماهي دول في العالم لمثل هذا المسار ما ينذر بخطورة التَّأسيس للصراع وحضارات عبر ازدواجيَّة المعايير في محاولة لتجزئة المنظومة الإنسانيَّة والأخلاقيَّة والقانون الإنساني والدَّولي على أنَّها تقف عند الحدود العربيَّة وتنطبق عليها العالم، فالواجب والحقّ أن تطبَّق المعايير الإنسانيَّة والأخلاقيَّة والقانون الإنساني والدَّولي على الجميع بصرف النَّظر عن الجغرافيا والعقائد والأثنيَّات والجنسيَّات.
وقال: آلة الدِّعاية المنحازة تعرَّضت بالهجوم لمثل هذا الخطاب القيمي والإنساني والأخلاقي والقانوني المصطفّ مع الحقّ الإنساني