السودان

رئيس الوزراء السودانى وطواقم الوزارات الأخرى يصلون الخرطوم براً

الطيران السوداني يشن غارات مكثفة على مواقع الدعم السريع فى كردفان

كتبت : د.هيام الإبس

 

وصل رئيس الوزراء السودانى كامل إدريس، إلى العاصمة الخرطوم لأول مرة منذ تقلده المنصب، في 19 مايو 2025م، لتفقد الأوضاع في الخرطوم والبدء في ترتيبات نقل حكومة الأمل إلى العاصمة، ووصل إدريس قادماً من ولاية نهر النيل كأول ولاية في السودان يزورها بعد توليه المنصب.

وأصدر رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قرارًا قضى بتشكيل لجنة قومية عليا برئاسة الفريق إبراهيم جابر، بغرض تهيئة ولاية الخرطوم للعودة العاجلة للمؤسسات الاتحادية وإعادة تطبيع الحياة في الخرطوم.

 

وصل إلى الخرطوم براً

ووصل رئيس الوزراء من مدينة عطبرة براً إلى الخرطوم حيث أصر على معاينة الأوضاع ميدانيًا، وهي خطوة تعكس رغبته في الاطلاع على الواقع بنفسه دون الركون إلى التقارير التي قد تقفل بعض الجوانب المهمة.

 

وكان عضوا مجلس السيادة الانتقالي الفريق مهندس بحري إبراهيم جابر وسلمي عبد الجبار المبارك ورئيس مجلس الوزراء الدكتور كامل إدريس، اطلعوا على الأوضاع التنموية والأمنية في ولاية نهر النيل، التي وصلوها في زيارة مشتركة، وتعتبر هذه أول زيارة لولاية في السودان يجتمع فيها عضوين من مجلس السيادة ورئيس الوزراء كانت من نصيب ولاية نهر النيل.

وقدم والي نهر النيل الدكتور محمد البدوي الماجد بحضور قائد سلاح المدفعية اللواء محمد الأمين ورئيس جهاز المخابرات اللواء ياسر البشير وأمين عام الحكومة عثمان محمد عثمان، قدم الوالي بقصر الضيافة بالدامر تقريراً عن الأوضاع الأمنية في الولاية والإجراءات التي تمت في هذا الشأن.

 

واطلع الوالي الوفد رفيع المستوي الذي زار ولاية نهر النيل اليوم الجمعة على النهضة الكبيرة التي شهدتها الولاية في المجالات الزراعية والصناعية والتعدين والاستثمار.

وأوضح، أن الولاية استوعبت عشرات المصانع التي جاءت وافدة من الخرطوم في مدن شندي والدامر وعطبرة وبربر حيث غطت منتجاتها كل السودان.

وحيا الوالي القوات المسلحة وهي تحقق الانتصارات في كل محاور القتال وتطهر كل بقعة دنسها التمرد، وأشاد رئيس مجلس الوزراء الدكتور كامل إدريس بالجهد الكبير الذي تقوم به حكومة ولاية نهر النيل في العمل التنموي والاستثماري والخدمي لكل المواطنين.

 

الطيران السوداني يشن غارات مكثفة على مواقع الدعم السريع فى كردفان

فى واحدة من أعنف موجات التصعيد العسكري منذ شهور، شنّ سلاح الجو السوداني فجر الخميس سلسلة ضربات جوية مركزة استهدفت مواقع لقوات الدعم السريع بمحيط مدينة الأبيض، مركز ولاية شمال كردفان، ما ينذر بانفجار الوضع الأمني والإنساني في الإقليم المضطرب.

ووفق مصادر عسكرية مطلعة، فقد امتدت الغارات إلى ست مناطق استراتيجية، من بينها الخوي والمجلد وبارا والنهود، وسط معلومات استخباراتية تفيد بأن الدعم السريع كان بصدد تنفيذ هجوم واسع النطاق على مدينة الأبيض، وقالت المصادر إن الضربات أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف القوات المستهدفة من حيث العتاد والأفراد.

وتأتى هذه الهجمات في إطار حملة جوية أوسع تغطي محاور متعددة من ولايات كردفان الثلاث، بما في ذلك الفولة والدبيبات، في ظل تزايد حشد الدعم السريع لقواته قرب المناطق السكنية، مما يهدد بكوارث إنسانية واسعة النطاق.

 

تحذيرات دولية

وفى بيان حاد اللهجة، عبّر فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، عن “قلقه العميق” حيال نوايا الدعم السريع شنّ هجوم على الأبيض، واعتبر أن بقاء المدنيين في مرمى النيران يعكس “استهتارًا صارخًا بالقانون الدولي”.

ومع اقتراب موسم الأمطار، ترتفع المخاوف من تحول شمال كردفان إلى منطقة منكوبة يصعب الوصول إليها، وسط مناشدات دولية لجميع الأطراف بضرورة حماية المدنيين والمرافق الحيوية مثل المستشفيات والمدارس.

تدهور إنسانى سريع

تصاعد وتيرة الاشتباكات تسبب خلال الأسابيع الماضية في نزوح الآلاف من السكان، وسط أزمة إنسانية خانقة تتفاقم يوماً بعد يوم بفعل نقص الغذاء والدواء، وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية في المنطقة.

 

الأمم المتحدة حذّرت من أن استمرار المعارك، بالتزامن مع موسم الأمطار، قد يؤدي إلى شلل كامل في الوصول للمناطق المنكوبة.

 

انطلاق عمليات الفتح الكبرى بكردفان ودارفور

 

فى السياق، أفاد مصدر عسكري مطّلع بانطلاق عمليات “الفتح الكبرى” اليوم في عدة مناطق بإقليمي كردفان ودارفور، في أكبر تصعيد عسكري من قبل القوات المسلحة السودانية منذ شهور، وسط أنباء عن خسائر كبيرة في صفوف مليشيا الدعم السريع المتمردة، لا سيما في ولاية شمال كردفان.

وقال المصدر إن العملية انطلقت بدعم قوات جوية ومدفعية ثقيلة، وتعزيزات عسكرية ضخمة وصلت إلى محاور القتال، مشيراً إلى أن “الحشود العسكرية غير المسبوقة أعادت رسم خريطة السيطرة بشكل واسع”.

استعادة مواقع استراتيجية

وأكد المصدر أن الجيش السوداني نجح في استعادة السيطرة الكاملة على الطرق والمحاور الرئيسة في كردفان، إلى جانب مناطق نفوذ حيوية كانت خاضعة لسيطرة الدعم السريع، مشيراً إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في عدة جبهات وأن التقدم الميداني يتم “بخطى ثابتة وفق خطة الفتح الكبرى”.

ويُعد هذا التحول الميداني مؤشراً على دخول الحرب مرحلة جديدة من التصعيد العسكري المنظم، في وقت تتزايد فيه الضغوط الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار وإيجاد تسوية سياسية شاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى