رئيس سوريا في تصريح غريب لمجلة يهودية : مستعدون للتعاون مع إسرائيل ضد أعداء مشتركين

كتب / محمد السيد راشد
في تصريحات مثيرة للجدل نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت، نقلاً عن مقابلة موسعة مع صحيفة “جويش جورنال” الأمريكية اليهودية، أعلن أحمد الشرع (المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني)، الرئيس الجديد لسوريا، عن استعداده للحوار مع إسرائيل، مشيرًا إلى وجود أعداء مشتركين يمكن التعاون ضدهم، شريطة أن تتوقف تل أبيب عن غاراتها الجوية على الأراضي السورية.
وقد اثار الشرع جدلا واسعا بهذا التصريح الغريب وتساءل محللون عرب عن هوية الأعداء المشتركين لسوريا واسرائيل
Table of Contents
Toggle“لا ازدهار بوجود الخوف في السماء”
قال الشرع في المقابلة:
“أريد أن أكون واضحًا، عصر الغارات اللا منتهية يجب أن ينتهي. لا ازدهار عندما تكون سماؤنا مليئة بالخوف”.
وأضاف أن الحفاظ على الأمن الإقليمي يتطلب شراكات واقعية قائمة على المصالح المشتركة، لكنه أكد في الوقت ذاته أن الغارات الإسرائيلية تعرقل هذا المسار، مطالبًا بإنهاء التصعيد العسكري كخطوة أولى لأي حوار مستقبلي.
انفتاح مشروط على السلام… لا تطبيع فوري
ورغم نفيه السعي إلى تطبيع فوري للعلاقات مع إسرائيل، أعرب الشرع عن انفتاحه تجاه حوارات تستند إلى القانون الدولي والاحترام المتبادل والسيادة، مؤكدًا:
“يجب تحقيق السلام من خلال الاحترام، لا الخوف… سنتواصل من حيث يوجد صدق ومسار واضح للتعايش، وسنبتعد عن كل ما هو أقل من ذلك”.
إشارات إلى اتفاقية فصل القوات 1974
أعاد الشرع التأكيد على رغبته في إحياء روح اتفاقية فصل القوات لعام 1974، ليس فقط كترتيب عسكري، بل كأساس لـ”ضبط متبادل وحماية المدنيين”، لاسيما المجتمع الدرزي في جنوب سوريا والجولان، مؤكدًا أن:
“الدروز ليسوا أدوات لعب، بل مواطنون متجذرون يستحقون الحماية الكاملة بموجب القانون”.
إشادة بترامب واتهام للمحور الإيراني
وفي تحول لافت، أشاد الرئيس السوري الجديد بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، واصفًا إياه بـ”رجل سلام”، قائلاً:
“ترامب هو الوحيد القادر على إصلاح المنطقة وجمعها معًا… كلانا تعرض لإطلاق النار من نفس العدو”.
واعتبر الشرع أن المحور الإيراني-الشيعي الذي دعم نظام الأسد، يراه خصمًا جديدًا بعد الإطاحة ببشار الأسد، وسط تقارير تفيد باستياء شديد في طهران و”حزب الله” من هذا التحول في القيادة السورية.
مشروع سياسي جديد: سوريا التعددية
تحدث الشرع عن رؤيته لسوريا جديدة تقوم على التعددية وحق العودة لكل السوريين، بمن فيهم اليهود والدروز والمسيحيون الذين تمت مصادرة ممتلكاتهم من قبل النظام السابق. وأكد أنه لا يطلب ثقة عمياء من الشعب، بل الصبر والتمحيص، وأن الشعب السوري “يحتاج إلى الكرامة عبر العمل والسلام عبر الهدف”.
كما كرر شعارًا مستوحى من خطاب ترامب، قائلاً:
“هدفي هو جعل سوريا عظيمة مرة أخرى… لم أطلب هذا المنصب من أجل السيطرة، بل من أجل فتح صفحة جديدة”.
تشكيك غربي وتحذيرات من “خدعة الجولاني”
رغم الانفتاح المعلن، تشير تقارير غربية وإسرائيلية إلى مخاوف من أن الجولاني، القائد الجهادي السابق في القاعدة، يحاول تقديم نفسه بصورة معتدلة لكسب الشرعية الدولية وترسيخ حكمه، قبل العودة لاحقًا إلى نهج أكثر تطرفًا.
خلف الكواليس: محادثات غير رسمية بين تل أبيب ودمشق
تزامنت تصريحات الشرع مع تقارير عن اتصالات غير معلنة بين إسرائيل وسوريا، تهدف إلى منع التصعيد على الحدود وتخفيف التوتر، وسط استمرار إسرائيل في تنفيذ غارات على أهداف داخل سوريا، كان آخرها ليلة الجمعة الماضية.