رئيس وزراء السودان الجديد يستعد لحل الحكومة وتشكيل وزاري بعد العيد

أكثر من 50 ألف لاجئ في أوغندا يواجهون أوضاعًا مأساوية وعودة 700 سوداني من ليبيا
كتبت: د. هيام الإبس
أفادت مصادر رفيعة أن رئيس وزراء السودان الجديد، كامل إدريس، يعتزم إصدار قرار بحل الحكومة خلال ساعات، تمهيدًا لتشكيل حكومة جديدة عقب عطلة عيد الأضحى.
وكان كامل الطيب إدريس قد أدى اليمين الدستورية يوم السبت، رئيسًا لمجلس الوزراء، أمام رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وفق ما نقلته وكالة السودان للأنباء (سونا).
تحديات معقدة تواجه الحكومة الجديدة
وبحسب الوثيقة الدستورية، يتكوّن مجلس الوزراء من 26 حقيبة وزارية، لكن رئيس الوزراء الجديد يواجه تحديات سياسية واقتصادية بالغة التعقيد، خاصة في ظل سعيه لتجاوز المحاصصة الحزبية والتركيز على شخصيات مستقلة وكفؤة، قادرة على إنقاذ ما تبقى من مؤسسات الدولة.
وتشير التقديرات إلى أن توجه إدريس سيكون أقرب إلى تعديل وزاري جزئي، مع الحفاظ على حصص الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، أبرزها “الحركة الشعبية” بقيادة مالك عقار، و”تحرير السودان” برئاسة مني أركو مناوي، و”العدل والمساواة” بقيادة جبريل إبراهيم.
ونفت دوائر حكومية ما تردد عن منح جماعات مسلحة مثل “درع السودان” و”فيلق البراء بن مالك” حقائب وزارية، مؤكدة أن التشكيلة الجديدة ستعتمد على الكفاءات المستقلة.
ترجيحات بإبقاء بعض الوزراء
المصادر ذاتها توقعت إعادة تكليف وزير الصحة الحالي هيثم محمد إبراهيم، ووزير الخارجية عمر صديق، فيما يبقى مصير وزارة المالية غامضًا، سواء باستمرار جبريل إبراهيم أو ترشيح قيادي آخر من حركته. كما لم يُحسم بعد مصير محمد بشير أبو نمو، وزير المعادن الحالي والقيادي في حركة مناوي.
ومن المرجح أن يختار الجيش وزيري الدفاع والداخلية نظرًا لحساسية الوزارتين في ظل الحرب المستمرة.
أوضاع مأساوية لـ50 ألف لاجئ سوداني في أوغندا
في سياق متصل، أعلنت شبكة أطباء السودان أن أكثر من 50 ألف لاجئ سوداني في معسكر “كرماندانقو” بأوغندا يعيشون أوضاعًا إنسانية كارثية، نتيجة توقف الدعم الإنساني من مفوضية اللاجئين وبرنامج الغذاء العالمي، بسبب نقص التمويل.
وقالت الشبكة في بيان رسمي إن اللاجئين يعانون من نقص الأدوية والرعاية الصحية والغذاء، وسط غياب شبه تام للخدمات المخصصة للأطفال والنساء وكبار السن، داعية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها الإنسانية.
واتهم البيان المجتمع الدولي بـ”التجاهل المتعمد” للأزمة الإنسانية في معسكرات السودان بدول الجوار، وغياب الحد الأدنى من الدعم في مجالات الصحة، الغذاء، التعليم، والدعم النفسي.
وكان بيان مشترك صادر عن حكومة أوغندا ومفوضية اللاجئين قد أكد أن الدعم الدولي لم يتجاوز 17% من احتياجات قطاع اللاجئين في 2025، فيما استقبلت أوغندا وحدها نحو 100 ألف لاجئ سوداني منذ اندلاع الحرب.
عودة 700 سوداني من ليبيا إلى البلاد طوعًا
وفي تطور إيجابي، أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الليبي عودة 700 مهاجر سوداني طوعًا من مدينة الكفرة إلى المثلث الحدودي تمهيدًا لنقلهم إلى مناطقهم في السودان، ضمن حملة بدأت في 26 مايو الجاري.
وأكدت مصادر أن القوات المسلحة السودانية وفرت شاحنات لنقل العائدين إلى مدينة دنقلا بالولاية الشمالية، حيث سيتم إيواؤهم مؤقتًا حتى تتحسن الأوضاع الأمنية.
يُذكر أن أكثر من 250 ألف سوداني لجؤوا إلى ليبيا منذ اندلاع الحرب، معظمهم يعيشون في أوضاع قاسية في الكفرة وطرابلس.
غارات جوية وقصف مستودعات في نيالا والفاشر
في تطورات ميدانية خطيرة، استهدفت غارات جوية ثلاثة مواقع لقوات الدعم السريع في مدينة نيالا، منها فندق تديره القوات، ما أسفر عن خسائر كبيرة وفق مصادر محلية.
وتزامنت الضربات مع تحركات للدعم السريع لحشد مقاتلين من نيالا والضعين إلى جبهات القتال في إقليم كردفان، بعد أن استولت على 4 مناطق خلال يومين.
كما قُصفت مستودعات برنامج الأغذية العالمي في مدينة الفاشر، ما أدى إلى تدمير كامل للمخازن والمواد الغذائية، بحسب بيان صادر عن الخارجية الأمريكية التي دانت الهجوم.
ودعت الولايات المتحدة إلى وقف القصف العشوائي على المناطق المدنية، محذّرة من تدهور كارثي للوضع الإنساني في دارفور، فيما أكدت مصادر ميدانية أن قوات الدعم السريع تسعى لإنشاء حكومة موازية.