شئون عربيةالسودان

رئيس وزراء السودان : ما يحدث في الفاشر وشمال كردفان إبادة جماعية وصمت دولي مخزٍ

كتبت: د. هيام الإبس

تعيش مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أسوأ كوابيسها الإنسانية، محاصَرة منذ أكثر من عام من قبل قوات الدعم السريع، وسط قصف مدفعي، جوع قاتل، وانهيار كامل في الخدمات الإنسانية.
وفي تصريح صادم، وصف رئيس الوزراء السوداني، د. كامل إدريس، ما يحدث بأنه “جريمة حرب تُرتكب بدم بارد أمام أعين العالم“، مؤكدًا أن “الصمت الدولي شراكة غير مباشرة في هذه المجازر”.

الابتزاز الجماعي والتجويع كسلاح

قال إدريس إن مدينة الفاشر تتعرض لـ”واحدة من أكثر حالات الابتزاز الجماعي والتجويع الممنهج في التاريخ المعاصر”، محذرًا من أن استخدام الجوع كسلاح ضد المدنيين يُعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني.

وأكد أن الحكومة لن تصمت أمام هذه الانتهاكات، وستتحرك بكل الأدوات السياسية والإنسانية والدبلوماسية لفك الحصار وتأمين المساعدات.

صمود أسطوري ومواجهات دامية

على الأرض، تصدت القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة من حركات الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية لهجوم عنيف شنته قوات الدعم السريع. وأسفرت المعركة عن تدمير عشر سيارات وقتالية، وسقوط العشرات من عناصر الدعم السريع، حسب العقيد أحمد حسين مصطفى، المتحدث باسم القوة المشتركة.

وقال الناطق باسم المقاومة الشعبية، أبو بكر أحمد إمام، إن الفاشر سجلت الانتصار رقم 220 منذ بدء المواجهات، مؤكدًا أن “كل بيت في الفاشر أصبح خندقًا وكل مواطن مقاومًا”.

الوضع الصحي كارثي واستهداف مباشر للمستشفيات

قال مصدر طبي من “المستشفى السعودي” الوحيد العامل في المدينة، إن القصف استهدف وحدة العناية المركزة، وتسبب في انقطاع الكهرباء بسبب تدمير المولد الرئيسي، مشيرًا إلى نقص شديد في المستلزمات الطبية والكوادر الصحية.

📢 نداء عاجل من الحكومة السودانية للمجتمع الدولي

أوضح إدريس أن الحكومة وافقت على قرار مجلس الأمن 2736 المتعلق بوقف إطلاق النار لأغراض إنسانية، بينما رفضت قوات الدعم السريع الالتزام، مؤكدًا أن “كل ساعة تمر تسجل أرواحًا تُزهق، ومعاناة تتضاعف”.

وطالب المجتمع الدولي بالخروج من دائرة “البيانات الباردة” واتخاذ مواقف عملية حاسمة، قائلاً:

“الفاشر لا تطلب كلمات، بل أفعالًا تنقذ الأرواح وتوقف الإبادة”.

⚔️ معركة السبت: الجيش السوداني يُفشل الهجوم مجددًا

شهد يوم السبت تصعيدًا جديدًا، إذ تمكن الجيش السوداني من صد هجوم آخر لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، التي تُعد آخر معاقل الجيش في دارفور. ورغم إعلان الدعم السريع سيطرتها على مواقع مهمة، أكدت مصادر عسكرية استعادة الجيش السيطرة على سجن شالا ومقر شرطة الاحتياطي المركزي.

💥 شق النوم شمال بارا… مذبحة تهز الضمير الإنساني

وفي مشهد دموي جديد، شهدت قرية شق النوم شمال مدينة بارا بولاية شمال كردفان مجزرة مروعة راح ضحيتها مئات المدنيين، إثر هجوم عنيف شنته قوات الدعم السريع.

بدأت المجزرة بهجوم مسلح مساء السبت بهدف النهب، ثم أعقبه هجوم مضاعف بالقوة شمل أسلحة ثقيلة وطائرات مسيّرة، وانتهى بعمليات قتل جماعي، حرق للمنازل، وملاحقة الناجين إلى القرى المجاورة: أبو قايده، حلة حمد، أم نبق وسليمان.

كارثة إنسانية وصمت دولي مطبق

أكد شهود عيان وناجون عبر وسائط بديلة أن قرى شمال بارا أصبحت خالية من سكانها بالكامل، وسط نزوح جماعي وتشريد نساء وأطفال في العراء دون غذاء أو حماية.
وبسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت، تواجه فرق الإغاثة صعوبة في توثيق الجريمة أو الاستجابة الفورية.

اقتراب تسمية خالد الإعيسر وزيرًا للإعلام

وفي تطور سياسي، أفادت مصادر مطلعة بأن الحكومة السودانية تقترب من إعلان خالد الإعيسر وزيرًا للإعلام ضمن حكومة د. كامل إدريس، بعد أن كان مرشحًا في وقت سابق لمنصب مستشار. ويُتوقع الإعلان الرسمي خلال الساعات المقبلة.


خلاصة الموقف

ما تشهده مدينة الفاشر وقرى شمال كردفان ليس فقط حربًا عسكرية، بل مجزرة إنسانية معلنة تُرتكب أمام كاميرات العالم دون رادع، في وقت تطالب فيه الحكومة السودانية بـ”إجراءات دولية عاجلة” لكسر الحصار ووقف القتل، وإنقاذ من تبقى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى