رئيس وزراء سوريا الجديد: تحديات كبرى وطموحات لإعادة الإعمار
كتب – محرر الشئون العربية
أعلن محمد البشير، رئيس الوزراء الانتقالي الجديد في سوريا، عن خطة طموحة لإعادة ملايين اللاجئين السوريين وحماية حقوق جميع المواطنين، مع توفير الخدمات الأساسية. ومع ذلك، أقرّ البشير بصعوبة تنفيذ هذه الخطط بسبب أزمة نقص العملات الأجنبية التي تواجهها البلاد.
الأزمة الاقتصادية في سوريا
وفي مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية، أشار البشير إلى أن خزائن الدولة لا تحتوي إلا على العملة السورية التي فقدت قيمتها بشكل كبير، حيث يعادل سعر صرف الدولار الأمريكي نحو 35 ألف ليرة سورية. وأضاف أن الحكومة لا تزال في مرحلة جمع بيانات عن القروض والسندات لتقييم الوضع المالي، الذي وصفه بأنه “بالغ السوء”.
خلفية سياسية وتحول جذري
قاد البشير سابقًا حكومة إنقاذ في شمال غرب سوريا قبل أن تصل قوات المعارضة المسلحة إلى العاصمة دمشق في هجوم خاطف انتهى بالإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وقد أدى هذا التحول إلى فتح آفاق جديدة أمام سوريا، ولكن التحديات الاقتصادية والسياسية تبقى هائلة.
إعادة الإعمار وتمويل المستقبل
تسعى الحكومة الانتقالية حاليًا للحصول على تمويل دولي لإعادة إعمار البلاد، وهي مهمة ضخمة بعد 13 عامًا من الحرب الأهلية التي دمرت المدن والبنية التحتية، وأدت إلى نزوح ملايين السوريين. وما زال العديد منهم يعيشون في مخيمات بعد واحدة من أكبر أزمات النزوح في العصر الحديث.
العلاقات الدولية والموقف الأمريكي
أعلنت الولايات المتحدة أنها على تواصل مع المعارضة المسلحة، لكنها شددت على ضرورة احترام حقوق الأقليات وضمان تدفق المساعدات الإنسانية. وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الحكومة الجديدة يجب أن تلتزم بمبادئ واضحة لحماية حقوق الإنسان ومنع استخدام سوريا كقاعدة للإرهاب.
رفع العقوبات وآمال جديدة
هناك جهود لتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا في عهد الأسد، خاصة بعد تغيير النظام. وأعربت بعض الدول عن أملها في أن تؤدي أفعال السلطات الجديدة إلى رفع هيئة تحرير الشام من قائمة الجماعات الإرهابية، بعد أن قادت المعارضة المسلحة التي أطاحت بالنظام السابق.
تطلعات اقتصادية
صرح باسل الحموي، رئيس غرف تجارة دمشق، بأن الحكومة الجديدة تخطط لتبني نموذج اقتصادي حر ودمج سوريا في النظام المالي العالمي، مما يشير إلى تحول اقتصادي جذري بعد عقود من السيطرة الحكومية على الاقتصاد.
دعم أممي للتغيير
وفي سياق متصل، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش خلال زيارة إلى جنوب أفريقيا إن هناك “بارقة أمل” لإنهاء الدكتاتورية في سوريا. وأكد أن الأمم المتحدة ملتزمة تمامًا بدعم الانتقال السلمي للسلطة.