رئيس وزراء قطر يتحدث عن علاقات بلاده بحماس وإيران في مقابلة مع صحفي أمريكي

بقلم: محمد السيد راشد
في مقابلة تلفزيونية أجراها الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية، تناول فيها العديد من الملفات الساخنة، بما في ذلك علاقات قطر بحركة حماس، علاقتها بإيران، والموقف من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ونشرت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية أجزاء مطولة منها .
قطر واتهامات دعم الإسلاميين
خلال المقابلة، استفسر كارلسون عن أسباب تعرض قطر للهجوم والانتقادات التي تصفها بأنها دولة موالية للإسلاميين ومعادية للولايات المتحدة. ورد آل ثاني قائلاً:
“قطر تسعى دائمًا للقيام بالأشياء الصحيحة، ليس فقط لمصلحة شعبها ولكن أيضًا للمنطقة وشركائها. هناك الكثيرون الذين يريدون تقويض جهودنا لأسباب سياسية أو اقتصادية، مما يجعل كل خطوة نتخذها محل شك.”
وأضاف:
“هذا لا يؤذينا فقط، بل يضر المنطقة والدول الشقيقة، بما في ذلك الولايات المتحدة.”
ملف مكاتب حماس في قطر
ناقش الصحفي الأمريكي مع رئيس الوزراء وجود مكاتب لحركة حماس في الدوحة، واعتبرها سببًا رئيسيًا في الهجوم السياسي على بلاده. ورد آل ثاني موضحًا:
“يجب أن نصل إلى جذري لقضية فلسطين ، لماذا هي موجودة في المقام الأول؟ المكتب تم افتتاحه بشفافية كاملة وبعد مشورة كاملة، وبناءً على طلب الولايات المتحدة.”
وأكد أن وجود ممثلين لحماس في قطر لا يعني دعم الدوحة لأفكارهم أو تبنيها، موضحًا أن الهدف الأساسي كان تسهيل محادثات السلام.
قطر والحرب في غزة
تحدث آل ثاني عن الهجمات التي تتعرض لها بلاده بسبب دورها في الوساطة خلال الحرب على غزة، مشيرًا إلى أن قطر تعرضت لهجوم كبير خلال الـ 15 شهرًا الماضية رغم جهودها لتحقيق اتفاقات.
وأضاف:
“حينما أعلنا عن تحقيق الصفقة وشاهدنا الاحتفالات في غزة وإسرائيل، لم يعد أحد يتذكر دورنا.”
العلاقات مع إيران والمخاوف من التصعيد العسكري
سُئل آل ثاني عن العلاقات القطرية الإيرانية، فأكد أن قطر تحافظ على علاقات متوازنة مع طهران بحكم الجوار والمصالح المشتركة، خاصة في قطاع الغاز والتنسيق الأمني والبيئي.
وبشأن إمكانية امتلاك إيران أسلحة نووية، قال آل ثاني إنه لم يسمع أي تأكيدات مباشرة حول ذلك حتى في اتصالاته مع القادة الإيرانيين. كما حذر من أن أي هجوم عسكري على إيران سيؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة، قائلاً:
“هل نتوقع أن تتعرض دولة لهجوم وتبقى صامتة؟ بالتأكيد سيكون هناك رد.”
وأكد أن قطر لا تدعم أي إجراءات عسكرية في المنطقة، ولن تتراجع عن دعم الحلول الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة.
حل الدولتين وضمانات أمنية لإسرائيل
تطرق آل ثاني إلى حل الدولتين، معتبرًا أن المجتمع الدولي لم يمنحه الفرصة الكافية، مضيفًا أن بلاده مستعدة لتقديم ضمانات أمنية لإسرائيل، مقابل دولة فلسطينية منزوعة السلاح.
وعند سؤاله عما إذا كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قادرًا على فرض دولة فلسطينية، أجاب آل ثاني:
“إذا تحقق السلام يومًا ما، فأعتقد أن لدينا أفضل فرصة مع شخص مثل الرئيس ترامب.”
التحقيق الإسرائيلي حول العلاقة بين قطر وحماس
في الأسابيع الأخيرة، كشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) أنه يفحص العلاقة بين أفراد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقطر، زاعمًا أن الأموال القطرية عززت قوة حماس وساهمت في فشل الأمن الإسرائيلي يوم السابع من أكتوبر.
وردت قطر بإدانة هذه الاتهامات، ووصفتها بأنها “اتهامات كاذبة تربط المساعدات القطرية بالمجزرة”، واعتبرتها جزءًا من تحريض سياسي يهدف إلى تحقيق مصالح شخصية”.