رجال بسطاء عظماء يكابدون الحياة..وشباب تائه ضائع على هامش الحياة

بقلم / الدكتور محمد النجار
تأثرت كثيرا برؤية هذا الرجل المُسن ،وهو يحمل “شيكارة” أسمنت ثقيلة فوق كتفه، ويردد يا ألله ..اللهم لك الحمد..
البركة على قدر المشقة
فقلت له : البركة على قدر المشقة.
فقال:اللهم ارزقني حلالاً مباركاً يارب.
فقلت في نفسي : سيظل هذا البلد”مصر” عامراً طالما فيه أمثال هؤلاء الرجال المؤمنين حقا، يكافحون من أجل لقمة العيش الحلال .
بركة الرزق الحلال
إنهم يستيقظون عند الفجر للصلاة ، ثم يتوكلون على الله بحثاً عن رزقهم. ثم يرجعون في المساء الى بيوتهم ومعهم ما رزقهم الله به – ربما كان قليلاً- إلا أن الله رزقهم الرضا وبارك لهم في أرزقاهم. أولئك الذين رضي اللهم عنهم ، ورضوا عنه. فأصبحت الدنيا مضيئة في قلوبهم ، والإيمان يشع نورا واطمئنانا في صدورهم ، فعاشوا سعداء مطمئنين .
هؤلاء من يدافعون عن دينهم وأوطانهم
هؤلاء وأمثالهم ..هم الرجال الذين يحملون هم دينهم ،ويبنون بلادهم، ويدافعون عن شرف أوطانهم ومقدساتهم.
هؤلاء الذين يهابهم أعداء دينهم وبلادهم، ويحسبون لهم مليون حساب.
شباب ضائع تائه مُخدر
وفي الجانب الآخر .. نرى شباباً طُوَالاً عراضاً لو تم ربط أحدهم في شاحنة لاستطاع أن يسحبها ، لكنهم يتسكعون في الشوارع طوال النهار ، وكالبهائم السائمة طوال الليل حتى الفجر يزعجون الناس بسوء أخلاقهم ، وبأصواتهم العالية بلا أدب أو حياء ،ويرتكبون الفواحش ويبيعون المخدرات ، فيقتلون بها أبناء أوطانهم ، ويبيعون به دينهم وشرف مقدساتهم.
كيف يترك الأباء والأمهات فلذات أكبادهم لتربية الشوارع
وأتسائل أين اباؤهم وأمهاتهم،كيف ينامون الليل باطمئنان؟ بينما أولادهم طوال الليل في الشوارع لا يعلمون عنهم شيئا ؟؟؟؟؟
لقد أضاع الآباء والأمهات مستقبلهم في الدنيا بترك ابنائهم في الشوارع بلا دين أو حياء أو مستقبل!! وأضاعوا نعمة الولد الصالح الذي يدعو لهم بعد مماتهم. إنها المسئولية أيها الأباء والأمهات عن فلذات قلوبكم.
قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا
فاستمعوا لقول ربكم ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ ۖ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (7)سورة التحريم
وعن عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه في قوله: ((قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)) قال: علِّموهم، وأدّبوهم.
وقال قتادة عن هذه الآية : أن يأمر أبنائه بطاعة الله، وينهاهم عن معصيته، ويساعدهم عليه، فإذا رأيت لله معصية ردعتهم عنها، وزجرتهم عنها.
الولد من كسب أبيه وعمله
إن الولد من كسب أبيه وعمله الذي لا ينقطع بالموت ، ويستفيد الأب من دعاء الإبن والبنت ،فإذا أحسن الوالدان تربية أبنائهم ، سوف يحصدون ثمرة رائعة ، حيث تأتي إليهم أنوار الحسنات والأعمال الصالحات التي يسعدون بها في قبورهم. وأما إن فشل الوالدان في الإحسان في تربية أبنائهم ، سوف تنصب عليه اللعنات نتيجة مايفعله أبناؤهم من موبقات بسبب عدم تربيتهم الصالحة ..
اللهم ارزقنا بر أبنائنا وأحفادنا وذرياتنا
اللهم ارزقنا بر أبنائنا وأحفادنا وذرياتنا ونحن أحياء بين ظهرانيهم ، وارزقنا برهم بعد مغادرتنا الحياة في رحلتنا الطويلة بعد الرحيل من الدنيا ، ولقاء الآخرة ، واجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من الجنة وكل أحبابا يارب العالمين .
فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري الى الله
د.محمد النجار04-05-2024م فجرالسبت 24شوال1445هـ(طوفان الاقصى)