تقارير وتحقيقات

رحلتى داخل حصاد الغربة..

بقلم / عزه السيد

عندما بدأت في قراءة كتاب( حصاد الغربة ) ، وجدتها فرصة كبيرة لى لأقوم برحلة داخل سنين الغربة التى سافر فيها الكثير والكثير ليس كمغتربة لكن كمشاهدة ومتأملة
وكان دليلى في رحلتى هو قلم الكاتب الكبير مدبولى عتمان، الكاتب المبدع الذى ابهرنا بكتابه حصاد الغربة، الذى يتميز بثرائه بالتجارب الإنسانية الحقيقية للمغتربين خارج الوطن، ويصف الكاتب في هذا الكتاب مايمر به المغترب وصفآ يجعلك تشعر بتواجدك معه في نفس المكان.
ومحطات رحلتى هى قلوب وعقول المغتربين، بكل ما فيها من آهات وأنات ودموع، وتجارب قاسيةمؤلمة.
إصطحبنى قلم الكاتب فى رحلة خرجت منها وقلبى يئن لقسوة ما رأيت.
بدأنا الرحلة بتجربة مريرة لمغترب تسببت الغربه فى كره إبنه له لإفتقاده للقدوه التى يراها الأبناء في الآباء، ثم مررنا بأبن عندما افتقد حنان ورعاية والديه المغتربين في الخارج لم يجد نفسه إلا فى الزواج من ارمله اعطته هذا الحنان، كما شاهدت في رحلتى تجارب أبناء أدى بعدهم عن ابائهم إلى إدمان المخدرات وإهمال الدراسة والفشل في الحياة ،و استمعت لمغتربين تعرضو للدغة صديق خائن خان ما ااتمن عليه عندما اعتقد انه سيكون الحافظ الحامى لزوجته وبيته
وقابلنا من لعن النقود لأنها قضت على أحلامه في الإستقرار لإصابه زوجته وأبناءه بجشع وطمع قضى على المشاعر وأظهر أسوء ما في النفس البشرية.
وقابلنا أيضآ من سيطرت عليه الغربة وادمنها وأصبحت حياته إغتراب لا نهاية له وفقد الانتماء لوطنه فقد أصبحت الغربة هدف

ومن المحطات التي توقفنا فيها محطة يقيم فيها زوج لا عمل له إلا أن يكون محرم لزوجته التى سافر معها حتى تتمكن هى من العمل ولا كلام له إلا عن ندمه لخوض هذه التجربة.
وممن ساعدنى قلم كاتبى القدير على رؤيتهم ومعرفتهم والإستماع لهم مجموعه من الآفات البشرية كما سماها الكاتب وهم أشخاص يفعلون كل ما يستطيعون من أفعال يرفضها الضمير وتنفر منها الأخلاق ليتحببو ويتزلفو لرؤسائهم لأخذ مزايا قد لاتكون من حقهم وهؤلاء هم الوصوليين وما أكثرهم

ومن أعمق الكلمات التي قرأتها في حصاد الغربة هي وصف الغربه بالكربه لما فيها من آلام ومرارة وإنكسار
كما تأكدت وأنا في رحلتى في داخل حصاد الغربة أن الله يمهل ولا يهمل وكما تدين تدان ومن أخذ شئ بدون وجه حق سيسدده أراد أو لم يرد كما حدث مع بعض المغتربين الذين استغلوا مكانتهم وزيفو الحقائق ليستولو على أموال ليست من حقهم

كما سمعت أنات الشباب ورأيت دموعهم بل وأحسست بحرارة هذه الدموع التى تكوى القلوب لتخليهم عن أحلامهم وامانيهم من أجل النقود
ومن أمر ما رأيت في رحلتى شباب اغتربو عن أسرهم من أجل المال و وعند عودتهم لم يجدو ترحيباً من أحد ولم يعد أحد راغبا في وجودهم فاصبحو كالفرع المقطوع.
كما شعرت بالجفاف العاطفي الذى عانى منه الشباب بسبب تغربهم عن زوجاتهم وأبنائهم فأصبحت العاطفه لا وجود لها بينهم

ورأيت أمهات بلا امومة وأباء بلا ابوة فرغم الثراء هربت السعادة وتمزق الأبناء نفسياً ومعنوياً

رأيت في رحلتى نماذج إستطاعت أن تقهر الغربه ولم تعطيها الفرصة لتتمكن منها وتسيطر عليها
ونماذج جعلت الغربة هدف لهم فقضت الغربة عليهم وقتلت أحلامهم واضاعت منهم سنين العمر والأبناء والزوجات والأهل ولم يتمكن ما جمعوه من مال من أن يعوضهم أو حتى يساعد في إرجاع ما فقدوه
وكم تفنن الكاتب وابدع فى وصف الحالات التي رأها وسمعها وعايشها بكلمات جعلتني أرى بعينى الأحرف ترسم صورة واقعية جعلتني متأكدة من اننى أرى حقائق وليست كلمات.
وافر الشكر والتقدير والاحترام للأستاذ الكاتب الصحفي مدبولى عتمان كاتب” حصاد الغربة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.