تقارير وتحقيقات

رحيل الملياردير الشاب “علي بانات ” المسلم وتبرعه بثروته للمسلمين

كتب د/ محمد النجار

رحلة الرفاهية والثروة والمال : ..
امام منزله يصطف اسطول من السيارات الفخمة المبهرة الغالية الثمن ، منها سيارة هي تعد أقوى وأسرع سيارة في العالم “سبايدر فيراري ” ، حيث يبلغ ثمنها اكثر من (600.000) ستمائة ألف دولار
أمام منزله الأنيق في استراليا يصطف أسطول من السيارات المبهرة على رأسها واحدة حيث تبلغ قيمتها وحدها 600,000 دولار.
أما سوار الماس الذي في يده قيمته تزيد عن 70.000 (سبعين ألف دولار) .
أما غرفته الخاصة فهي مليئة بالملابس، والحقائب، والأحذية الرياضية، والساعات، والنظارات، والقبعات، والأغراض الأخرى التي أعدت خصيصا له من قِبل أشهر بيوت الأزياء العالمية المقدر كل منها بآلاف الدولارات
امتلأت حياة على بنات بالرفاهية والثروة وكل مايحتاجه عنده.
رحلة المرض :

جاءت لحظة فارقة في حياته ، عندما شعر بتعب قليل ثم ذهب للمستشفى لتلقي العلاج والعودة الى قصره فلا شئ مفزع من هذا التعب البسيط ..
في عام 2015، شُخصت إصابة الملياردير المسلم الأسترالي علي بانات بالسرطان،
وأبلغه الاطباء المتخصصون في امراض السرطان في المستشفى بالتشخيص المفزع بإصابته بمرض السرطان من الدرجة الرابعة، وأ نه لم يتبق له في الحياة سوى سبعة أشهر ، وهو الشاب البالغ من العمر 33 ، ولكن عاش بانات لأكثر من عامين، على عكس توقعات الأطباء .
فانقلبت “حياة علي” المليئة بالثروة والرفاهية ، رأسًا على عقب وتحول اتجاهه فيما تبقى له من أيام في الحياة الى عالم الآخرة .

واستخدمَ مرضه كمحفّز على استخدام ثروته ليحدث تغييراً إيجابياً، بحسب موقع “الإنديبندنت” البريطاني.
الرحلة الى الله 

واستقبل “علي بانات” تلك المفاجأة المحزنة بهذا المرض القاتل بالحمد لله واعتبرها هدية من الله لتغيير مسار حياته من عالم الفناء الى عالم البقاء والخلود.
قرر المليونير الشاب “علي بنات” أن يتبرع بكامل ثروته من أجل فقراء المسلمين في العمق الإفريقي ..
يقول ” علي ” : “الحمد لله .. رزقني الله بمرض السرطان الذي كان بمثابة الهدية، التي منحتني الفرصة لأتغير إلى الأفضل، عندما علمت بالأمر شعرت برغبة شديدة في أن أتخلص من كل شيء أمتلكه، وأن أقترب من الله أكثر، وأُصبح أكثر التزاما تجاه ديني، وأن أرحل من هذه الدنيا خاويًا على أن أترك أثرًا طيبًا وأعمالًا صالحة تصبح هي ثروتي الحقيقة في الآخرة
من أكبر تجار الدنيا الى اكبر تجار مع الله
وفور معرفته بمرضه، ، قرر ” علي بانات “أن يتبرع بكل ماله حتى ملابسه ، فقام على الفور ببيع شركته على الفور وسافر إلى منطقة توغو في أفريقيا، وهي دولة يعاني ما يقرب من 55 في المئة من شعبها من الفقر، وهي أفضل من النسبة الصادرة عن اليونيسيف عام 2008، حيث كان 80 في المئة من سكان هذا البلد يعيشون في حالة فقر. ويقدّر أنّ 12 إلى 20 في المئة من السكان مسلمون.
وفور وصوله، بنى بنات مسجداً بالإضافة إلى مدرسة للأطفال المحليين. ثم أسس منظمة “المسلمون حول العالم
” (MATW) ” ..”Muslims around the world” .
وتضمّ المنظمة العديد من المشاريع الأخرى، الممولة من صفحة “GoFundMe” الرسمية. ومن المقرّر إقامة قرية تضم 200 أرملة، كما سينشئون مركزاً طبيا|ً صغيراً وسلسلة من الأعمال التي تهدف إلى دعم المجتمع المحلي. وستوزع جميع الأموال من بين ثلاثة مشاريع، تهدف جميعها إلى إيجاد حلول مستدامة للفقر . وجمع على مدى السنوات الثلاث الماضية وحدها، جمع نحو 800 مليون دولار..
تحول ” علي بانات ” من أكبر تجار الدنيا ، إلى التجارة مع الله.
وصف الدنيا بعد مرضه .. لا تساوي نعل حمام :
سئل “علي “: بعدما علمت حقيقة الدنيا، كم تساوي سيارتك الفارهه ؟
فقال : لا تساوي في قلبي قيمة نعل حمَّام، وإن ابتسامة طفل فقير أفضل عندي من هذه السيارة.
ثم يقول : إن اللحظات التي قضاها في إفريقيا مع فقراء المسلمين هي الأسعد في حياته على الإطلاق ، سعادة لا يمكن شراؤها بالمال، ولا يمكن أن تعوضها وسائل الرفاهية الباهظة الثمن.
وداع الدنيا والرحيل الى الله
منذ أيام قليلة استرد الله وديعته، فكان يومًا حزينًا على المسلمين في كل من أستراليا وإفريقيا فقد فاضت روح “علي ” إلى بارئها بعد صراع مرير مع المرض ..
رحل “علي بانات ” ونحن لا نعلم هل كان السرطان حقًا هدية له من الله ؟؟
أم أن علي كان هو الهدية التي منحها الله لفقراء المسلمين؟؟
ودع على بانات الدنيا ، ورحل في جنازة مهيبة تحيطه مئات الآلاف من الدعوات المباركة التي سبقته إلى السماء
رحل علي بانات. وقبل رحيله عرفنا حقيقة الدنيا (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرو).
.رحل علي بانات الذي ارتضى بقضاء الله ووصف المرض بأنه هدية من الله ، وأن الله منحه فرصة كي يتغير نحو الأفضل .
رحل علي بانات وعمره 32 سنة ونسأل الله ان يرزقه الفردوس الاعلى من الجنة وأن يجمعنا به في مستقر رحمته مع الشهداء والصديقين والصالحين وحسن اولئك رفيقا ..
واطرح سؤال : لماذا نجد اثرياء الغرب يتبرعون للفقراء والمحتاجين ولا نجد مثل هذه التبرعات الضخمة لدينا في العالم العربي الغني خاصة في الخليج الذي تتكدس امواله في امريكا والغرب الصليبي الذي يساعد بها العدو الصهيوني ؟؟؟
انهم يتبرعون لمؤسسة ابنة ترامب وغيرها من من بلاد غير المسلمين ويبخلون على ابناء امتهم الذين يدافعون عن اوطانهم ومقدساتهم وشرفهم ودينهم ؟؟
د.محمد النجار 19رمضان1439هـ الاثنين04-06-2018

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى