المجتمع

رحيل “جيمس هاريسون” أيقونة الإنسانية في أستراليا

بقلم / ممدوح الشنهوري *

رحل عن عالمنا منذ أيام قليلة جيمس هاريسون، الرجل الذي لُقّب بـ**”ذراع الذهب”**، نظرًا لمساهمته في إنقاذ أكثر من مليوني طفل في أستراليا من خلال تبرعه المستمر بالدم للأمهات الحوامل.

بداية الرحلة الإنسانية

بدأ “هاريسون” رحلته مع التبرع بالدم في سن الثامنة عشرة، واستمر في هذا العمل الإنساني حتى وفاته عن عمر 88 عامًا. وقد استلهم قراره بعد تعرضه في سن الرابعة عشرة لعملية جراحية في الرئة، حيث احتاج إلى نقل الدم عدة مرات. وأوضح في حديث سابق:
“لا أعلم كم مرة تبرع لي الغرباء بالدم حتى تماثلت للشفاء، ولكنني قررت حينها أن أرد الجميل وأتبرع بالدم لكل من يحتاجه في الظروف الطارئة.”

اكتشاف الجسم المضاد النادر

كان “هاريسون” يتبرع بالدم كل أسبوعين، حتى اكتشف الأطباء أن دمه يحتوي على جسم مضاد نادر يُعرف باسم (Anti-D)، وهو عنصر أساسي في إنتاج عقار منقذ للحياة يُستخدم لعلاج الأمهات الحوامل اللاتي يتعرضن لخطر مهاجمة أجهزتهن المناعية لأطفالهن الذين لم يولدوا بعد.

تبرعات بلا حدود

يُعد “جيمس هاريسون” واحدًا من أقل من 200 شخص في أستراليا يمتلكون هذا الجسم المضاد النادر. واستمر في التبرع بالدم حتى عام 2018، حيث قام بـ1173 تبرعًا طوال حياته، مما ساعد في إنقاذ أكثر من 2.4 مليون طفل في أستراليا منذ بدء تبرعه في 1954.

إرث إنساني خالد

بعد عقود من العطاء، توقف “هاريسون” عن التبرع بالدم عند بلوغه 81 عامًا، وفقًا للحد الأقصى المسموح به في أستراليا، لكنه ترك وراءه إرثًا إنسانيًا فريدًا سيظل محفورًا في تاريخ العمل الخيري والإنساني.

*كاتب صحفي و عضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى