رحلت فيروز  الصغيرة  بهدوء في العاصمة المصرية، وفي حديث مع “سكاي نيوز عربية”، علق الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي على رحيلها قائلا: “لقد تركت فيروز بصمة لا تنسى في تاريخ السينما العربية، والمصرية تحديدا، فقد حفرت في ذاكرة 4 أجيال منذ الأربعينيات حتى الآن، كونها أكثر طفلة أحبها العرب”.

موهبتها

ولدت فيروز واسمها الحقيقي  بيروز آرتين كالفايان في القاهرة عام 1943 وهي تعود إلى أسرة أرمنية من مدينة حلب السورية، وهي شقيقة الفنانة الاستعراضية المصرية نيللي التي اشتهرت بتقديم فوازير رمضان.

أول من اكتشف مواهب فيروز كان الفنان اللبناني إلياس مؤدب الذي قام بتأليف وتلحين مونولوج خاص لتغنيه لوحدها في إحدى الحفلات المنزلية، فأثارت الصغيرة إعجاب الحضور ولاقى اداؤها نجاحا باهرا.

فقرر مؤدب إدخالها مسابقة للمواهب حضرها آنذاك الملك فاروق وأعجب بأدائها حين كانت في الثامنة من العمر. وحصلت فيروز بعد تلك المسابقة على أول مكافأة مالية في حياتها بقيمة 50 جنيها وكانت من الملك شخصيا.

فيروز وأنور وجدي

حينئذ تهافت المنتجون والسينمائيون على فيروز فاختار مؤدّب النجم المصري الراحل أنور وجدي الذي أعجب بمواهبها الغنائية والتمثيلية والاستعراضية.

وانتقى لها وجدي اسم فيروز وأشركها في كل الأفلام التي أنتجها وأخرجها ومثل فيها، فكان لها دور في النجاح الذي حققه وجدي في تلك الأفلام.

وعن علاقة فيروز الفنية بوجدي قال الشناوي: “اعتبر كثيرون أن وجدي استغل فيروز، لكن على العكس، فهو السبب وراء نجاحها”.

وأشار الشناوي إلى أن اسم وجدي ارتبط بزوجته الفنانة الراحلة ليلى مراد، “مما دفع البعض للقول إنها السبب وراء نجاحه، لذا أراد وجدي أن يظهر بشكل منفصل بعيدا عن ليلى، ومن هنا اكتشف فيروز ودعمها ودربها”.

ما بعد وجدي

شهد عام 1953 انفصال الصغيرة فيروز عن وجدي، بناء على قرار والدها الذي أراد أن ينهي “عقد الاحتكار” مع وجدي وقرر أن يقوم هو بإنتاج أفلامها.

بعد الانفصال عن وجدي أنتج والد فيروز فيلم “الحرمان” الذي ظهرت فيه إلى جانب شقيقتيها الفنانة الاستعراضية نيللي وشقيقة ثالثة لهما هي ميرفت.

بعد فيلم “الحرمان” توقفت فيروز عن العمل لمدة ثلاث سنوات، ثم عادت لتقدم عدداً من الأدوار الدرامية التي تتناسب مع عمرها، من بينها “صورة الزفاف” و”عصافير الجنة”.

وفيما بعد قدمت 4 أفلام لم تحقق نجاحا منها فيلم “إسماعيل ياسين للبيع” مع الفنان الراحل اسماعيل ياسين وفيلم “أيامى السعيدة” عام 1958 وهو من إخراج أحمد ضياء الدين.

آخر المشوار

لم يطل مشوار فيروز الفني بعد ذلك فقررت الاعتزال في مرحلة الشباب ليحتفظ الجمهور بصورة “الطفلة المعجزة” التي عرفت بها.

كرمت فيروز عام 2001 في مهرجان القاهرة السينمائي. وأمضت السنوات الأخيرة من عمرها  في معاناة مع المرض إلى أن توفيت نهاية شهر يناير 2016.