الصراط المستقيم

رسالة هامة إلى الفتيات والنساء المسلمات المتطلعات الى حب الله ورسوله ودخول الجنة

  الحذر الشديد من خروج النساء متطيبات متعطرات متزينات

 

بقلم / الدكتور محمد النجار

هل يجوز للفتاة أو المرأة المسلمة الخروج من بيتها متعطرة أو متزينة بالمكياج على الشفايف والخدود والعيون حتى لو كان زوجها موافقاً لها على ذلك ، وحتى لو كانت مُحجبة؟.

 حكم خروج المرأة من بيتها متطيبة متعطرة متزينة حتى لو كان قليلا….

استقبل أبو هريرة إمرأة متطيبة فقال : أين تريدين -أي ألى أين تذهبين- يا أمة الجبار؟

فقالت: إلى المسجد.

فقال لها : وله تَطيبتِ –أي للمسجد تعطرتِ-؟

قالت: نعم .

قال أبو هريرة :  إن رسول الله ﷺ قال :

(((أيُّما امرأةٍ تطيَّبَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ إلى المسْجِدِ ، لم تُقْبَلْ لَها صلاةٌ حتى تغتسلَ))). رواه ابوهريرة وصححه عالم الحديث الشيخ الألباني

وفي رواية أخرى:

(((لا تُقبَلُ صلاةٌ لامرَأةٍ تطيَّبَت لهذا المسجدِ ، حتَّى ترجعَ فتغتسِلَ غُسلها من الجنابةِ)))

  • قال الشيخ الألباني رحمه الله :

فإذا كان ذلك حراماً على مريدة المسجد-أي حرام أن تتعطر المرأة ، أو تتزين ،وهي  تريد الذهاب إلى المسجد – فماذا يكون الحكم على التي تريد الذهاب الى السوق والأزقة والشوارع؟؟؟؟!.

-لا شك أنه أشد حرمة وأكبر إثما !!

وقد ذكر  الهيثمي في كتابه: (الزواجر) (2/37):

(((أن خروج المرأة من بيتها متعطرة متزينة من الكبائر حتى وإن كان زوجها قد أَذِن لها وموافق على خروجها متعطرة ومتزينة))).

و هذه الأحاديث عامة تشمل جميع الأوقات.

تبرج المرأة مفسدة عظيمة لا تليق بالمرأة المسلمة

إن تَبَرُّجَ المَرأةِ وتزيُّنِها خارِجَ البيتِ مِن الأُمورِ المُفسِدةِ للمُجتمَعِ؛ لِمَا في ذلك من مَفاسِدَ عَظيمةٍ، وقدْ نَهى عنها الإسلامُ، حِفاظًا على الأُمَّةِ والمُجتمَعِ.

قد تكون المرأة صالحة وتصلى وتصوم ومستقيمة بل ربما تكون مُحجبة لكنها تخرج متزينة ، متعطرة ، أو ترتدي الملابس الضيقة أو الشفافة التي تبرز مفاتنها وملابسها الداخلية ، أو الملابس المتبهرجة في ألوانها ، فتخسر الكثير من حسناتها ، وتُحرم من أجر وثواب صلاتها وصيامها بذلك التبرج أو المكياج أو التعطر.

كُن صالحات .. مُصلحات

الحذر.. الحذر  أخواتي النساء المسلمات وبناتي الفتيات الطيبات .. كُن صالحات مُصلحات في أنفسكن ، و مُصلحات لأبنائكن وبناتكن ولكل النساء ، بل كُن مُصلحات للرجال سواء كانوا أزواجاً أو أبناءاً  أو إخوة ، بل كُن  مُصلحات للمجتمع كله ، وهذا هو الفوز العظيم.

مسئولية الأم عن بناتها مُربيات أجيال المستقبل

فالأم ..”الوالدة” تتحمل تصرف بناتها اللاتي يقلدنها في تصرفاتها ، سواء كانت تصرفات حميدة تتفق مع دينها وشريعتها أو تختلف عنها .  فلو وضعت الأم المكياج والألوان على وجهها ، فسوف  تتصرف بناتها بنفس تصرف الأم، وهذه ستكون السيئات الجارية التي تلاحق الأم حتى بعد رحيلها من الدنيا ، وتتعذب بها في قبرها ، لأنها تحصد ما زرعته في بناتها .

فالأم مسئولة عن  ملابس بناتها  الضيقة ، أو الشفافة، أو المتبهرجة بألوانها التي تلفت نظر كل مرتدي الشوارع وأماكن العمل أو الدراسة ، ويجب ألا تسمح لهن بالخروج إلا بالملابس التي تليق بالمرأة المسلمة والتي تتفق مع ماورد في شرع نبينا ﷺ .

فالأم الصالحة التي ترجو رحمة ربها ، يجب أن ترعى أولادها ، وتراقب تصرفاتهم وسلوكياتهم ، بل وتحرص على تنقية ألسنتهم من الألفاظ السيئة ، وتراقب تصرفات أصدقائهم ، فكم من صاحب جذب صاحبه الى المهالك .

مسئولية الوالد .. الأب المُربي

 

والأب الذي وهبه الله القوامة ،  مسئول عن تصرفات أسرته، ومسئول عن توجيه وسلوك زوجته ، ومسئول عن توجيهات  أبناءه  الذكور والإناث.. فهو الراعي الذي أوكل الله  إليه مسئولية الأسرة ، ووضع في يده القوامة التي بمقتضاها يتولى تقييم .. وتقويم الأسرة.

وبهذه القوامة يدخل الجنة أو النار.

الأبناء حسنة أو سيئة جارية  للوالدين

الأخطر في المسألة : أن الإنسان حتما سيموت مهما طال عمره ، فالأب سيرحل ، و سترحل الأم ، ويمتد العمر بالأبناء .. فإما أن يكون الأبناء  حسنة جارية يسعد بهما  الأباء والأمهات ، أو سيئة جارية يتعذبا  بهما في الدنيا ، كما يتعذبا بهما  في القبور.

الوالدان المسلمان يستعدان ليوم الرحيل

والأب المسلم العاقل  يتجهز ليوم الرحيل عن الدنيا ، والإستعداد للقاء الله. قال الله تعالى :

(((وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)))الانبياء

فالموت قادم لا محالة ، وليس بعد الموت إلا القبور، حيث لا أنيس ، ولا جليس ، فتأتي إليه الحسنات على أطباق من نور من أبناءه الذين أحسن تربيتهم ، وأطعمهم من حلال ، وحرص على تعليمهم دين لله ، ودربهم على معرفة الحلال من الحرام في كافة المعاملات ، فيحصد الحسنات والدعوات الصالحات.

أما الأب   الذي فرط في تربية أبناءه ، ولم يُبالِ بتعليمهم دين الله، ولم يحرص على إطعامهم من حلال ، ولم يأبه بتعليمهم الحلال في معاملاتهم والبعد عن الحرام ، فلن  يجد سوى السيئات الجارية تحرق جسده ، ولعنات البشر تقصم ظهره  ، فيتقلب  بسوء صنيعه بأبناءه في أشد أنواع العذاب في قبره ، ويوم القيامة يتلظى في نار الله الموقدة .

الدنيا مزرعة ..والآخرة الحصاد

فالدنيا مزرعة .. والآخرة الحصاد ..  (((فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)))  ..

وكذلك الأم المسلمة العاقلة تتقي الله في تربية أبنائها وبناتها مثلما يفعل الأب الصالح، وستحصد  ما زرعته من خير أو شر في الدنيا والآخرة .

👇👇👇

اللهم اجعلنا ممن يزرعون دين الله وحب رسوله ﷺ وحب شرعه وسنته والصلاح والإصلاح في أبنائنا وذرياتنا الى يوم الدين ..

  واجعل ذرياتنا حسنات جارية نسعد بها في الدنيا ، ونسعد بها أيضا  بعد الرحيل ، واجعلهم أبناء وأحفاد صالحين مُصلحين إلى يوم الدين ، واكفهم يارب بفضلك وكرمك الصحبة السيئة والبطانة المفسدة يارب العالمين ،وارزقهم الصحبة الصالحة التي تعينهم على الخير ،  واجمعنا بهم في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم..

رسالة هامة إلى الفتيات والنساء المسلمات المتطلعات الى حب الله ورسوله ودخول الجنة 2

د.محمد النجار12-06-2024م فجرالثلاثاء  6ذي الحجة1445هـ (طوفان الاقصى249). 

 

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.