رسمياً.. السويد العضو الـ32 في حلف شمال الأطلسي بعد قرنين من الحياد
كتب – محمد السيد راشد
بعد قرنين من الحياد ثم عدم الانحياز العسكري وعامين من المفاوضات، أصبحت السويد رسميا، يوم الخميس 7 مارس 2024 العضو الثاني والثلاثين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) مع تسليمها وثائق الانضمام خلال مراسم في واشنطن، ما يمثّل تحوّلا كبيرا لدولة بقيت حتى العام 2022 حريصة على تجنب إغضاب جارتها روسيا.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: “من يصبر يجد”، وذلك لدى تسلمه وثائق الانضمام من رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، عقب مصادقة 31 دولة أخرى في الحلف الدفاعي.
وأضاف بلينكن عن انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي: “أعتقد أنه إذا خطا المرء خطوة للوراء وفكر في الوضع قبل ثلاث سنوات، فلن يجد أن أيا من هذا كان محتوما”، معتبرا أنه “لا يوجد مثال أوضح من اليوم على الفشل الاستراتيجي الذي تتكبده روسيا” جراء غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا.
واعتبر كريسترسون أن انضمام بلاده الى حلف الأطلسي يمثل “انتصارا للحرية”.
ومن المقرر أن يتم الاثنين، رفع علم السويد أمام مقر الحلف في بروكسل. ويعني انضمام السويد بعد انضمام فنلندا العام الماضي أن كل الدول الواقعة على بحر البلطيق، باستثناء روسيا، أصبحت الآن أعضاء في الناتو.
صعوبات الانضمام
أعلنت هلسنكي واستوكهولم في وقت واحد ترشحهما للانضمام إلى الحلف في 2022 في أعقاب بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي حين انضمت فنلندا رسميا إلى التحالف في إبريل/نيسان الماضي، واجه انضمام السويد مفاوضات شاقة مع تركيا التي اتهمت الدولة الاسكندينافية بالتساهل مع ناشطين أكراد لاجئين على أراضيها، تعتبرهم أنقرة “إرهابيين”.
وتوجّب على استوكهولم أيضًا معالجة تحفظات رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي وافق مبدئيا منذ فترة طويلة على انضمامها الى الحلف، لكنه طلب من استوكهولم قبل استكمال العملية بعض “الاحترام” بعد سنوات من “تشويه صورة” سياساته.
وفي نهاية فبراير/ شباط، صادق البرلمان المجري أخيراً على انضمام السويد إلى الناتو.
وإلى جانب ترشيحها للانضمام إلى الحلف الأطلسي، وقعت السويد اتفاقا في بداية ديسمبر/كانون الأول يسمح للولايات المتحدة باستخدام 17 قاعدة عسكرية على أراضيها.
غضب روسي
ووعدت روسيا الأسبوع الماضي باتخاذ “إجراءات مضادة” رداً على انضمام استوكهولم، ستكون مرهونة “بظروف ومدى اندماج السويد في الحلف الأطلسي”.
وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية: “سنراقب عن كثب ما ستفعله استوكهولم في التكتل العسكري العدائي، وطريقة ممارستها للعضوية عملياً.. وعلى هذا الأساس، سنرد بخطوات انتقامية ذات طبيعة عسكرية وفنية إلى جانب خطوات أخرى”.
وأضافت أن تحرك استوكهولم للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي يؤجج التوتر ويثير النزعة العسكرية.