رصاصة ..في رأس الخيل.

بقلم/خالد طلب عجلان..

 

قامات وهامات كنت أنحني لها عظمة وتقديرا ومازلت أشخاص أفنوا عمرهم لأكثر من أربعة عقود من الزمان لم يتوان أحدهم يوما في خدمة هذا الوطن تعرفه عن بعد من ملابسه من نظارته الطبية

من حذائه من رائحة عرقه..

 

موظف الحكومة هو الشخص الوحيد الذي ترى كل هذه الأشياء مجتمعة به لم يكن يوما متفاخر بملابسه ولكن كان فخورا بعمله واجتهاده راضي مقتنع وقنوع وشاكر بما قسمه الله له

 

 

يقضي موظف الحكومة عمره كله سعيا وراء توفير متطلبات الحياة لا نراه في ثوب زينة يوما ..

 

كانت رواتبهم ومازالت محدوة لا تفي شيئا من متطلبات الحياة وهذا يسبب علي الموظف عبئا طوال حياته بين كسرة وحسرة وخيبة أمل..

 

وغالبا ما يتعرض الموظف للوم من الزوجة والأولاد

 

وأذا حدثتهم عن عملك وأخلاصك فيه وتفانيك سخروا من راتبك وقلة حيلتك..

 

 

وفي النهاية تطلق الحكومة رصاصة الرحمة بلا رحمة أو شفقة أو هوادة بخروجة إلى سن المعاش ليجد نفسه من راتب كان يتقضاه لايكفى رغيف خبز وبعض ضروريات الحياه…

 

إلى مبلغ ضعيف للغاية لايكفى شئ بالمرة في حياته المره…

 

 

فى الوقت الذى يصل فيه الموظف لاعلى اجر بعد اربعين سنه عمل يكون قدتجاوزالخمسة الاف جنيه ثم فجاة يخرج على المعاش فيحصل على راتب لايتجاوز الالف جنيه فيجد نفسه قد سقط فى حفرة عميقه من الاحتياجات ومع زيادة الاسعار لايكفى المعاش الهزيل ويتحول صاحب المعاش الى انسان عاجز عن الايفاء بمتطلبات اسرته وعلاجه بعد ان يكون قد وصل الى سن تتكالب عليه الامراض ويعانى داخل التامين الصحى وعندما يذهب الى مكتب صرف المعاش يجد طابور كبير فيقف معهم تحت اشعة الشمس وهذا لم يحدث الا فى مصر لان اصحاب المعاشات فى اى دولة فقيرة او غنية ينتظرون تلك الفتره من العمر تاهبا للسفر والحياه الهادئه مع الاهل والاحفاد وضمان الدخل المناسب بعد سنوات طويله من الشقاء وفى النهايه اقول ان مايحدث مع اصحاب المعاشات فى مصر مهزله بكل المقاييس

 

والحق أني أستحي أن أروي لكم قصصا رأيتها وعاصرتها وليس لي حيلة غير الكتابة وأيصال صوتهم …

 

والحق سقطت من عيني عبرةلحالهم والعبرات في عيونهم تنطق ولكن لا يسمع صوتهم

 

والحق أناس أفنوا وأخلصوا ولكن الأخلاص لم يشفع لهم..

 

مابين الشوارع والمقاهي يترجلوا والهدف المأمول والحلم ضاع والحمل أثقل عاتقه..

 

والحق ما كانوا يأملون ولا يتخيلون ولا حتي في المنام أن يكون هذا حالهم..

Exit mobile version