كتب / زهير بن جمعه الغزال
أوضح ذلك المهندس ماجد ابوزاهرة
يعتبر شهر أكتوبر وقت رائع خلال العام لمشاهدة النجوم في سماء الوطن العربي حيث تطول الليالي ونحن نتجه نحو فصل الشتاء ما يعني فرصة رصد أطول للإستمتاع بكوكبات الخريف النجمية التي تزين معظم سماء المساء مع بعض كوكبات الصيف التي تشاهد في الأفق الغربي.
أول نجم يظهر في سماء بداية الليل هو السماك الأعزل منخفضا في الأفق الغربي بلونه البرتقالي الأحمر المميز.
السماك الأعزل هو ألمع نجم في كوكبة الراعي التي تبدو مثل طائرة ورقية عملاقة ونجم السماك الأعزل يمثل الذيل.
كذلك توجد نجوم القيثارة مع النجم الساطع النسر الواقع والدجاجة والعقاب. هناك أيضاً كوكبة أخرى من الصيف وهي القوس في الأفق الجنوبي الغربي والتي تشبه إبريق الشاي وعند القيام بالرصد من موقع مظلم بعيداً عن أضواء المدن سيشاهد شريط من الضوء يمتد من الأفق الشمالي الشرقي يقطع السماء إلى نصفين هذا هو حزام درب التبانة الجزء الأكثر كثافة من مجرتنا ويقع مركز مجرتنا درب التبانة مباشرة فوق نجوم إبريق الشاي.
حزام درب التبانة يبدو للعين المجردة مرقط بممرات من الغبار المظلم ولكن إذا كنا نستطيع رؤية السماء باستخدام الضوء غير المرئي يمكن رؤية مدى سطوع مجرتنا.
عند النظر إلى الأفق الشرقي تشاهد كوكبات الخريف بما في ذلك المرأة المسلسلة التي تضم مجرة المرأة المسلسلة (اندروميدا) التي تبعد مسافة أكثر من مليوني سنة ضوئية، كذلك يوجد فم الحوت الذي يشير إلى فم سمكة الحوت الجنوبية وعلى يمينه يوجد النجم النير الأقل سطوعا بقليل،
وفي وقت لاحق من الليل يرصد عنقود نجوم الثريا في الأفق الشرقي والذي يشبه مغرفة صغيرة وكما يطلق عليها اسم “الأخوات السبع” او بنات أطلس في الأساطير اليونانية. يمكن لمعظم الناس رؤية ستة نجوم على الأقل منها ولكن رؤية سبعة ممكنة وعند رصدها من خلال المنظار أو التلسكوب يمكن رؤية المزيد من نجوم الثريا.
خلال هذا الشهر قد يسطع المذنب تسوتشينشان-أطلس إذا سار كل شيء على ما يرام ولكن نظراً لأنه قريب الشمس لا يزال هناك احتمال أن تتفكك هذه الكرة الجليدية ولكن إذا نجت من التحليق بالقرب من الشمس فقد نكون على موعد لعرض رائع ولكن لا أحد يعرف مدى سطوعه ولكن هناك احتمال كبير بأن يكون مرئياً بسهولة بالعين المجردة خاصة من موقع مظلم.
في الأيام الأولى من أكتوبر يمكن رصد المذنب تسوتشينشان-أطلس فوق الأفق الجنوبي الشرقي قبل شروق الشمس وبعد ذلك سيختفي المذنب عن الأنظار لمدة أسبوع تقريباً حيث يكون قريباً جداً من الشمس بحيث لا يمكن رؤيته ولكن في حوالي 10 أكتوبر سيعود إلى الظهور.
في 12 أكتوبر سيكون المذنب تسوتشينشان-أطلس أقرب إلى الأرض، على مسافة حوالي 71 مليون كيلومتر ولكنه سيكون من الصعب جداً رؤيته لأنه سيكون منخفضاً نحو الأفق وبعد ذلك من حوالي 14 أكتوبر حتى نهاية الشهر سيكون المذنب في الافق الغربي بعد غروب الشمس والإنتقال نحو بداية الليل السماء بعد حوالي ساعة من غروب الشمس حيث سيبدو مثل “نجم ضبابي” على بعد حوالي نصف المسافة بين كوكب الزهرة الساطع جدًا والنجم الساطع الدبران وهما أكثر جسمين سطوعا في ذلك الجزء من السماء. إذا كان المذنب ساطعاً بما فيه الكفاية سيشاهد ذيله يشير لأعلى وقليلاً إلى اليسار.
مع تقدم أكتوبر يرتفع المذنب تسوتشينشان-أطلس تدريجيا أعلى في سماء المساء بالأفق الجنوبي الغربي ولكنه سيصبح اخفت مع إبتعاده عن الارض..
أما الكواكب يتألق كوكب الزهرة في الأفق الغربي وسيكون لديه زائر في 5 أكتوبر حيث سيلتقي به هلال القمر الجديد لشهر ربيع الآخر، اما زحل كوكب الحلقات في نظامنا الشمسي فيرصد في الأفق الجنوبي الشرقي في وقت مبكر من الليل المبكرة ومن السهل تحديد مكانه لأنه ألمع جسم في تلك المنطقة من السماء.
زحل رائع حتى عند رصده من خلال تلسكوب صغير ولكن في الوقت الحالي من الصعب رؤية نظام حلقاته لان حافتها تميل بإتجاه الأرض وبما أن سمكها يبلغ حوالي عشرة أمتار في المتوسط فإن ذلك لا يترك الكثير لرؤيته.
يرصد في وقت لاحق من الليل ظهور كوكبي المشتري والمريخ. ففي أوائل أكتوبر يظهر كوكب المشتري فوق الأفق الشرقي عند حوالي الساعة 10 مساءً ولكن بحلول نهاية الشهر عند الساعة 9 مساءً. كوكب المشتريألمع جسم في ذلك الجزء من السماء وعند رصده بتلسكوب صغير يمكن بسهولة رؤية ما يصل إلى أربعة من أقمار المشتري الأكثر سطوعا والتي تبدو كنجوم خافتة على جانبي الكوكب أثناء دورانها حول المشتري في فترات تتراوح من يومين إلى سبعة عشر يوما.
كوكب المريخ يتبع كوكب المشتري بعد بضع ساعات. المريخ ليس ساطعاً مثل المشتري ولكنه يتميز بتوهج برتقالي أحمر مميز حتى بالعين المجردة. سيصبح المريخ أكثر إشراقًا هذا الشهر مع اقتراب الأرض والمريخ من بعضهما. في يناير المقبل سيكون المريخ أقرب ما يكون إلى الأرض منذ أكثر من عامين وسيكون ساطعاً للغاية في السماء .
يبدأ شهر أكتوبر بكسوف للشمس في اليوم الثاني إلا أن اغلب مسار الكسوف وذروته العظمى ستكون فوق المحيط الهادئ قبل وصوله إلى جنوب تشيلي والأرجنتين وهو غير مشاهد في الوطن العربي. سيكون هذا الكسوف حلقي لأن القمر سيكون بعيد جداً عن الأرض وقت هذا الكسوف، لذلك لا يمكن للقمر تغطية الشمس بالكامل وبالتزامن مع الكسوف سيصل القمر منزلة الإقتران عند الساعة 09:49 مساء بتوقيت السعودية (06:49 مساء بتوقيت غرينتش).
القمر سيكتمل بدراً هذا الشهر في 17 أكتوبر ويُعتبر أيضاً قمراً عملاقاً لأنه أقرب إلى الأرض من المعتاد ولهذا السبب سيكون القمر أكبر وأكثر إشراقًا من المتوسط في السماء. قبل بضعة أيام من اكتمال القمر في 14 أكتوبر سيكون زحل في اقتران مع الأحدب المتزايد.
هناك ثلاثة زخات شهب سنوية في أكتوبر حيث تبلغ ذروة التينينيات من 8 إلى 9 أكتوبر، وتبلغ ذروة الثوريات الجنوبية من 10 إلى 11 أكتوبر، و الجباريات من 21 إلى 22 أكتوبر.
تعتبر الجباريات هي الأكثر إنتاجاً ولكن هذا العام سيتزامن معه نشاطها اكتمال القمر في 17 أكتوبر ثم القمر الأحدب المتناقص بعد ذلك لعدة ليالٍ وسيكون من الصعب رؤية الجباريات ولكن إذا عند رؤية أياً من شهب الجباريات فنحن ننظر إلى بقايا صغيرة تحترق في غلافنا الجوي مصدرها المذنب هالي.
إضافة لذلك هناك العديد من الأجرام السماوية المختلفة التي يمكن مراقبتها لذلك دائماً راقب السماء .