طلاب بريطانيون :حماس حركة مقاومة واسرائيل هي منبع الإرهاب في فلسطين والعالم
بقلم / الدكتور محمد النجار
يرى طلاب جامعات بريطانيا أن مهاجمة حماس للكيان الصهيوني في 7 أكتوبر 2023م على أنه مقاومة من أصحاب الأرض ضد المحتل المغتصب لأرضهم ووطنهم ومقدساتهم.
والغريب أن هذه الرؤيا الهامة التي تبلورت لدى أفضل شباب في الغرب ، ومن بينهم طلاب جامعات بريطانيا منذ طوفان الأقصى وهم على عكس وعد بلفور البريطاني الذي منحه لليهود الصهاينة عام 1917م بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وهي أصلا ارض المسلمين ، بل ان بعض الطلاب البريطانيين مزقوا صورة بلفور وزير الخارجية البرطاني الاسبق في في جامعة كامبريدج .
واليكم تفاصيل هذا التحول الكبير
وَعْدُ اللهِ بظهورِ الحقِ وانتصاره
ظهور وحشية إسرائيل وصورتها التي كانت مزيفة
لم تكن مجازر اسرائيل لشعب غزة سوى الصورة الحقيقية للإرهاب الصهيوني التي حاولت إسرائيل إخفائه طوال 76 عاما (من ذ1948 وحتى قبيل 7 اكتوبر 2023م) مستعينة بوسائل الإعلام اليهودية العالمية التي يملكها الصهاينة.
ولم تستطع هذه الوسائل الإعلامية الصهيونية إخفاء هذه الصورة البشعة لتلك المجازرالاسرائيلية الرهيبة والإبادة الجماعية المتواصلة منذ 7 اكتوبر2023م وطوال حوالي 8 أشهر- ليلا ونهارا- بأحدث الطائرات والقنابل والصواريخ الامريكية التي لا تفرق بين أطفال أو نساء، مدنيين أو طلاب مدارس وموظفي مستفشيات أو دفاع مدني واسعاف ، او مساجد أو كنائس وجامعات . كل معركتها ليست مع المقاومة وإنما ضد هذا الشعب الأعزل، تدمر البيوت على رؤوسهم وتدمر الكنائس والمساجد والمستشفيات وأماكن الإيواء والمدارس والكهرباء والماء والوقود بل وسيارات الاسعاف . إنها الإبادة لكل شئ …
كيف رأى طلاب جامعات العالم وحشية اسرائيل
ظهرت الصورة الحقيقية لهؤلاء اليهود الصهاينة المجرمين الى الطلاب والشعوب مباشرة عبر شاشات والفضائيات في جميع انحاء العالم وخاصة الى الطلاب الأحرار. فقد كان هؤلاء الصهاينة يحرصون على إظهار العرب والمسلمين والفلسطينيين على أنهم الهمج والقتلة وأنه لا يصلح مع العرب والمسلمين سوى لغة القوة المُفرطة ، ويحرصون على إظهار اليهود على أنهم هم أصحاب الحق في فلسطين وأنهم الدولة الوحيدة الديمقراطية في الشرق الأوسط ، وأنهم الأمة “السامية” الديمقراطية الوحيدة في هذه المنطقة.
وبفضل الله تعالى ، وغباء اليهود واستكبارهم في الأرض ، انكشفت تلك الصورة المزيفة لهذا الكيان الصهيوني . انقلبت الصورة عليهم بعد هذه الإبادة الجماعية واعتدلت الى الصورة الحقيقية لفقدان هؤلاء اليهود للضمير الانساني ، وانعدام الرحمة والشفقة في قلوبهم ، وظهرت صورتهم المجرمة و العدائية للإنسانية بشكل عام وللعرب والمسلمين والفلسطينيين بشكل خاص.
استطلاع للرأي في جامعات بريطانيا عن مجازر اسرائيل في غزة
أجرت صحيفة الديلي ميل البريطانية الشهيرة اإستطلاعاً جديدا للرأي ، والغريب أنه تم بتكليف من مؤسسة StandWithUs UK الخيرية المؤيدة لإسرائيل.
وقد شمل الإستطلاع أكثر من ((1000)) طالب موزعين على ((20)) جامعة، من طلاب “جامعات مجموعة راسل”، الذين يُنظر إليهم على أنهم “الأفضل والألمع في جامعات بريطانيا”، وذلك حسب وصف البي بي سي (BBC) بتاريخ18-05-2024.
40 % من طلاب بريطانيا..هجوم حماس مقاومة وليس إرهابا
وأظهرت نتائج الاستطلاع مفاجأةً مُفاجِئةٍ في عموم بريطانيا ، حيث أظهرت أن ((40%)) من هؤلاء الطلاب يرون أن هجوم ((حماس)) يوم7 اكتوبر(طوفان الاقصى) ضد اسرائيل هو مقاومة مشروعة ضد الإحتلال الاسرائيلي المحتل لفلسطين ومقدسات المسلمين والمسيحيين ، وليست إرهابا من حماس ، وأن حماس ليست حركةً إرهابية ، بل إن اسرائيل هي منبع الإرهاب في فلسطين والعالم.
نسبة اليهود((29.5%)) من سكان فلسطين عام1948م
عند اعلان قيام الكيان الصهيوني في 15 مايو عام 1948لم يكن اليهود في فلسطين إلا فئة قليلة تعيش مع الفلسطينيين ، وكانت فلسطين تضم المسيحيين واليهود مع المسلمين الذي يقبلون التعايش السلمي مع اليهود والمسيحيين.
وكان عدد اليهود في فلسطين قبل سقوط الدولة العثمانية في (03-03-1924) بنحو ((50)) ألفا داخل فلسطين، وازداد عددهم مع الانتداب البريطاني إلى 650 ألفا عام 1948، وأصبحوا يشكلون 29.5 % من السكان، في حين كان عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية ((2)) مليون فلسطيني عند إنشاء الكيان الصهيوني في حرب 1948، فكانت الأغلبية للشعب الفسطيني أكثر من ((70%)) ، وهو مالك الأرض الحقيقي.
مظاهرات طلاب كلية لندن للإقتصاد دعما للقضية الفلسطينية
وقد بدأ طلاب كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية احتجاجا واسعا دعما للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني ،ومعارضاً لتعاون الكلية مع شركات إسرائيلية.
وقال ((إيثان تشو))-طالب الدراسات العليا- والمتحدث باسم الجالية الفلسطينية- للأناضول: ((( إنهم أعدوا تقريرا من 116 صفحة يكشف عن علاقات الكلية مع الشركات المتعاونة مع إسرائيل، والشركات في المستوطنات اليهودية، ومنتجي وبائعي الوقود الأحفوري، ومصنعي الأسلحة)).
سلسلة إحتجاجات طلاب أكبر جامعات امريكا واوربا والعالم
وقد بدأت سلسلة احتجاجات طلاب العالم ضد الإبادة الجماعية الاسرائيلية للشعب الفلسطيني في غزة ، وبدأت تلك السلسلة من جامعة كولومبيا يوم 17 أبريل 2024، وامتدت تلك المظاهرات والاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا واستراليا والهند ودعا فيها طلاب الجامعات إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزة ، بالإضافة الى مطالبات الطلاب بوقف تعاون جامعاتهم مع الجامعات الإسرائيلية وضرورة سحب استثماراتها من الشركات الداعمة للاحتلال الاسرائيلي .
مظاهرات شعوب العالم في كل الأرض ضد اسرائيل
ورغم كل الآلام التي يكابدها شعب غزة نتيجة الإبادة الجماعية غير المسبوقة ، فإن النجاح الذي حققته مقاومة غزة (حماس وكافة الفصائل الفلسطينية) اكبر من كل الخسائر البشرية. إن كل قتلى غزة ، فإنهم بإذن الله شهداء عند ربهم يرزقون ، وأما التدمير الرهيب للمباني فيمكن إعادة بناءه. أما أعظم المكاسب والانتصارات من حرب طوفان الاقصى هي إعادة الأمل في نفوس كل المسلمين في إنهم يستطيعوا محاربة اسرائيل ، وبإماكانهم هزيمتها عكس الصورة التي كانت راسخة في أذهان الشعوب نتيجة التخاذل العربي بوسائل إعلامه التي كانت تنشر الخوف والرعب من جيش اسرائيل الذي لا يُقهر وذلك نتيجة هزيمة جيوش العرب التي اعتادت دائما في كل حروبها على دعايات وأسلحة الغرب المُعادي أصلا للاسلام والمسلمين والذي يعطيهم الاسلحة دون صلاحيات في استخدامها ، وقد أصبحت حماس والمقاومة في غزة نموذجا للعرب والمسلمين في الاعتماد على شبابها في تطوير وانتاج الاسلحة محليا ، وكان هذا ظاهرا في محاصرتها من كل الجهات ورغم ذلك انتيجت اسلحة وصواريخ وطائرات مسيرة.
رجال صدقوا ما عاهدوا الله
وإذا كانت حماس قد نجحت في تطوير وانتاج اسلحتها محليا داخل غزة ، فإن حماس والمقاومة نجحت نجاحاً أكبر في انتاج وتربية شباب ورجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وأصبحوا لاينامون الليل إلا بذكر الله وقراءة كتاب الله والدعاء ، وعند المعارك كانوا ولا يزالوا أسوداً يقارعون جنود وضباط العدو الصهيوني بكل شجاعة رغم قلة أمكانياتهم ، وضعف عتادهم بجانب مايملكه اليهود الصهاينة من أحدث عتاد امريكي فتاك ، وطائرات مُرعبة ، وقنابل وصواريخ تأخذ نور العيون من شدة انفجارها .
أشم قرب رائحة تكبيرات النصر في غزة
ورغم ذلك كان جنود حماس والمقاومة أشد قوة من كل قوى العدو الصهيوني ، ورأيناهم أسودا وقفوا بالمرصاد لكل ذلك العتاد والاسلحة والطائرات . ولم يحقق العدو أي هدف من أهدافه ، فلم يستطع العدو تحرير جندي أو أسير واحد من الاسرى عند حماس ، ولم يستطع تحقيق أي نصر في غزة رغم مرور ثمانية أشهر.
إنها رائحة الجنة ..رائحة تكبيرات النصر التي تقترب بإذن الله ، ولن يخذل الله عبادة المؤمنين.
قال الله تعالى:
((( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ))) البقرة249
((( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ))) القصص5-6
((( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ))) البقرة249
((وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)) آل عمران126
د.محمد النجار 19-05-2024م الاحد(11)ذوالقعدة1445هـ (طوفان الاقصى226)