السودانشئون عربية

رفض سوداني واسع لمشاركة الإمارات في اجتماع ” الرباعية ” واشنطن

فضيحة مالية تهز دارفور باختفاء مدير شركة بعد استنزاف 20 تريليون جنيه

 

كتبت: د. هيام الإبس

أعلنت تحالفات سياسية سودانية، الخميس، رفضها القاطع لمشاركة دولة الإمارات ضمن “الرباعية الدولية” في اجتماع واشنطن المزمع عقده في 29 يوليو الجاري. وقالت القوى السياسية إن أبوظبي “غير مؤهلة أخلاقيًا” للوساطة بسبب دعمها المزعوم لقوات الدعم السريع.

جاء ذلك خلال اجتماع موسع في بورتسودان ضم كلًا من:

  • قوى الحراك الوطني

  • تحالف سودان للعدالة

  • تنسيقية العودة لمنصة التأسيس

  • الحزب الاتحادي الديمقراطي – الهيئة القيادية

  • المؤتمر الشعبي

  • الوطني الاتحادي

  • تجمع نساء السودان

اتهامات مباشرة للإمارات بدعم قوات الدعم السريع

أشارت القوى السياسية في بيانها إلى أن الإمارات “طرف رئيسي في دعم المليشيات بالسلاح والعتاد والمرتزقة”، ما يجعلها غير محايدة ولا صالحة للقيام بأي دور وساطة في الأزمة.

وأكدت على رفضها التام لأي مبادرة تتضمن تدخلاً خارجيًا يمس سيادة السودان، مطالبة بحلول وطنية خالصة.

تقارير دولية تعزز الاتهامات

في مايو 2025، كشفت منظمة العفو الدولية عن وجود أسلحة صينية متطورة بحوزة قوات الدعم السريع مصدرها الإمارات، من بينها قنابل موجهة ومدافع ميدانية.

وأكد التقرير أن الإمارات كانت الدولة الوحيدة المستوردة لقذائف AH-4 من الصين عام 2019، مما يعزز من اتهامات استمرار دعمها العسكري لأطراف الصراع.

في المقابل، نفت الإمارات بشدة الاتهامات، ووصفتها بـ”حملة تضليل”، مؤكدة أنها لا تدعم أي طرف في الحرب الأهلية السودانية.

مواقف متباينة من اجتماع واشنطن

تضم “الرباعية الدولية” كلًا من: الولايات المتحدة، مصر، السعودية، والإمارات. وكان مقررًا عقد الاجتماع في 20 يوليو قبل تأجيله إلى 29 من نفس الشهر.

ورغم الرفض من بعض القوى، رحب التحالف المدني الديمقراطي “صمود” بقيادة عبد الله حمدوك بالمبادرة، داعيًا الرباعية لتكثيف الجهود لإنهاء الحرب، في حين توقع مبارك الفاضل صدور “قرارات حاسمة” لوقف الحرب خلال الاجتماع.

مدير شركة يختفي بعد الاستيلاء على 20 تريليون جنيه من التجار في دارفور

في تطور اقتصادي مثير، أعلنت مصادر أمنية وتجارية في مدينة الجنينة – ولاية غرب دارفور، عن اختفاء المدير التنفيذي لشركة “النذير للأنشطة المتعددة” بعد استنزافه لأكثر من 20 تريليون جنيه سوداني من تجار العملة المحليين.

شبهات فساد ومضاربات مالية غامضة

بدأت الشركة عملياتها قبل أقل من عام، لكنها سرعان ما حظيت بثقة واسعة في المجتمع المحلي عبر دعم أنشطة إنسانية وثقافية، ما ساعدها على جمع مبالغ طائلة تحت مسميات “شراكات تجارية” و“قروض استثمارية”.

وفقًا للمصادر، أُسيء استخدام معظم الأموال في مضاربات مالية غير معلنة، دون ضمانات قانونية أو أصول تشغيلية واضحة، ما أثار شكوكًا بوجود عملية احتيال ممنهجة.

ملاحقات واعتقالات.. وتحقيقات موسعة

كشفت التحقيقات الأولية عن تحويلات مالية مشبوهة عبر وسطاء وشركات وهمية، بينما تم القبض على اثنين من مساعدي المدير، واستجواب عدد من الموظفين والمتعاملين السابقين.

تقول الجهات الأمنية إن الشركة استغلت “الشرعية الاجتماعية” التي اكتسبتها بعلاقاتها مع شخصيات نافذة لبناء قاعدة مالية غير حقيقية.

دعوات للمحاسبة واستعادة الثقة

سادت حالة من الارتباك في الأسواق المحلية بمدينة الجنينة، مع تصاعد مطالب التجار والناشطين بـ”كشف الحاضنة السياسية والاجتماعية” التي سهلت للشركة التمدد، ومحاسبة جميع المتورطين.

الولاية التي تعاني أصلًا من أزمات أمنية واقتصادية متراكمة، باتت اليوم على المحك، وسط تساؤلات حول قدرة الحكومة على استعادة الثقة في بيئة الاستثمار المحلية بعد هذه الفضيحة المدوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى